ترك برس
تناول مقال في صحيفة "أوراسيا ديلي" الروسية الدور المتنامي الذي تلعبه تركيا في "خاصرة روسيا القوقازية"، والخطر الذي يشكله تنامي النفوذ التركي على الأمن القومي الروسي.
وفي 27 سبتمبر/ أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم "قره باغ"، وذلك عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.
وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظاتها المحتلة.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم التاريخية في قسم التاريخ والقانون والعلوم الإنسانية بمعهد شمال القوقاز، فارمان كولييف، أنه بعد الحرب في إقليم "قره باغ" الأذربيجاني، أخذ نفوذ تركيا في الازدياد في جنوب القوقاز، ودخل الصراع على القوقاز مرحلة جديدة.
وكما لاحظ كولييف، ففي أواخر العام 2020 - وأوائل 2021، بينما كان بايدن وترامب يتنازعان البيت الأبيض في الولايات المتحدة، وأوروبا تغلق حدودها في مواجهة كوفيد-19 ، شهدنا جميعا واقعا جديدا تماما في جنوب القوقاز. وفق وكالة "RT".
وهذا الواقع، بحسب كولييف، نشأ في مجرى صراع قره باغ و"يعود الفضل فيه إلى حد كبير إلى طائرات بيرقدار التركية المسيرة، والقوات الخاصة الجبلية التي اقتحمت شوشا، وبدرجة مباشرة إلى الرئيس الأذربايجاني إلهام علييف، الذي راح يبث لجمهور مختلف بثلاث لغات، متفوقا على إمبراطورية الإعلام الأرمنية بأكملها".
وقال كولييف: "تعتمد تركيا، في المنطقة، على مشاركة أكثر نشاطا في عمليات تسوية الصراع، وتهتم بتنفيذ المشاريع الاقتصادية هناك، ومن أجل ضمان أمن هذه المشاريع، يجب أن يكون لها وجود عسكري في المنطقة".
وهكذا، يخلص كولييف، إلى أن الحرب في قره باغ تؤدي إلى زيادة نفوذ تركيا في جنوب القوقاز. "وهكذا، يدخل الصراع على القوقاز مرحلة جديدة".
وقال، محذّرا: "إن تعزيز وجود تركيا في هذه المنطقة لا يتوافق بأي حال من الأحوال مع مصالح روسيا الوطنية. لذلك، يتعين على روسيا اليوم أن تأخذ بعين الاعتبار الحقائق الجديدة وأن تنفذ سياسة لحماية الأمن القومي والمصالح الوطنية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!