ترك برس
تظهر الأرقام الرسمية التركية، نموا متسارعا في الاستثمارات القطرية في تركيا خلال السنوات الأخيرة، ليتحول السوق التركي إلى أكثر الأسواق استقطابا للاستثمارات القطريين.
وتشير التقارير إلى أن تركيا التي افتتحت في الدوحة مكتبا لتشجيع الاستثمارات القطرية على أراضيها عام 2017 نجحت في جذب 179 شركة قطرية تعمل اليوم في السوق التركي الذي وصلت القيمة الإجمالية للاستثمارات القطرية فيه إلى نحو 22 مليار دولار عام 2019.
وتتوزع الاستثمارات القطرية في تركيا على قطاعات السياحة والعقار والزراعة والصناعات الغذائية، كما استحوذ المستثمرون القطريون على مساحات واسعة من الأراضي المجاورة لمشروع قناة إسطنبول المائية الثالثة.
ونقلت صحيفة الشرق القطرية، عن رجل الأعمال القطري، محمد عبدالعزيز العمادي، قوله إن اهتمام المستثمرين القطريين بالسوق التركي لم يأت من العدم بل جاء نتيجة لمجموعة من العوامل، على رأسها التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الحكومة التركية لرجال الأعمال القطريين الراغبين في دخول أسواقها.
وأرجع العمادي هذه التسهيلات إلى العلاقات القوية التي تجمع المسؤولين في كلا البلدين، مضيفا إلى ذلك الترحيب الكبير الذي يلقاه أصحاب المال القطريون من طرف نظرائهم الأتراك الذين يدركون جيدا خدمة هذه الاستثمارات للمصالح المشتركة في كل من الدوحة وأنقرة، دون نسيان تراجع قيمة التكاليف الاستثمارية بالمقارنة مع البلدان الأخرى، سواء تعلق ذلك بالحجم الآلي لتأسيس الشركات والمصانع أو حتى اليد العاملة المتوفرة بقوة في تركيا وبأجور تقل عما هو متعامل به في غيرها من الدول.
وكشف العمادي عن أن الأزمة التي خلقها وباء كورونا في جميع دول العالم منذ شهر فبراير/شباط الماضي، لم تؤثر على حجم الاستثمارات القطرية في تركيا التي حققت نموا كبيرا في هذه الفترة بالذات، مقدراً نسبة تطور الحجم المالي للمشاريع القطرية في تركيا بـ 60% مقارنة بما كان عليه الوضع في العام الماضي.
وأضاف: "وذلك بفضل قرب رجال الأعمال القطريين من السوق التركي ومعرفتهم التامة بجميع قطاعاته، التي لم تتراجع في عز المشاكل التي سببها تفشي وباء كورونا، ما يعكس قوة الاقتصاد التركي وقيمة الفرص الاستثمارية التي يطرحها مع أصحاب المال القطريين."
وبيّن العمادي أن قطاعي السياحة والعقارات وكذا الزراعة والصناعة تعد من بين أكثر المجالات جذبا للمال القطري في تركيا، ومشددا على أن اهتمام رجال الأعمال القطريين بالاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تطرحها تركيا، قوبل بذات الرغبة من طرف نظرائهم الأتراك الذين يبحثون عن دخول السوق المحلي، وإثبات تواجدهم فيه من خلال العديد من المشاريع في قطاع البنية التحتية الذي تنشط فيه العديد من الشركات التركية، معلناً عن وجود مفاوضات حالية بينه وبين 10 شركات تركية تطمح إلى إطلاق فروع لها في الدوحة خلال الفترة المقبلة والمشاركة في تنمية قطاعي الفندقة والمستشفيات في البلاد، مستندة في ذلك إلى الخبرة الكبيرة التي تتوفر عليها في هذا المجال.
وصرح العمادي بأن رجال الأعمال القطريين يركزون حاليا عن الابتعاد عن الأسواق الحالية، والدخول في استثمارات جديدة في مجموعة من الدول الأخرى في مقدمتها تركيا ومونتينيغرو.
وتُعد تركيا وقطر شريكين استراتيجيين يتعاونان في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، وشهدت العلاقات الثنائية تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة بكافة المجالات.
وظهر الخميس الماضي، وصل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني العاصمة التركية أنقرة، للمشاركة في اجتماع الدورة السادسة للجنة الاستراتيجية العليا، حيث استقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وسط مراسم رسمية.
وانعقدت خمس دورات للجنة منذ عام 2015 بالتبادل بين البلدين، عقدت الثانية في طرابزون بتركيا 2016، والثالثة بالدوحة 2017، والرابعة في إسطنبول 2018، والخامسة في الدوحة 2019.
وأبرمت تركيا وقطر، 10 اتفاقيات في مجالات مختلفة، أبرزها: الاستثمار المشترك في مشروع "القرن الذهبي" بمدينة إسطنبول، والبورصة، وأنشطة الترويج المشترك في المناطق الحرة. وتضمنت الاتفاقيات إنشاء لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة، والتعاون في مجال إدارة المياه، وتعزيز التعاون الاقتصادي والمالي، والتعاون في مجالات الأسرة والمرأة والخدمات الاجتماعية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!