أفق أولوطاش - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
عقب اجتماع مجلس الأمن القومي المنعقد في 29 مارس/ آذار 2017، أعلنت أنقرة انتهاء عملية درع الفرات، بعد انطلاقها في 24 أغسطس/ آب 2016. استمرت العملية قرابة 200 يوم، تم القضاء خلالها على أكثر من 3 آلاف مقاتل من تنظيم داعش، وتوطيد الأمن في أراضٍ تزيد مساحتها على ألفي كيلومتر مربع.
انطلقت العملية بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/ تموز مباشرة، في وقت ثارت فيه التساؤلات حول درجة جاهزية الجيش التركي وقدراته. مرت العملية بمراحل مختلفة وصعبة، وتمكنت من تحقيق هدفها الرئيسي. قبل العملية كانت الأحاديث تدور حول تهديدات تنظيم داعش لأمن الحدود التركية وتعرض المدن الحدودية لسقوط قذائف صاروخية عليها. ومع انتهاء العملية في هذه الأيام يمكننا القول إنه تم القضاء على خطر داعش على الخط الحدودي، وإن مدننا التي كان لها حدود مع داعش لفترة ما، وفي طليعتها كيليس أصبحت آمنة.
كان من الملاحظ وجود بعض النقص في التخطيط من الناحية العسكرية، فضلَا عن مشاكل في تحليل القدرة الميدانية لتنظيم داعش. وبالنتيجة فقد واجهنا للمرة الأولى لاعبًا هجينًا من خارج الدولة، وقاتلنا على جبهة لا نعرفها جيدًا، وفي أراضٍ سهلة. كانت تجربة مختلفة بالنسبة للجيش التركي، الذي اعتاد القتال في الأراضي الجبلية ضد حزب العمال الكردستاني. ويجب عدم إغفال دور جهاز الاستخبارات التركي، الذي كان له إسهامات كبيرة.
وبطبيعة الحال يجب أن لا ننسى أنه خلال مكافحة تنظيم داعش، كانت تركيا تواجه أيضًا فلول منظمة "غولن"، والعراقيل التي وضعتها الولايات المتحدة، والقيود التي فرضتها روسيا، فضلًا عن تعاون نظام الأسد والتنظيم.
أثبتت تركيا أنه بالإمكان مكافحة داعش دون اللجوء إلى تنظيمات إرهابية، وبينت حقيقة تحمل المسؤولية في مكافحة التنظيم بواسطة قوات عسكرية نظامية.
حان الوقت الآن من أجل تنفيذ عمليات مشابهة لدرع الفرات، من أجل تحقيق الأمن على حدودنا الجنوبية، والهدف التالي هو حزب العمال الكردستاني، أو هكذا يجب أن يكون. ومن الضروري تنفيذ عملية ضد الحزب، وليد المرحلة، وأنشطته في سوريا والعراق والداخل التركي أيضًا. حدودنا طويلة ووجود حزب العمال في سوريا والعراق هو على مرمى حجر من تركيا. ينبغي القيام بعمليات مفاجئة ضد قوات الحزب في سنجار بالعراق، وتل أبيض ورأس العين بسوريا.
هناك نواحٍ يتوجب أخذها بعين الاعتبار: شهد حزب العمال الكردستاني تحولًا في الآونة الأخيرة، وتطور من ناحية العتاد بفضل المساعدات الأمريكية. من الضروري وضع خطط عسكرية تتوافق مع حالة الحزب الجديدة.
سكان المناطق الشمالية في سوريا، بما فيهم الأكراد أيضًا، منزعجون من الوصاية التي يفرضها حزب العمال الكردستاني. ويجب التوضيح أن العملية تستهدف الحزب فقط، والتركيز على دعم الجانب الإعلامي للعملية بشكل جيد، فالحزب سيشن حملة تشويه بدعم من الغرب. وينبغي اللجوء إلى عمليات غير نظامية، يمكن إيقافها مؤقتًا عند الضرورة، عوضًا عن الأساليب النظامية والتقليدية. عنصر المفاجأة سيكون أكثر فعالية من الإعلان عن الأهداف. كما يتوجب توجيه الرأي العام بشكل جيد حول العملية على الصعيد الدولي. فتوضيح حقيقة وضعنا على الأرض خير من الاصطدام باللاعبين الدوليين في إطار العملية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس