رجب سويلو - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
أرسل "تيم كين" المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس الأمريكي رسالة تهنئة إلى أكبر منظمة مرتبطة بـ "فتح الله غولن"، في تجاهل واضح للمخاوف التركية.
يملك كين، العضو أيضا في مجلس الشيوخ عن ولاية "فرجينيا"، علاقات واسعة مع أتباع "غولن" من خلال الكثير من المنظمات، وتحدث عن دعم الفعاليات التي تديرها شبكة غولن.
في العشرين من أكتوبر/ تشرين الأول وجه "تيم" آخر رسالة له إلى المنتدى الرومي في واشنطن، والذي يتولى فتح الله غولن فيه منصب رئيسه الفخري، وهو الذي قاد محاولة الانقلاب الساقط في تركيا في الخامس عشر من يوليو/ تموز من خلال أتباعه.
وجاء في هذه الرسالة" يسعدني أن أبعث إليكم تحياتي، وأهنئ المنتدى الرومي على عقد حفل العشاء السنوي للسلام والحوار" .
السيناتور "كين" ليس غريبا عن شبكة "فتح الله غولن" وجماعات الضغط في واشنطن، فقد كان المتحدثَ باسم جمعية الصداقة الأمريكية التركية المرتبطة بـ غولن، وحضر العام الماضي المؤتمر السنوي لهيئة التحالف التركي الأمريكي التي تعد الذراع التجاري لتنظيم غولن، وتهدف بالدرجة الأولى إلى التأثير في أعضاء الكونجرس.
قال دبلوماسي تركي رفيع المستوى: "إنه لم يفاجأ بتوقيع كين على هذه الرسالة، مضيفا أن " كثيرا من أعضاء تنظيم فتح الله غولن الإرهابي يقيمون في ولاية فرجينيا، ولديهم مؤسسات وجمعيات ومسجد في شمال الولاية ". وقال مصدر مقرب من السيناتور "كين" إن " الرسالة أعدها على الأرجح أحد موظفي مكتب كين، وهو أمر غير مألوف مع جماعة غولن" .
لكن الدبلوماسي التركي لا يتفق مع هذا الكلام، إذ قال " ربما كان من الممكن قبل محاولة الانقلاب القول: إن مكتب كين لا يعلم، لكن الأمر هذه المرة مختلف".
واجهت حملة هيلاري كلينتون لعدة أشهر مزاعم حول علاقاتها بغولن على مدى العامين الماضيين، لكن الحملة لم ترد على أسئلة صحيفة ديلي صباح عن تلقيها تبرعات كبيرة ووجود أعضاء من تنظيم غولن في اللجنة المالية الوطنية.
تبرع رجب أوزكين رئيس "مركز الثقافة التركي" المرتبط بجماعة فتح الله غولن بمبالغ تراوحت بين نصف مليون إلى مليون دولار للحملة الانتخابية لكلينتون في عام 2015 ، وفقا للموقع الرسمي للحملة. وذكرت صحيفة ديلي كولر أن أوزكان شارك أيضا في لجنة العمل السياسي لجمع التبرعات المالية لصالح كلينتون في عام 2014 .
صارت مشاركة أوزكان في لجنة العمل السياسي سافرة بعد أن كشفت صحيفة يو إس إيه توداي أن عادل أوسكوز أستاذ الشريعة الذي قاد الانقلاب العسكري من قاعدة أكينجي الجوية، تبرع بمبلغ 5000 دولار للجنة العمل السياسي عن طريق شركة وهمية أسسها.
أُدرج اسم أوزكان أيضا على موقع مؤسسة "تي سي سي" الخيرية بوصفه عضوا في مبادرة كلينتون العالمية، حيث تبرع بمبالغ تراوحت بين 25.000 إلى 50.000 دولار للمؤسسة.
وفي الآونة الأخيرة استأجرت " هيئة التحالف من أجل القيم المشتركة " المرتبطة بتنظيم غولن خدمات جماعة الضغط بوديست للضغط على الكونغرس، وهذه الجماعة أسسها جون بوديست رئيس حملة هيلاري كلينتون الذي شارك بفاعلية في جمعية رجال الأعمال الأتراك " توسكون " المرتبطة بتنظيم غولن أيضا.
ولهذا السبب فإن الرسالة التي وجهها السيناتور كيم إلى منظمة غير حكومية مرتبطة بتنظيم غولن لها أهمية أكبر مما تبدو عليها، حيث تدل على أن واشنطون لا تزال اغض الطرف كثيرا عن أنشطة غولن.
وعلى سبيل المثال قال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية لوكالة أسوشيتد برس في الأول من نوفمبر / تشرين الثاني إن المؤسسات الخيرية والتعليمية التي يديرها غولن لها بنية تمويل مشبوهة، وتبدو أقرب لمنظمة جريمة جهزت نفسها لخدمة من يحاولون إخفاء الأموال من أجل تبييضها منها إلى حركة دينية معتدلة" .
وقال المسؤول أيضا إن حجة تركيا على غولن، وتورط أتباعه في الانقلاب لها ما يبررها.
ولعل هذا هو السبب في أن الشعب التركي يفضل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على هيلاري كلينتون. سيكون على الرئيس الجديد التعامل مع هذه القضية على وجه السرعة، وعلى حملة كلينتون أن تفكر مليا في علاقتها بغولن.
على أن هناك احتمالا كبير في أن تصير حملة كلينتون أكثر حدة تجاه قضية غولن فور انتهاء الانتخابات، أو مثلما قال وزير العدل التركي بكير بوزداغ في واشنطون في الأسبوع الماضي" إن المرء يصير أكثر حكمة بمجرد ارتدائه التاج".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس