ترك برس
أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه كان من المفترض أن تدخل اتفاقية إعفاء المواطنين الأتراك من شرط التأشيرة لدخول دول الاتحاد الأوروبي منذ حزيران/ يونيو الماضي، محذرا من أن " تنفيذ اتفاقية إعادة قبول اللاجئين لن يكون ممكنا، في حال عدم تطبيق مطالبنا المتعلقة باتفاق إعفاء التأشيرة".
جاء ذلك في مقابلة أجراها مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، اليوم الاثنين، حيث أشار إلى "ضرورة وقف الغرب غلى جانب تركيا التي حافظت على القيم الديمقراطية في البلاد، لكن للأسف الغرب ترك تركيا لوحدها".
ودعا أردوغان في السياق ذاته الغرب لعدم القلق حيال اعتقال وإقالة الأشخاص الداعمين لمنظمة الكيان الموازي، قائلا "إن من حق أي دولة قانون توظيف وتسريح اي موظف، وتركيا لم تدخل بشؤون حلفائها في الغرب من هذه الناحية".
وأشار أردوغان أنه تلقى عدد من الاتصالات الهاتفية من عدد من زعماء الغرب، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، قائلا "إن هذا غير كافي، فإننا لم نتعرض لحادثة إرهابية عادية، لقد فقدنا خلال محاولة الانقلاب 240 شهيدا، فضلا عن إصابة ألفين و200 بجروح"، لافتا إلى أن "العالم بأسره تفاعل مع الهجوم على مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، وشارك رئيس حكومتنا وقتها بالمسيرة التي نظمت في شوراع باريس، وكنت أتمنى أن يتفاعل قادة الغرب مع الأحداث التي شهدتها تركيا بالطريقة ذاتها، وعدم الاكتفاء ببعض الإدنات التقليدية، إنما القدوم إلى تركيا للتضامن معنا".
وأضاف أردوغان في السياق أنه تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال "عندما تقدم بوتين بتعازيه إلي، لم يوجه انتقاداته بشأن عدد العسكريين أو الموظفين الذين تمت إقالتهم، على عكس الغرب الذي دائما ما يوجه تساؤلاته في هذا الخصوص"، مشيرا إلى أنه "يجب رؤية الأحداث التي جرت على أرض الواقع عند القيام بهكذا انتقادات. لقد تعرض كلا من البرلمان ومبنى الاستخبارات والمجمع الرئاسي للقصف خلال محاولة الانقلاب، وقام المسؤولون في الغرب برد فعل عكسي بدلا من التضامن معنا، وهذا التصرف أحزننا جدا ولا يمكن قبوله".
وفيما يخص علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، دعا أردوغان "الاتحاد لتحسين علاقاته مع تركيا"، مضيفا "إننا على ابواب أوروبا منذ 53 عاما، والاتحاد الأوروبي هو المسؤول والمذنب الوحيد في هذا الخصوص، ولم يعامل أي بلد آخر كما عامل تركيا، واتخذ (الاتحاد) موقفا متحيزا في سبيل مفاوضات ضم تركيا إليه من خلال فتح العديد من الفصول الغير منتهية".
وبيّن الرئيس التركي أن بلاده تستضيف في الوقت الحالي 3 مليون لاجئ على أراضيها، في حين أن الهم الوحيد للاتحاد الأوروبي هو عدم وصول اللاجئين إلى أراضيها، مضيفا أن "الاتحاد عرض اتفاق إعفاء التاشيرة مقابل إعادة قبول اللاجئين، وكان من المنتظر أن تدخل حيز التنفيذ منذ شهر حزيران، والآن أصبحنا في شهر آب ولم يتم تطبيق اتفاقية إعفاء التأشيرة بعد"، مشيرا إلى أنه في حال لم ينفذ الاتحاد مطالب تركيا، فإن تنفيذ اتفاقية إعادة القبول لن يكون ممكنا".
وفيما يخص إعادة الولايات المتحدة لزعيم الكيان الموازي "فتح الله غولن"، أفاد الرئيس التركي "إن الإرهابي غولن يقيم في أمريكا منذ العام 1999، وطلبت من الرئيس أوباما إعادته إلينا، إلا أنه طلب منا عددا من الوثائق والملفات والأدلة"، مشيرا إلى أن أنقرة "سلمت جميع الإرهابيين، بناء على طلب من الولايات المتحدة، دون أي دليل أو أي وثيقة"، ومبينا أن بلاده أرسلت 85 طردا من الوثائق إلى واشنطن، معربا عن أمله في إعادة "غولن" في أقرب وقت.
وحول الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" إلى تركيا في الـ 24 من الشهر الجاري، أوضح أردوغان هذه الزيارة ستكون متأخرة جدا، وهذا يحزننا كيرا، فحليفهم الاستراتيجي يتعرض لمحاولة انقلاب، وهم ينتظرون 45 يوما لزيارته.
وفيما يخص التقارب التركي الروسي وانعكاساته على الشأن السوري، أشار أردوغان إلى ضرورة "تحرك أهم العناصر المهتمين بحل الأزمة السورية" لافتا إلى أن "الحل السياسي في سوريا غير ممكن بوجود الأسد على رأس النظام، ولا بد من رحيله، واعتماد بديل له يحظى بموافقة كافة الأطراف المعنية والدخول في انتخابات بدون مشاركة الأسد، وقتها سيكون الحل السياسي ممكنا، وهناك تحضيرات جارية ضمن إطار هذا السبيل".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!