ترك برس
اعتبر المحلل السياسي البريطاني، آدم غاري، أن التهديدات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية على لسان الرئيس دونالد ترامب ونائبه مايك بنس، بفرض عقوبات على تركيا ما لم تفرج عن القس أندرو برونسون، هي مجرد ذريعة أمريكية لفرض عقوبات على أنقرة بسبب انتهاجها سياسة مستقلة غير منحازة.
وذكر غاري في مقال نشره مركز يوراسيا فيوتشر، أن الولايات المتحدة كانت تهدد بفرض عقوبات على تركيا طوال عام 2018 لأسباب متنوعة، وهي بحسب غاري:
1- صفقة F-35
قال المحلل البريطاني إن واشنطن لم تهدد فقط بتجميد تسليم مقاتلات إف 35 لتركيا، بسبب رغبة الأخيرة في إبرام صفقة مع روسيا لشراء أنظمة الدفاع الصاروخي S-400، بل هددت أيضا بفرض عقوبات على تركيا بسبب هذه المسألة.
وعلى الرغم من أن تركيا أكدت للولايات المتحدة أن المستشارين العسكريين الروس لن يدربوا العسكريين الأتراك على استخدام الـ S-400 على الأراضي التركية، وأنها تعتزم تصنيع أنظمة دفاع صاروخي روسية مصممة على أراضيها في المستقبل. ومن ثم لن تتمكن روسيا من الوصول إلى تكنولوجيا معدات الناتو، ولكن واشنطن رفضت ذلك.
وأشار غاري إلى أنه على الرغم من دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب، الفرع السوري لتنظيم البي كي كي الإرهابي في شمال سوريا، فإن تركيا عرضت تقديم تنازلات بشأن هذه المسألة من خلال العمل مع الولايات المتحدة لإخلاء مدينة منبج من الميليشيات الكردية، وتعهد الجانبان الأمريكي والتركي بالعمل على القضاء على الإرهاب في شمال سوريا.
هذه التنازلات التركية، كما يقول غاري جعلت من الصعب على الولايات المتحدة أن تفرض عقوبات على تركيا بذريعة موقفها من الأكراد، ولذلك فقد واصلت البحث عن وسائل جديدة لاستفزاز تركيا.
3- إسرائيل
ولفت غاري إلى أنه في الوقت الذي يدافع فيه الرئيس التركي أردوغان باستمرار عن القضية الفلسطينية العادلة، تتآمر القوى الداخلية في إسرائيل والقوى المعادية لتركيا في العالم العربي على دفع تل أبيب إلى تبني موقف أكثر عداء لأنقرة.
وأردف أن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة يتعاون حاليا مع أعداء تركيا التقليديين من جماعات الضغط الكردية والأرمينية واليونانية من أجل خلق جبهة معادية للتركيا تكتسب زخما كبيرا داخل الكونغرس الأمريكي.
ولم تستطع الولايات المتحدة تبرير فرض عقوبات على تركيا بسبب موقفها من القضية الفلسطينية، ومن ثم استمرت في البحث عن أعذار أخرى لتبرير العقوبات.
4- إيران
وفي الملف الإيراني أعلنت تركيا رفضها للعقوبات الأمريكية على إيران التي سيبدأ تطبيقها في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وأنها لن تشارك فيها.
وتساءل غاري هل ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على الدول التي أعلنت أنها ستواصل التعامل مع إيران، لا سيما إن بعض هذه الدول حليف وثيق لواشنطن، مثل ألمانيا، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والهند، والاتحاد الأوروبي ككل؟
وهنا كان على الولايات المتحدة أن تعود للبحث في جعبتها عن مبرر آخر لمعاقبة تركيا.
ويخلص المحلل البريطاني إلى أن جميع العوامل السابقة تشير إلى أن تركيا دولة حديثة غير منحازة وليست تابعة لأي كتلة أو قوة أجنبية. وبوصفها دولة ذات اقتصاد سريع النمو وقوات عسكرية قوية، فإن الولايات المتحدة تخشى بوضوح أن تصبح تركيا دولة تعتمد على نفسها فيما يتعلق بالشؤون الخارجية والتجارة في عهد أردوغان.
وأردف أنه نتيجة لذلك أصبح القس أندرو برونسون الذي لا يمثل مبعث قلق جيوسياسي حقيقي، العذر الأخير الذي تتذرع به الولايات المتحدة من أجل فرض عقوبات ضد تركيا.
وختم بالقول، بأن الأمر لا يتعلق على الإطلاق بالقس برونسون، بل يتعلق بغضب أمريكا من أن تركيا لديها رئيس يضع تركيا أولاً بدلاً من أمريكا أولاً.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!