ترك برس
على هضبة منعزلة في شمال شرق تركيا، يحتل عدد قليل فقط من المباني موقعًا كان يومًا لإحدى المدن العظيمة في العالم. في القرن العاشر، كانت مدينة "آني" (Ani) حافلة بمئات القصور والحصون ودور العبادة، بما في ذلك بعض المنشآت الأكثر تطورًا تقنيًا وفنيًا في زمنها، كانت المدينة هي العاصمة السياسية والتجارية لمملكة "باغراتيد" الأرمنية، التي برزت في القرن التاسع.
كانت المدينة في أوج مجدها تقع على امتداد طرق تجارية عديدة وتتميز بعدد سكانها الذي يفوق 100 ألف نسمة، منافسةً بذلك القسطنطينية وبغداد والقاهرة. وقد عانت من الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار في بداية القرن الحادي عشر، واحتلها على التوالي كل من البيزنطيين، والسلاجقة، والفرس، والجورجيين.
دفعت الزلازل وغزوها من قبل التتار في القرن الثالث عشر كثيرًا من السكان إلى الفرار من المدينة. وعلى الرغم من أنها بقيت مركزًا تجاريًا مهمًا في القرن الرابع عشر، إلا أن حجمها وقوّتها تراجعا بعد أن شرعت الطرق التجارية تتجاوزها الى الجنوب. وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، أصبحت مهجورة تمامًا. مبان فردية تنتصب على سهل "جيمس غوردون" بقايا مدينة "آني" التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر، كان الناس الذين بنو "آني" من المبتكرين في فن العمارة الذين شيدوا الكنائس والكاتدرائيات التي تميزت بالعديد من العناصر المتكررة لاحقًا في فن العمارة القوطية الغربية. الأقواس، الأعمدة المجمعة سوية، القباب، السقوف المقنطرة والتصاميم الصليبية الشكل التي انتشرت في الكاتدرائيات القوطية الغربية.
أطلق عليها في أحد الأيام اسم "مدينة الأربعين بوابة" و"مدينة الألف كنيسة وكنيسة" إلا أن آني لم تحتفظ سوى بالقليل من منشآتها الأصلية الثمينة. ومن بين المباني المتبقية كنيسة "سورب أمينابر كيتش" (كنيسة المخلص المقدس) التي أعيد بناؤها سنة 1035 في زمن ازدهرت فيه مدينة "آني". ومنذ ذلك الحين، عانت كنيسة المخلص المقدس من الإهمال والتخريب المتعمد والزلازل العديدة. وفي العام 1930، انهار الجانب الجنوبي الشرقي من الكنيسة بعد أن ضربته صاعقة شقته إلى نصفين، وهدّدت سلامة إنشاءات المبنى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!