ندرت ارسانيل – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
قررت السلطات الإيرانية سجن مهدي هاشمي، ابن رئيس الجمهورية الإيرانية الأسبق هاشمي رافسنجاني، لمدة 10 سنوات بتهمة الاختلاس، وهو يقبع الآن في سجون طهران، وكان تعليق والده على ما جرى لابنه غريبا نوعا ما، حيث قال: "ستكون قريبا حرا طليقا".
هذه الجملة أصبحت حديث الشارع وحديث السياسة في إيران، وحسب ادعاءات رافسنجاني، فإنّ وزارة الاستخبارات طلبت من الزعيم الديني آية الله علي خامنئي الإعفاء الفوري عن ابن رافسنجاني، وهددته بفتح دعوى عليه مكونة من 30 ألف صفحة في حال عدم الإفراج عنه.
وما يجري في إيران هو نوع من التنافس السياسي، حيث يريد خامنئي تركيع رافسنجاني، وهذه أول إشارة ودليل على بدء تصاعد الأجواء السياسية الساخنة في إيران، وذلك لأن هاشمي رافسنجاني كان قد أعلن قبل 10 أيام فقط نيته الترشح للانتخابات. لكن نحن كأتراك ما يهمنا من ذلك؟ تابعوا معي.
الاتفاق الغربي الإيراني وتغيير نظام طهران
ماذا لو قلنا أنّ هناك علاقة وارتباط بين قرار تركيا التوجه نحو الانتخابات المبكرة بعد عقد الاتفاق الأخير مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبين توجه طهران نحو انتخابات شباط بعد توقيع الاتفاق الغربي الإيراني؟ وماذا إذا قلنا أنّ هذه الانتخابات أيضا مرتبطة بالانتخابات الأمريكية التي ستجري عام 2016، ومجمل هذه الانتخابات ستشكل الخطوط الأساسية والجديدة للمنطقة؟
لا شك أنّ أمريكا/الغرب وضعوا في حسبانهم أنّ التصالح مع إيران، سيؤدي إلى زيادة المرونة وتقليل الأوجه الحادة للنظام الإيراني، والعكس صحيح، وهو أنّ الديناميكا الداخلية في إيران، وموازين السياسة، وحسابات القوى ستتأثر بتوقيع الاتفاقية النووية مع الغرب وسيكون لذلك تبعات وانعكاسات عليها.
الانتخابات الإيرانية ستجري في شباط 2016، وقد تكون هذه الانتخابات سببا في زيادة نفوذ الإصلاحيين في وجه الزعيم الديني الذي يملك كل الصلاحيات، واللاعبون في الساحة واضحون، وهم رئيس الجمهورية الإيراني الحالي روحاني، والذي يعتبره الغرب الابن المخلص لهم، والآخر هو رافسنجاني، الذي يعتبر بالنسبة للغرب "أطفالا مزعجين وأصوليين"، ولهذا تنتظر إيران مرحلة حاسمة وصعبة.
ستؤثر هذه المرحلة الحساسة في إيران على سياستها الخارجية وسيكون لها انعكاسات في المنطقة أيضا، وما ينتظر حصوله بصورة مبسطة هو التالي: الاتفاق الغربي الإيراني سيصب في مصلحة الإصلاحيين خلال الانتخابات، وربما يتم تغيير النظام، وما ذكرناه من نتائج قد تكون صعبة، وربما تصل انعكاساتها حتى مستقبل وحياة أوباما السياسية المرتبطة بالانتخابات الأمريكية عام 2016.
ومن هنا يخطر ببالنا السؤال التالي: هل ستؤثر "الانتخابات المبكرة" في تركيا على الانتخابات الأمريكية كما تحدثنا عن تأثير الانتخابات الإيرانية عليها؟ أم العكس؟ وإذا كان الأمر كذلك هل بإمكاننا توقع نتائج الانتخابات الثلاثية بصورة مؤكدة؟ لنقف هنا ونغيّر الموضوع.
المؤمنون بالخلافات الأبدية
يعتبر ميخائيل فلاينن جنرالا أمريكيا، لكنه ليس أي جنرال، وإنما كان على رأس وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية (DIA)، وهو أحد الأشخاص القادرين على إعطاء معلومات معمقة حول العلاقة بين الأمور "العملياتية والاستخبارات العسكرية"، وهذا الرجل خرج الاسبوع الماضي عبر الإعلام متحدثا، ومُختصر ما ذكره هو التالي:
"الحرب في العراق كانت خطئا، حيث كانت سببا لصعود دولة الإسلام، وعلى أمريكا تحمل مسؤولية ذلك، ومن يتحمل جرائم هذه الحرب هو هذا ‘النظام’. أمريكا تستثمر في الخلافات، وهناك مشكلة في استراتيجيتها وهذا هو سبب الارهاب، فهناك في الولايات المتحدة الأمريكية من يؤمن بالخلافات الأبدية ... والنظام الأمريكي عام 2012 كان يدرك حجم سيطرة داعش في سوريا وهيمنته، لكن البيت الأبيض استخدم التنظيم من أجل أنْ يكون عاملا في تغيير النظام في سوريا".
لاحظوا هنا أنّ هذا الجنرال لم يقل أنّ الولايات المتحدة الأمريكية "تجاهلت داعش"، أو أنها "وجدته صالحا للاستخدام من أجل خدمة مصالحها في المنطقة"، وهذه الأمور أصلا موجودة، لكنه قال "من أجل إنهاء حكم الاسد؛ دعمت الولايات المتحدة الأمريكية هذا التنظيم".
وحينها سأل أحد الصحفيين: "هل تجاهل نظام أوباما ذلك؟"، وكان جواب الجنرال: "أعتقد أنّ هذا كان قرارا متعمدا، هو قرار متعمد من أجل أنْ يقوموا بما يقومون به اليوم". وهنا يجب علينا أنْ نتذكر ما قيل في حق أنقرة سواء من الداخل أو الخارج حول موضوع دعم داعش!
مركز جديد للحرب العالمية
تقول الولايات المتحدة الأمريكية اليوم أنّ تنظيم داعش قد يشكل تهديدا على أفغانستان، ومن المعلوم أنّ أمريكا أعلنت أنها ستنسحب عام 2016 من أفغانستان، أي في نفس العام الذي ستجري فيه الانتخابات هناك، والآن يقولون إنّ "الوعود التي أعطاها أوباما بما يتعلق بالانسحاب من أفغانستان، قد لا تكون الكلمة النهائية والأخيرة في هذا الموضوع".
والسيناريو المرعب هنا، هو أنْ تكون رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بتحويل أفغانستان إلى مركز إقليمي لمحاربة داعش، وهذا ما لمّح إليه رئيس هيئة الأركان الأمريكي الجنرال مارتين ديمبسي، والذي أشار إلى "حرب تستمر لجيل كامل"، ونفس هذا الشخص قال قبل مدة في كابول مع رئيس جمهورية أفغانستان أشرف غاني عن أنّ "أمريكا قد تحتاج إلى بقاء قواتها العسكرية في أفغانستان لمدة 15-20 سنة قادمة إذا ما قررت بدء حرب عالمية على داعش".
وربما كتبت العنوان بصورة منقوصة. من لديه طول نظر أيضا عليه أنْ يحدّق بنظره جيدا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس