ترك برس
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنه كانت هناك أجواء من التطبيع في المنطقة قبل حرب غزة، مؤكداً أنه لا يمكن أن تستمر في ظل الظروف الراهنة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة القطرية، تعليقأً على تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
فيدان أضاف أنه تحدث مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن "بصراحة وطلبنا وقفا دائما لإطلاق النار ورفضنا سياسة التهجير".
وأردف: لا نتفق مع واشنطن في دعمها المطلق لإسرائيل ورفضها وقفا دائما لإطلاق النار.
وأكد أنه "إذا استمر الدعم الأمريكي لإسرائيل مع تواصل القتل والقصف فسيخلق ذلك أزمة عالمية"، مشدداً على رفض بلاده "الحديث عن وضع غزة ما بعد الحرب قبل وقف إطلاق النار".
الوزير التركي أشار إلى أن الإسرائيليين "يقصفون المستشفيات والمدارس ويهجّرون وهدفهم ألا تبقى حياة في غزة"، واصفاً حماس بأنها "حركة تحرر وعندما ينتهي الاحتلال ستكون منظمة مثل باقي المنظمات الفلسطينية".
وفي معرض حديثه عن ردود الأفعال الرسمية تجاه الهجمات الإسرائيلية على غزة، قال فيدان: الآن نتبع وسائل دبلوماسية لكسر الحصار وهناك وسائل أخرى إذا لم تنفع هذه الوسائل.
وفيما يخص القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، قال فيدان إنه "تم تشكيل لجنة سباعية تمثل القمة الإسلامية لزيارة عواصم عالمية وشرح مقررات القمة".
وأضاف أنهم بحثوا خلال القمة "قطع العلاقات مع إسرائيل لكن نهدف لأخذ قرارات جماعية ولا يوجد سقف لتحركنا".
وفي سياق متصل، أشاد الوزير التركي بدور قطر حيال التطورات الأخيرة في غزة، مبيناً أن الدوحة "تحركت بشكل متميز منذ بداية الأزمة وتواصلت مع جميع الأطراف لإيجاد مخرج للأزمة".
وقبل يومين، قال وزير الخارجية التركي إن التزام الدول الغربية الصمت أمام الوحشية الإسرائيلية في قطاع غزة "أمر مرعب"، مبيناً أن الدول الغربية صاحبة النفوذ على إسرائيل التزمت الصمت التام أمام الوحشية في غزة.
واستنكر الوزير التركي استمرار العدوان على القطاع قائلا "من العار استمرار الحصار غير القانوني والهجمات غير الإنسانية على غزة".
الموقف التركي من التطورات في غزة
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وحديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها تجاه المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت تركيا ورئيسها أردوغان من موقفها ضد إسرائيل متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين الجاري استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة "للتشاور" رداً على المجازر الإسرائيلية بالقطاع.
وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان غزة، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
ومؤخراً، أعلنت تركيا استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة للتشاور "رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!