ترك برس
قال الكاتب والمحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا، إنه لا غرابة في أن يمنح الانقلابيون في مصر منبرا إعلاميا لزعيم الانقلابيين في تركيا، لأنهما وجهان لعملة مزيفة واحدة، "بل نتوقع من وسائل الإعلام المصرية الموالية للسيسي أن تفتح صفحاتها وشاشاتها في الأيام القادمة لخزعبلات فتح الله غولن وخرافاته، وقصص يحكيها موالون له لتقديس الرجل وجماعته".
جاء ذلك في مقال له بصحيفة "العرب" القطرية، قيّم خلاله العدد الذي أصدرته صحيفة "بلدنا اليوم" المصرية قبل أيام، الخاص بقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، كتبت فيه على صفحتها الأولى بعنوان عريض: "يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر"، لمخاطبة السيسي بآية قرآنية، وتشبيهه بعزيز مصر المذكور في قصة يوسف عليه السلام. مشيرًا أن وسائل إعلام أخرى موالية للانقلابيين سبق أن قامت بوضع السيسي في مقام النبوة.
وأوضح ياشا أن مجلة الأهرام العربي المصرية نشرت في عددها الأخير حوارا مطولا أجرته مع زعيم تنظيم الكيان الموازي الإرهابي فتح الله غولن، المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، يفضح فيه هذا الأخير تناقضاته، ويتهم رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان بصب الزيت على النار في مصر وسوريا، واستخدام جماعة الإخوان المسلمين كما يستخدم حركة حماس في قطاع غزة، ونشر الانحلال والفساد والمخدرات، مضيفا إلى أنه مصاب بهستيريا الخلافة ويمد داعش بالسلاح، على حد زعمه.
ولفت إلى أن آخر القصص التي يحكيها أنصار غولن ويدّعون أنها واقعية، تقول إن المعتقلين في سجن سيليفري باسطنبول في قضية الكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة غولن، كانوا ذات ليلة على وشك إقامة صلاة العشاء جماعة، وطلبوا من أحدهم أن يتقدم ليصلي بهم، وبينما كان هذا الرجل يستعد للإمامة إذ رفعت جميع الجدران بين الغرف وتقدم شخص طويل القامة وحسن الوجه ليصلي بهم، ولم يكن أحد منهم يعرفه أو رآه قبل ذلك.
وأكّد أن هذه القصة حكاها أكاديمي وكاتب ينتمي إلى جماعة غولن، هارب إلى خارج تركيا، لأنه مطلوب للعدالة في ذات القضية، مبينًا أن مثل هذه الحكايات كثيرة لدى أتباع فتح الله غولن، لو نشرتها وسائل الإعلام المصرية الموالية للسيسي طوال السنة لا تنتهي، لأن معظم المنتسبين لجماعة غولن يؤمنون بأنه مهدي، كما اعترف بذلك قاض كان يعمل في إحدى محاكم اسطنبول، حيث قال: إن فتح الله غولن من آل البيت، ومهمته أن يدل الناس إلى طريق الهدى، وأن عصا موسى عليه السلام ستظهر معه، لينزل بعد ذلك عيسى عليه السلام ويصلي وراء فتح الله غولن.
وأردف ياشا قائلًا: "لعل الفرق الوحيد بين وسائل الإعلام المصرية الموالية لقائد الانقلاب في مصر وأتباع جماعة غولن في تركيا، أن الأول يقدس السيسي نفاقا وتملقا، فيما يؤمن الثاني بأن زعيم الجماعة فتح الله غولن صاحب كرامات ومهدي منتظر اصطفاه الله لإنقاذ البشرية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!