ترك برس
أكد المحلل السياسي البريطاني أدم غاري، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجه صفعة قوية لرجل الأعمال الأمريكي اليهودي، جورج سوروس، وغيره من المضاربين على الليرة التركية الذين يحاولون خلق أزمة تضخم في تركيا عشية أهم انتخابات تشهدها البلاد.
وقال رئيس مركز يوراسيا فيتوشر، في مقال نشره المركز، إن الأنباء الأخيرة عن انخفاض قيمة الليرة التركية أوجدت استنتاجات خاطئة في كثير من دول العالم حول الحالة الراهنة للاقتصاد التركي، ولكن الحقيقة هي أن الاقتصاد التركي يستمر في الازدهار مع النمو الإجمالي، والإنتاجية، والعمالة، وارتفاع الأجور.
وأشار إلى أن التذبذب الأخير لليرة التركية يرجع في جانب منه إلى تبني تركيا لنموذج النمو "الكينزي" الكلاسيكي، حيث يرتفع التضخم بشكل طبيعي تماشيا مع الاقتصاد المتوسع وأرقام التوظيف الصحية.
ووفقا للمحلل البريطاني، فإن المضاربين في العملات الغربية في الأسابيع القليلة الماضية، ومن بينهم المنظمات الخاضعة لقيادة أو نفوذ جورج سوروس، كانوا يتكهنون بانهيار الليرة التركية، فيما اعتبره الرئيس التركي أردوغان محاولة واضحة للتدخل في شؤون تركيا قبل الانتخابات القادمة.
وأضاف غاري أن معدل النمو البالغ 7.4٪ في الربع الأول من عام 2018 مقابل الفترة نفسها من العام الماضي، يتوافق مع خطة تركيا لمواصلة النمو المستدام على مدار السنوات الثلاث المقبلة وما بعدها.
ولفت إلى إن الرئيس التركي أردوغان يتمتع بسجل قوي من الناحية الشعبية، ليس فقط بسبب الدور التعديلي الذي لعبته سياساته الاجتماعية الاقتصادية كرئيس للوزراء في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولكن لأن السنوات الأخيرة شهدت صموده في وجه كثير من العواصف الاقتصادية دون تعديل المسار الطويل الأجل لسياساته.
ورأى غاري، أن التضخم، وإن كان ما يزال يمثل مشكلة بالنسبة لتركيا، مثل معظم اقتصادات البحر المتوسط، فإن معدلات النمو الاقتصادي التركي الجيدة وأرقام العمالة القوية عند مقارنتها بماضي تركيا الحديث والواقع الحالي لكثير من اقتصادات الاتحاد الأوروبي في منطقة البحر المتوسط، يبدو أنها ستغطي على التضخم المتصاعد.
وتابع بالقول إن أهم ما يميز الاقتصاد التركي الحديث ويزعج سوروس والمضاربين الغربيين هو أنه غير قابل للقياس الكمي، ذلك أنه خلال عهد أردوغان وسّعت تركيا شراكاتها الاقتصادية مع الصين وروسيا وإيران وفي أفريقيا مع دول مثل السودان، حيث تشارك تركيا في مشاريع تنموية طويلة الأجل ستكون ذات منفعة متبادلة لجميع الأطراف.
وأوضح أنه من خلال تبني شراكات تجارية جديدة مع القوى الصاعدة في أوروبا وآسيا وأفريقيا والعملاق الاقتصادي الصيني، ضمن أردوغان فرصا جديدة لتركيا من خلال التعاون مع أكثر اقتصادات العالم ديناميكية، وفي الوقت نفسه اكتسب أيضا القوة المطلوبة في أي مفاوضات مستقبلية مع أوروبا.
وقال غاري إن سياسة تركيا الاقتصادية الحديثة، مثلها مثل السياسة الخارجية، تنطلق من موقع القوة، حيث أوجد أردوغان مرونة منهجية في الاقتصاد التركي، حتى في الوقت الذي كان فيه سوروس وزملاؤه الغربيون يحاولون خلق أزمة تضخم عشية الانتخابات الأكثر أهمية في تركيا منذ عقود.
وختم المحلل البريطاني بأن من المؤكد أن محاولات سوروس والمضاربين الغربيين للتدخل في الشؤون السيادية لتركيا لم تنته بعد، لكن في معركة السيطرة على مصير تركيا، وجّه الرئيس أردوغان صفعة قوية لجورج سوروس وزملائه المضاربين من رجال العصابات، وهو ما يعد انتصارا ليس لأنقرة فقط ولكن للشرق بأكمله.
وتُلقي تركيا باللائمة على اللوبي اليهودي للانخفاض المفاجئ لقيمة العملة في البلاد، وطالما وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أصابع الاتهام إلى لوبي الفائدة لتقلبات سعر العملة.
وفي أواخر الشهر الماضي وجه الأكاديمي والمحلل الإسرائيلي إيدي كوهين، تهديدات للاقتصاد التركي، مشيرًا إلى تأثير اللوبي اليهودي، وذلك في معرض تقييمه لتذبذب سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار. وقال كوهين في تدوينة على موقع تويتر مخاطبًا أردوغان: "ألا تعلم أن نصف ثروة العالم لعائلة يهودية واحدة فقط وهي الداعم الأول لإسرائيل فكيف بأثرياء اليهود الكثر الآخرين".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!