ترك برس-الأناضول
تجري التحضيرات اللازمة لتدريس اللغة التركية كمادة اختيارية في الصومال، في إطار مشروع لمعهد يونس إمرة التركي، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في الصومال بعد أن جذبت اللغة التركية، اهتمام الكثيرين في البلاد.
ومع تقدم وتطور العلاقات بين الصومال وتركيا في السنوات الأخيرة، وازدياد التفاعل الاجتماعي والثقافي، أصبحت اللغة التركية أكثر لغة أجنبية تلقى إقبالا واهتماماً في الصومال.
ويمكن مصادفة الكثير من متحدثي اللغة التركية في شوارع ومتاجر العاصمة الصومالية مقديشو، كما يمكن مقابلة الكثير ممن يعرفون كلمات وعبارات تركية تعلموها من المسلسلات دون تلقي أي دورات تعليمية في اللغة.
وبينما تواجه المؤسسات التركية صعوبة في تلبية الطلب الكثيف على تعلم اللغة التركية في الصومال، بدأ تدريسها كمادة إلزامية في 3 دور للأيتام يتلقى فيها مئات الأطفال تعليمهم.
ومن المقرر أن يُطبق تدريس اللغة التركية كمقرر اختياري في العاصمة مقديشو أولًا ثم في جميع أنحاء الدولة في إطار المشروع الذي يخطط معهد يونس إمرة التركي لإطلاقه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بالصومال.
- لا يمكن تلبية الطلبات
وفي حديث لوكالة الأناضول قال سنان دوروك، نائب منسق معهد يونس إمرة الثقافي في مقديشو التي أصبحت مركز تعليم اللغة التركية في الصومال، إنهم درّسوا اللغة التركية لأكثر من 5 آلاف شخص منذ عام 2017 إلى اليوم.
وأوضح دوروك أنه إلى جانب تدريس اللغة بشكل مباشر في فصول المعهد، فإنهم يواصلون تدريسها أيضاً في قاعدة التدريب العسكرية التركية ودور الأيتام وجامعة العلوم الصحية.
وأشار إلى أنهم ساهموا في تعريف الآلاف من الصوماليين باللغة التركية، وزاد: "بدأنا بتعليم التركية بشكل إلزامي في دار أيتام بونطيره للبنات التي تقدم تعليمًا حتى المرحلة الثانوية، وبذلك أصبحت التركية تدرس في 3 دور للأيتام".
وذكر أنهم يواجهون صعوبة في تلبية الطلب المكثف على تعلم اللغة في الدورات التدريبية في الفصول، إذ يتلقون طلبات كثيرة من مقديشو، بالإضافة إلى الكثير من الطلبات بافتتاح فروع في مدن أخرى غير العاصمة.
وصرح دوروك أنهم يهدفون لإدخال اللغة التركية في المناهج الدراسية كلغة اختيارية أو إلزامية حال إتمام المشروع المشترك مع وزارة التربية والتعليم الصومالية.
ولفت إلى أن المشروع سيطبق في مقديشو أولًا، وأنهم يواصلون العمل لتوفير الموارد البشرية اللازمة.
- بدء التعليم عن بعد
وأفاد أنهم سيبدأون تدريس اللغة التركية عن بعد عبر الإنترنت خلال العام الجاري وأنهم تلقوا 300 طلب للمشاركة في دورات اللغة من أماكن متفرقة من البلاد في الأيام الخمس الماضية فقط.
وأضاف أن الصوماليين يرون أن تعلمهم للغة التركية سيمكنهم من الحصول على تعليم أفضل وبناء مستقبل واعد.
وتابع: "العلاقة بين الأتراك والصوماليين تحمل العديد من الفوائد على مستوى الفرد والمجتمع إذ أن الصوماليين الذين يتعلمون التركية يرون أن ذلك فرصة جيدة لخدمة مجتمعهم".
واستطرد: "مثلما تقع تركيا في نقطة محورية على طريق الحرير، فإن الصومال يقع أيضا في نقطة مهمة للغاية وهي طريق تجارة التوابل".
وأردف: "هذه الطرق التجارية لا تحمل البضائع فحسب، وإنما تحمل معها الأفكار والفلسفة والثقافة واللغة، والأمم المستقرة على طول هذه الطرق تكون منفتحة على التنوع والأفكار المختلفة".
- بدأنا تعليم التركية حبًا في تركيا
وقالت نورتو محمد أدو مديرة دار أيتام بونطيره للبنات التي تقدم دروس اللغة التركية بشكل إلزامي، إن الدار يضم يتيمات ومشردات من مختلف أرجاء الصومال، يتلقين تعليمهن في جميع المراحل من الابتدائية إلى الثانوية.
وأضافت أدو أن الدار تحاول البقاء والاستمرار عن طريق مساهمات ومساعدات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، وأنها تسعى لإعداد مئات الفتيات لمستقبل أفضل.
ولفتت إلى دور الجمهورية التركية ومساهماتها في افتتاح الدار، مؤكدة أنهم قرروا البدء بتعليم اللغة التركية حبًا في تركيا.
وأردفت أن الطلاب يبدون اهتمامًا كبيرًا بالتركية، وأن الدار ستخرج أول دفعة من متعلمات اللغة العام الجاري، ليبدأن تعليمهن الجامعي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!