ترك برس
مع تجدد هجمات قوات النظام السوري على إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال سوريا، حذر المحلل البريطاني، صمويل راماني، من أن تلك الهجمات قد تتسبب في توقف التعاون بين تركيا وروسيا، ولا سيما بعد الاعتداءات المتكررة لقوات النظام المتكررة على مواقع المراقبة التركية، وهو ما يعد انتهاكا لعملية أستانا التي تعد أنقرة وموسكو ضامنين لها.
وكتب الخبير في الشأن الروسي إنه على الرغم من الضغط الدولي المتزايد ودعوات تركيا لوقف إطلاق نار جديد، واصلت روسيا دعمها لهجوم الأسد على إدلب، وهو ما يمكن تفسيره بأن روسيا تعتقد أن انتصار القوات الموالية للأسد في إدلب، سوف يجبر المجتمع الدولي على الاعتراف بشرعية الأسد والاستثمار في عملية إعادة الإعمار في سوريا.
وأضاف راماني في تحليل نشره موقع قناة TRT الدولية، أنه حتى لو لم يحقق هجوم النظام انتصارًا كاملاً، فإن روسيا تأمل في أن يسيطر نظام الأسد على الطرق السريعة M4 وM5 اللذين يعدان طرق إمداد للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب، ثم تستخدم تكتيكات الحصار لإجبار هيئة تحرير الشام التحرير في وسط إدلب على الاستسلام.
وأشار إلى أن تصاعد التوتر بين روسيا وتركيا حول شمال شرق سوريا وليبيا يمكن أن يحبط الآمال بوقف جديد لإطلاق النار في إدلب، موضحا أنه على الرغم من اتفاق تركيا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر مع روسيا إنشاء نشاء منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، تتزايد المخاوف في أنقرة من أن موسكو تتخلى عن تعهدها بمساعدة تركيا في تأمين حدودها الجنوبية مع سوريا.
ورجح المحلل البريطاني أن تتمسك روسيا بعدم تقديم تنازلات بشأن إدلب، على أمل أن تتراجع تركيا في شمال شرق سوريا أو في ليبيا حيث تقدم روسيا الدعم العسكري لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عبر المرتزقة الروس من مجموعة فاجنر.
كما استبعد راماتي أن أن تقوم تركيا وروسيا بصياغة اتفاق جديد فوري لوقف إطلاق النار في إدلب، لكنه استدرك أن فرص تجدد التعاون قد تنمو في الأشهر المقبلة.
وفي هذا الصدد ينقل راماني عن المحلل الجيوسياسي علي باكير، إن:" المفاوضات رفيعة المستوى بين روسيا وتركيا مستمرة، وأنه سيتم احتواء هذه الخلافات بطريقة أو بأخرى، حيث لا يزال كلا البلدين بحاجة لبعضهما البعض من أجل لتحقيق الاستقرار في سوريا وليبيا".
وأوضح راماني أن أنقرة وموسكو يمكنهما في النهاية اتخاذ خطوات لتحسين الوضع في إدلب والتأكد من أن علاقاتهما الثنائية تظل متعاونة.
وبين أن أزمة اللاجئين المتفاقمة الناتجة عن هجوم الأسد على إدلب يمكن أن تجبر روسيا على الجنوح للتهدئة، خاصة أن ما يقدر بنحو 235.000 مدني نزحوا من منازلهم في إدلب ، وتوجهوا صوب الحدود التركية، وهو ما يمثل تحديا لكل من أنقرة وموسكو.
وأصرت تركيا، التي أنفقت 40 مليار دولار على إعادة توطين السوريين النازحين من النزاع، على أنها لا تستطيع التعامل مع تدفق اللاجئين على نطاق واسع آخر نتيجة للعمليات العسكرية التي يقوم بها الأسد، وتريد عودة اللاجئين إلى ديارهم.
وأردف أن روسيا ترغب بالمثل في إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، لأن ذلك يمثل وجهاً إنسانياً لتدخلها العسكري وتقوية لشراكات موسكو مع لبنان والأردن والعراق. وإذا استمر سكان إدلب في النزيف، فقد تحث روسيا الأسد على إلقاء سلاحه مؤقتًا وقبول وقف إطلاق النار.
وختم المحلل البريطاني بأنه من غير المرجح أن يوقف النظام السوري هجومه فورا، ولكن مع مرور الوقت، فإن رغبة روسيا في مواصلة تعزيز شراكتها مع تركيا وموسكو والقلق المشترك بين أنقرة وموسكو بشأن أزمة اللاجئين السوريين يمكن أن يؤدي إلى استئناف وقف إطلاق النار الهش في إدلب وتخفيف الأزمة الإنسانية في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!