محمود العبي - خاص ترك برس
يستعد منتخب السلاطين الأتراك للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقررة في بلاد النور فرنسا، اعتبارا من 10 حزيران/ يونيو القادم، وتلعب تركيا في المجموعة الرابعة إلى جانب منتخب الماتدور الإسباني المدافع عن لقبه كونه بطل أخر نسختين من البطولة، ومنتخب كرواتيا، والمنتخب التشيكي.
ويقود تركيا تدريبيا أسطورة التدريب التركي الإمبراطور فاتح تريم، مدرب السلاطين في إنجاز اليورو عام 2008، ويعد المدرب التركي فاتح تيريم، (المولود عام 1953 في أضنة) من أنجح المدربين الذين مروا بتاريخ الكرة التركية، تيريم اسمه المستعار هو İmparator، وهي كلمة تركية تعني بالعربية "الإمبراطور"، هذا هو اللقب الذي اقترن بفاتح تريم، كما يستخدم على نطاق واسع في إيطاليا في إشارة إلى سلطان التدريب التركي.
وقد أجرى الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم مسحا في 80 بلدا، وضعت فاتح تيريم بين أفضل ثمانية مدربين في العالم في 2001، وفي العام 2008 كان تيريم في المرتبة السابعة أفضل مدير كرة القدم في العالم من قبل مجلة العالم لكرة القدم.
بدأ تيريم مهنة التدريب عندما عين مدربا لنادي أنقرة غوجو، حيث تولى تدريب فريق النادي لمدة 18 شهرا وانتقل بعد ذلك إلى التدريب في ازمير واستمر فيها لمدة سنة واحدة، ولم يكن لديه أي نجاح ملموس مع هذه الفرق.
في عام 1990 تم تعيينه مساعدا لمدرب منتخب تركيا لسيب، بعد أن شغل منصب مساعد المدرب لمدة ثلاث سنوات، عين مدرب المنتخب الوطني التركي في عام 1993. وبعد ثلاث سنوات، نجح في قيادة المنتخب الوطني التركي إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 96 للمرة الأولى في تاريخها تحت إدارته، وعلى الرغم من أن المنتخب الوطني لم يؤدوا بشكل جيد في هذه البطولة، فقد اعتبر التأهل للبطولة انجازا كبيرا لكرة القدم التركية.
بعد نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 1996، انتقل فاتح تيريم لتدريب نادي غلطة سراي التركي وقاده للفوز ببطولة الدوري التركي لمدة أربع سنوات متتالية، وحقق معه أهم إنجاز للكرة التركية على مستوى بطولات الأندية الأوربية من خلال التتويج بكأس الاتحاد الأوروبي عام 2000 بعد الفوز في النهائي على نادي أرسنال الانكليزي بركلات الترجيح، وفي نفس العام تمكن من تحقيق لقب ثاني بعد الفوز على ريال مدريد بهدف نظيف ليتوج غلطة سراي بلقب كأس السوبر الأوروبي.
وبعد النجاح اللافت مع غلطة سراي انتقل تيريم لتدريب نادي فيورنتينا الإيطالي بعقد لمدة سنة واحدة في موسم 2000-2001، ووصل إلى المباراة النهائية لكأس إيطاليا، ومع ذلك، في منتصف موسم 2000-2001، تيريم أعلن أنه لن يمدد عقده مع النادي بسبب رفض إدارة النادي بإجراء تعاقدات لتحسين مستوى الفريق، بعد تراجع الفريق بشكل ملحوظ، واستمراره في اشتباكات مع رئيس النادي حثه على الاستقالة قبل نهاية الموسم. وقد أشاد نجم كرة القدم الرومانية جورجي هاجي بالعمل الذي قام به تيريم في فيورنتينا خلال خمسة أشهر والنتائج الجيدة التي حققها الفريق تحت قيادته.
في صيف عام 2001، عين مدربا لميلان الإيطالي بعد رفضه عروضا من أندية أخرى مثل برشلونة ونادي ليفربول، ودرب فريق ميلان لمدة 5 أشهر فقط لعب تحت قيادته لاعبين كبار أمثال مالديني، وروي كوستا وكافو.
في صيف عام 2002 عاد إلى غلطة سراي التركي، وبعد الخسارة أمام منافسه اللدود فنربخشة 6-0 في مناسبة واحدة، قدم تيريم استقالته، وفضلّ الحصول على راحة من التدريب وانهالت عليه عروض التدريب من عدة أندية إيطالية أهمها لكنه رفض كل العروض المقدمة له.
وعاد لتدريب منتخب تركيا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008، وحقق معه إنجازا خالداً على مستوى مشاركة تركيا في النهائيات الأوروبية بعد وصول منتخب تركيا للدور النصف النهائي والخروج الصعب أمام منتخب الماكينات الألمانية ليخرج أبناء تيريم من البطولة بأداء مشرف نالوا به إعجاب كل المراقبين.
ويأمل تيريم في تكرار الإنجاز أوروبيا مع منتخب تركيا عندما تلعب تركيا تحت قيادته في مجموعة صعبة أطلق عليها مجموعة الموت، وقد أكد المدير الفني للمنتخب التركي لكرة القدم، فاتح تريم، في تصريحات صحفية لفرانس فوتبول أن هذه المجموعة تعد "مجموعة الموت" ولكنه أكد في الوقت ذاته أنه لا يهاب أحد، وأضاف تيريم: "لا أعرف معنى كلمة الخوف في حياتي، دائما ما أنقل معنى الشجاعة للفريق الذي أتولى قيادته".
فهل يواصل تيريم تألقه مع المنتخب التركي، ليؤكد كما يراه معظم مشجعي المنتخب التركي بأنه أسطورة وسلطان المدربين الأتراك، وهل يكون بحجم الآمال المعلقة عليه وعلى لاعبي منتخب تركيا، من قبل الأتراك، والجماهير العربية التي تعتبر المنتخب التركي ممثلا لهم في كل البطولات الأوروبية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!