ترك برس

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن وجود دولة إسلامية لها حق النقض في مجلس الأمن الدولي أصبح الآن ضرورة.

وقال أردوغان خلال مأدبة إفطار مع السفراء إن كفاحه تحت شعار "العالم أكبر من خمسة" ليس من أجل حل المشاكل فحسب، بل من أجل بناء هيكل أكثر شمولا بدلا من هذا النظام العالمي الذي يخلق المشاكل.

وأضاف: "في هذه المناسبة، أود أن أقول مرة أخرى وبشكل واضح، إن الوقت قد حان منذ فترة طويلة لكي تتكيّف آليات صنع القرار العالمية مع الظروف المتغيرة في العالم. وبعبارة أوضح، يجب الآن أن يتم تمثيل المسلمين الذين يشكلون ربع سكان العالم، في عمليات صنع القرار بالطريقة التي يستحقونها. كما أن وجود دولة إسلامية تمتلك حق النقض في مجلس الأمن الدولي أصبح الآن ضرورة وليس حاجة".

"نسعى من خلال مؤسساتنا إلى حل الأزمات وإنهاء المآسي الإنسانية والظلم والاستغلال"

وأشار الرئيس أردوغان إلى أنهم يتحملون مسؤولية بالغة الأهمية في منطقة جغرافية محاطة بالأزمات، من أمن الطاقة إلى مكافحة الإرهاب ومن الأمن الغذائي إلى التنمية.

وتابع: "نحن نسعى جاهدين إلى أن نكون حيثما يكون هناك احتياج لنا، وذلك من خلال مكاتبنا التمثيلية الخارجية التي ارتفع عددها من 163 إلى 262 خلال 22 عاما، ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) التي تعمل في 170 دولة في 5 قارات من خلال 63 مكتبا، ومؤسسة المعارف التركية التي تقوم بأنشطة تعليمية في 55 دولة، ومؤسساتنا مثل معهد يونس أمره، وهيئة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، والهلال الأحمر، ووكالة الأناضول. إننا نحاول أن نقف بجانب الأشخاص الذين نعتبرهم أصدقاء وإخوة. وبفضل خبرتنا الدبلوماسية الممتدة لأكثر من 500 عام، نسعى إلى حل الأزمات وإنهاء المآسي الإنسانية والظلم والاستغلال".

وأكد أن مبدأهم في هذه المرحلة هو عدم سؤال المظلوم ولا الظالم عن هويته. مستطردا بالقول: "عندما ننظر إلى مناطق الأزمات، فإننا نرى فقط الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة، دون التمييز بين انتماءاتهم العرقية أو معتقداتهم أو ألوانهم أو أصولهم. كما أننا نبذل جهودا حثيثة من أجل أن نمثل ضمير الإنسانية في فلسطين وغزة".

"ليس هناك أحد يملك القوة على اقتلاع إخواننا في غزة من أرضهم التي ولدوا فيها"

قال الرئيس أردوغان إن الشعب الفلسطيني استقبل شهر رمضان هذا العام بألم وحزن وأسى على فقده أكثر من 61 ألف روح في قطاع غزة. مضيفا: "إننا نرى أن الآمال التي ازدهرت مع وقف إطلاق النار المؤقت بدأت تتلاشى مرة أخرى بسبب السلوك المغرور لإسرائيل الخارج عن القانون. إن حكومة نتنياهو تستخدم كل الوسائل لاستغلال اتفاق وقف إطلاق النار الهش. الوزراء الإسرائيليون لم يكتفوا بدعوات احتلال وضم الضفة الغربية، بل هم يلعبون بالنار بتحريضهم الذي يستهدف المسجد الأقصى. أؤكد مرة أخرى أن قبلتنا الأولى المسجد الأقصى هو خطنا الأحمر. ولن يملك أحد القوة على اقتلاع إخواننا في غزة من أرضهم التي ولدوا ونشأوا فيها وضحوا بحياتهم من أجلها".

وأشار رئيس الجمهورية إلى أنهم حشدوا كل الوسائل المتاحة لضمان أن يعيش سكان غزة بسلام وهدوء في وطنهم. متابعا حديثه: "إننا إحدى الدول الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. حيث قمنا حتى الآن بإيصال نحو 100 ألف طن من المساعدات إلى غزة عن طريق الدول الصديقة. وبذلنا جهودا جثيثة لضمان عمل الآليات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك محكمة العدل الدولية، ومجلس الأمن الدولي، والمحكمة الجنائية الدولية. حيث قدمنا طلبا للمشاركة في القضية التي رفعتها جمهورية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية. وبفضل اتصالاتنا الدبلوماسية، اعترفت 9 دول أخرى بفلسطين. وأنا على ثقة أن هذا العدد سيرتفع أكثر في الفترة المقبلة".

وشدد الرئيس أردوغان على أن إسرائيل لا يمكنها أن تضمن أمنها من خلال خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة. مضيفا" لن تتمكن إسرائيل من تحقيق السلام الذي تسعى إليه إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتكاملة جغرافيا على حدود عام 1967. نحن ندعم الشعب الفلسطيني وسنتابع احترام الوضع التاريخي للقدس لاسيما المسجد الحرام".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!