ترك برس

أشاد "آرثر لافر" الاقتصادي الأمريكي الشهير، والمعروف بلقب "أبو الاقتصاد" بالوضع الاقتصادي في تركيا، مشيرا إلى أن كل من يريد أن يعاين اقتصادا سيئا في الوقت الراهن ما عليه سوى الذهاب إلى أمريكا.

وفي هذا السياق قال لافر، خلال كلمته في أثناء حضوره مؤتمرا اقتصاديا في أنقرة، في تاريخ 8 أيلول / سبتمبر: "إن الاقتصاد التركي في أفضل حالاته، من يريد منكم أن يرى اقتصادا متدهورا ما عليه سوى الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا لدي عرض لكم، خذوا أوباما وأعطونا أردوغان وفريقه".

ولفت لافر الانتباه إلى أن الرفاه الاقتصادي لا يمكن تحقيقه إلا بتحقيق 5 أمور وهي: "نسب ضريبة منخفضة، ضرائب ثابتة ذات نطاق واسع، الحد من النفقات، العملة السليمة، بالإضافة إلى التجارة الحرة، والتنظيمات الدنيا"، وأوضح لافر أن اتباع هذه السياسات تعد بالنسبة إليه الاقتراب أكثر نحو ما يسمى بـ "نجم الشمال"، إذ يرى أنه كلما اتُبع نجم الشمال أكثر، كلما اقتُرب من النجاح أكثر.

وأفاد لافر بأن الرأي العام حول الاقتصاد التركي وجّه بطريقة خاطئة، مؤكدا أنه يرى الاقتصاد التركي في أحسن حالاته، مضيفا: "بينما كنت في طريقي إلى أنقرة قال لي أحد الأصدقاء: "إن أعطونا أردوغان ستتحسن حالتنا الاقتصادية إلى حد كبير"، ومن هنا لدي عرض لكم، أعطونا أردوغان ولو لمدة مؤقتة، وخذوا بدلا عنه أوباما، باختصار، الجهود المبذولة فيما يخص الضرائب، والخصخصة في تركيا تستحق التصفيق والثناء، وإن استمرت تركيا بهذا الشكل فإن الرفاه الاقتصادي سيحقق مكانة أفضل".

وشدد لافر على ضرورة الإعفاء الضريبي وإجراء تخفيضات في بعض الأحيان وذلك لزيادة فرص التوظيف، وبالتالي زيادة فرص الإنتاج، مشيرا إلى أن الفلسفة الاقتصادية لا تكمن في إعطاء السمك، وإنما تعليم كيفية صيد السمك.

وذكر لافر أن تركيا بعيد انتصارها على محاولة الانقلاب الفاشلة، جددت منابع الثقة فيما يخص الاقتصاد، مشيرا إلى أن المستقبل الاقتصادي بالنسبة إلى تركيا سيكون أفضل بكثير.

وجدد لافر أمس في تصريح له طلبه بأردوغان وفريقه لتطوير الاقتصاد الأمريكي قائلا: "ألم أكن محقا لدى مطالبتي بأردوغان؟"، أقولها بكل صراحة تركيا كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة إلي من الناحية الاقتصادية".

وأوضح لافر أن تركيا تتبع سياسة التخصيص، وأن هذه السياسة تتبعها حتى في المؤسسات التي كانت الدولة تعمل على إدارتها، لافتا الانتبا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على العكس تماما، إذ تعمل الولايات المتحدة الأمريكية -على حد وصفه-  بدولنة المؤسسات الخاصة، معطيا مثالا على ذلك "الخطوط الجوية التركية" إذ قال :"إن أكبر نسبة ضريبة في تركيا هي 35 بالمئة، بينما نجد أن أعلى نسبة ضريبة في بعض الولايات المتحدة الأمريكية تصل إلى 50 بالمئة، تركيا تتبع سياسة تخصيص مؤسسات كانت تدار من قبل الدولة، بينما في أمريكا العكس تماما، وأفضل مثال عن ذلك "الخطوط الجوية التركية، إذ كانت الدولة هي المسؤولة عنها فيما سبق، وبعد أن خصصتها الدولة، لاحظنا النقلة النوعية التي شهدتها الخطوط الجوية التركية، والوضع الذي آلت إليه بعد تخصيصها".

وعبر لافر عن حبه لتركيا، مشيدا مرة أخرى باقتصادها سائلا: "لو كنتم مكاني ألا تطالبون بدوركم باستبدال أوباما بالرئيس أردوغان؟".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!