ترك برس
صادف زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بريطانيا، نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، وقيام الجنود الإسرائيليين، بمجزرة بحق المتظاهرين السلميين من الفلسطينيين.
تصدر أردوغان زعماء الدول الإسلامية في انتقاد الخطوة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس، والمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين، وأعقب انتقاده بمجموعة خطوات ملموسة على أرض الواقع، أبرزها إعلان الحداد على الشهداء الفلسطينيين، واستدعاء سفراء بلاده لدى واشنطن وتل أبيب، وطرد السفير الإسرائيلي لدى أنقرة، ودعوة منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد مؤتمر طارئ الجمعة المقبل، يليه مؤتمر جماهيري ضخم في ميدان يني قابي الضخم بإسطنبول.
إضافة إلى هذا وجه أردوغان رسائل الانتقاد والشجب للولايات المتحدة، ووصف إسرائيل بدولة الإرهاب وهو متواجد في العاصمة البريطانية لندن، مما أضاف دلالات أخرى لتصريحاته، وفق مراقبين.
ويرى برهان الدين ضوران، رئيس مركز "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أن توجيه أردوغان رسائله بشأن فلسطين والقدس من لندن، لها دلالاتها وأبعادها، نظراً للدور البريطاني سابقاً في تأسيس إسرائيل.
ويشير ضوران في مقال له بصحيفة "صباح" التركية، إلى أن تصريحات أردوغان هذه تجسد المكانة التي وصلت إليها تركيا، والقوة التي تتمتع بها حالياً لدرجة أنها تنتقد دولتين تصنفان كقوة عظمى في العالم، من عاصمة بلد آخر كان هو الأخر قوة عظمى فيما مضى، ولا يزال كذلك نوعاً ما.
ومن بين الدلالات الأخرى لتصريحات أردوغان من لندن، هو تغير موازين القوى في العالم، ورسائل التعاون القوية بين بلدين رئيسيين إحداهما شرقي أوروبا والآخر في غربه.
وبحسب ضوران، فإن أردوغان ركز في جميع خطاباته التي ألقاها ضمن زيارته الرسمية إلى لندن، على تعميق الشراكة الاستراتيجية بين تركيا والمملكة المتحدة التي تدير حالياً عملية "بريكست".
وأضاف الخبير التركي أن قرار الرئيس الأمريكي حول الانسحاب من الاتفاق نووي الإيراني، ونقل سفارة واشنطن إلى القدس، سيؤدي إلى ازدياد العنف، والفوضى والصراع في المنطقة، مبيناً أن قرارات ترامب الخاطئة، تؤدي بمنطقتنا إلى صراع وحروب مخيفة.
وأوضح الكاتب أن تغيير هوية القدس ومكانتها عبر تجاهل قرارات الأمم المتحدة، يشجع إسرائيل للقيام بمجازر أكثر في الضفة الغربية وفي غزة، مستدلاً على ذلك بالمجزرة الأخيرة التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون بحق المتظاهرين السلميين من الفلسطينيين، والتي راح ضحيتها حوالي 55 شهيداً، وجرح 3 آلاف آخرين.
وتابع الكاتب قائلاً: "في الوقت الذي تقف فيه السعودية، والإمارات، ومصر والبحرين في صف واحد مع إسرائيل ضد إيران، تعيش القضية الفلسطينية والقدس خسارة أخرى... وبالتزامن مع إزالة تل أبيب خيار الدولتين، كاملة من الوجود، فإنها لا تجد الزعماء العرب ضدها بل معها. ويبقى الدفاع عن دولة فلسطين وعاصمتها القدس بحدود 1967، على عاتق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أكد في جميع خطاباته التي ألقاها في لندن، على أن القرار الأمريكي حول القدس خاطئ، وأن واشنطن خسرت دورها في الوساطة بالشرق الأوسط."
واختتم الكاتب بالإشارة إلى أن تحذيرات أردوغان تصل إلى الشعوب أكثر من أن تصل إلى الحكام وقيادات الدول، آملاً أن تخطو الدول الأوروبية خطوات مماثلة للحد من تقوم به إسرائيل من إثارة الفوضى واغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني.
وردًا على نقل السفارة إلى القدس والمجزرة الإسرائيلية في غزة، أعلنت تركيا الحداد الوطني 3 أيام، واستدعت سفيريها لدى واشنطن وتل أبيب للتشاور، ودعت منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع طارئ الجمعة المقبل.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الخارجية التركية، استدعاء السفير الإسرائيلي لدى أنقرة، إيتان نائيه، وأبلغته أن "عودته إلى بلاده لفترة، سيكون مناسبًا"، على خلفية أحداث غزة.
هذا وارتكب الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، واستشهد فيها 62 فلسطينيًا وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وبدأت مسيرات العودة، في 30 مارس/آذار الماضي، حيث يتجمهر آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.
وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، ويحيون الذكرى الـ 70 لـ"النكبة" الفلسطينية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!