ترك برس

استعرض الكاتب والخبير الاقتصادي التركي إيردال تانس قاراغول، رؤية شاملة لتطوير نظام المساعدات الاجتماعية، بما يستجيب للتحولات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة. 

وفي تقرير بصحيفة يني شفق، طرح الكاتب ملامح نموذج جديد يقوم على إدارة مركزية موحدة لبرامج الدعم، تضمن العدالة والكفاءة في التوزيع، وتمنع التكرار والإقصاء. 

كما دعا إلى تجاوز المفهوم التقليدي للمساعدات باعتبارها مجرد دعم مادي، نحو نموذج يحقق الإدماج الاجتماعي والاستقلال الاقتصادي، عبر ضمان دخل أساسي واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد الفئات المحتاجة بدقة. 

وأكد الكاتب أهمية المتابعة الدورية لأوضاع المستفيدين لضمان استمرارية العدالة وتحقيق الأثر المطلوب من هذا الدعم. وفيما يلي نص التقرير:
تطوير نظام جديد للمساعدات الاجتماعية

إن تحديد المستفيدين من المساعدات الاجتماعية عملية متعددة الأبعاد ومعقدة، وما تشهده البنية المجتمعية من تحولات، وتزايد الاحتياجات، والتغيرات في المجال الاجتماعي والاقتصادي، والتقدم التكنولوجي، كلها عوامل تفرض ضرورة إعادة بناء نظام المساعدات الاجتماعية على أسس جديدة.

فما الذي ينبغي أن يتضمنه هذا النموذج أو النظام الجديد من المساعدات الاجتماعية؟

إدارة المساعدات الاجتماعية من مركز واحد

إن توحيد برامج المساعدات الاجتماعية المختلفة التي تقدمها جهات متعددة ضمن نظام مركزي موحّد، من شأنه أن يجعل هذه المساعدات أكثر كفاءة وفاعلية.

كما أن إدارة المساعدات من مركز واحد ستُبسط من عمليات التقديم على المساعدات، وتمنع في الوقت ذاته حالات الدفع المتكرر لنفس المستفيد.

وسيسهم دمج قواعد بيانات المستفيدين من المساعدات الاجتماعية وربطها ببعضها البعض لتبادل البيانات، في تحديد المستحقين بشكل أكثر عدلاً ودقة.

وسيؤدي ذلك إلى تسهيل الوصول بشكل أسرع إلى الفئة المستهدفة، وهم المحتاجون.

توفير دخل أساسي من خلال المساعدات الاجتماعية

ينبغي أن يكون الهدف الأساسي هو تقليل عدد المساعدات الفردية وزيادة فعاليتها بما يُفضي إلى ضمان دخل أساسي أو حدٍّ أدنى من الدخل للأسر المحتاجة.

يجب أن تحقق المساعدات الاجتماعية الإدماج الاجتماعي

لا ينبغي أن تقتصر المساعدات الاجتماعية على تقديم الدعم المادي فحسب، بل ينبغي أن تتضمن عناصر تساعد المستفيدين على الاندماج في المجتمع، وبناء روابط بسوق العمل، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي.

الحاجة إلى منهجية جديدة في تقديم المساعدات

إن التحديد المسبق للأشخاص المستحقين للمساعدات الاجتماعية يتطلب تغيير النهج الأساسي في نموذج المساعدات الاجتماعية.

أي أن تقديم المساعدات يجب ألا يكون مقتصراً على جانب "الطلب" فقط، بل يجب أن يكون توفير المساعدات الاجتماعية بطريقة "العرض" هو الركيزة الأساسية للنموذج الجديد.

وفي هذا السياق، فإن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الحديثة سيساعد في الوصول إلى المحتاجين بشكل أسرع وأكثر دقة، والكشف عن الفئات المعرضة للخطر الاجتماعي مسبقاً.

متابعة أوضاع المستفيدين من المساعدات الاجتماعية

يجب إعادة تقييم ومتابعة التغيرات التي تطرأ على مستوى دخل المستفيدين من المساعدات، وظروفهم المعيشية واحتياجاتهم على فترات منتظمة.

ومن خلال هذه التقييمات، يمكن ضمان سير عمل نظام المساعدات الاجتماعية بشكل أكثر عدلاً وكفاءة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!