ترك برس
قال الكاتب والباحث التركي محمد زاهد جول، إن الاتفاق الروسي الأمريكي الأخير بشأن سوريا، والهلع الروسي لتنفيذه والتهديد بكشف بنوده السرية لإحراج أمريكا هو دليل على الحرج الذي وقعت فيه روسيا في سوريا.
وأشار جول، في مقال نشره موقع الخليج أونلاين، أن روسيا تحاول الضغط على الولايات المتحدة لمساعدتها في سوريا، وكذلك تفعل مع تركيا بعد أن فقدت الأمل بقدرة إيران أو مليشيات الحرس الثوري ومليشيات حزب الله اللبناني من إنقاذها.
وأضاف جول: "لذلك تجري روسيا اتصالاتها العسكرية مع تركيا لإقناعها بجدوى الرؤية الروسية للحل في سوريا، وهي على استعداد أن تقدم لتركيا تنازلات في تحسين العلاقات والتوافق على متطلبات الأمن القومي التركي شمال سوريا، بعد أن عبثت فيه أمريكا بدعمها لقوات حماية الشعب الكردية، وهذا بلا شك سوف يفتح آفاق اتفاق روسي تركي حول حل الأزمة السورية طالما أن أمريكا تعمل لاستدامتها إلى أطول مدى زماني ومكاني".
واعتبر الخبير التركي أن الاتفاق الروسي الأمريكي الحالي لن يغير شيئاً على الأرض، واعتبار من لا يرضى بالحل السياسي الذي ترسمه روسيا وأمريكا من المعارضة السورية سوف يصنف كفصيل إرهابي لا جديد فيه، وتهديدات المندوب الأمريكي، راتني، للمعارضة السورية بقوله: "من يعرقل الهدنة ستكون نهايته وخيمة"، هو تهديد سيؤدي إلى مزيد من قتل أبرياء الشعب السوري، ولن يساعد على حل سياسي.
فالاتفاق ابتزاز روسي على أمريكا، يضيف جول، والأخيرة سوف تبقى على تشجيعها على القتال والقتل، ولكنها لن تساعد روسيا على الحل، بل تعمل ضد نجاح روسيا، وموسكو تريد أن تلزم واشنطن بالعمل معها، أو على الأقل الالتزام إعلامياً بأنها متفقة معها في سوريا، لأنها تريد أن تظهر نفسها داخل روسيا أنها على اتفاق مع أمريكا وليست ضدها.
يذكر أن وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا قد توصلا في جنيف، يوم الجمعة 9 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة(اعتبارا من مساء الإثنين 12 سبتمبر)، ويتكرر بعدها لمرتين.
وبعد صموده لسبعة أيام يبدأ التنسيق التام بين أمريكا وروسيا في قتال تنظيم "داعش" وجبهة فتح الشام (الاسم الجديد لجبهة النصرة، بعد إعلان فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة مؤخراً)، دون أي إشارة للحل السياسي أو حديث عن المليشيات الطائفية التي تساند النظام السوري، الأمر الذي أثار تحفظات رافقت موافقة المعارضة السورية على الهدنة.
وتشمل الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وتنفيذ عمليات عسكرية أمريكية روسية مشتركة ضد "الجماعات المتشددة" التي لا يشملها الاتفاق، وبينهما تنظيمي "داعش"، و"فتح الشام".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!