ندرت أرسنال - يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
التقارب بين تركيا وروسيا يعني في الوقت الحالي سوريا والعراق في منطقة الشرق الأوسط، ويعني كلا من والولايات المتحدة وروسيا وتركيا على الصعيد العالمي.
لا تنوي تركيا إحداث صدام بين القوتين، لكن إحدى هاتين القوتين متاح في الوقت الحالي. إن ما يمكن أن يستنتجه المرء بعد متابعة الولايات المتحدة وروسيا لفترة من الوقت أن العلاقات بينهما لم تكن أبدا مثلما تبدو عليه الآن.
لذلك فإن "المعلومات الدقيقة" من قبيل أن الولايات المتحدة ساءت علاقتها مع روسيا أو العكس يمكن أن تكون استنتاجا يضعنا في حفرة مظلمة.
وأحدث مثال على ذلك سيكون خط أوكرانيا- سوريا . كانت الولايات المتحدة وروسيا في صراع وخلاف حول أوكرانيا، بينما هما الآن متحالفتان في سوريا.
تركيا لم تعد قادرة على البقاء في هذه النقطة
لكننا يمكن أن نواجه قضية استثنائية، وهو ما يعني أنها ستكون تجربة مختلفة لأنقرة ولمنطقة الشرق الأوسط وللعالم على حد سواء. قد تكون هذه أول نقطة انهيار كارثية للغرب في الشرق.
دعونا ننظر إلى كلمة الرئيس رجب طيب أردوغان في افتتاح جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في القصر الجمهوري " الأصدقاء الاعزاء ! إن تركيا لم تعد قادرة على البقاء في هذه النقطة. يجب أن يتغير الوضع الراهن بطريقة أو بأخرى. لن نربح باتخاذ إجراءات جيدة، أو أننا سنكون ملزمين بتحقيق نمو بمعدل صغير. أنا شخصيا مصمم على اتخاذ خطوات إلى الأمام". ( كان العنوان الرئيس لصحيفة يني شفق بتاريخ 10-10 أردوغان يعرض الهدف الجديد على الحكومة).
ألا يعني هذا شيئا
نعرف جميعنا أن صفقة مشروع التيار التركي قد تمت بالفعل، ووقع عليها خلال مؤتمر الطاقة العالمي. ولهذه الصفقة إلى جانب مشروع محطة الطاقة النووية في منطقة أك كويو التي تعلق عليها تركيا وروسيا أهمية كبيرة، أتم الجانبان مرحلة تاريخية لا تضم الاتحاد الأوروبي.
طرح تفسير آخر هو "أن تركيا تلقت عرضا من روسيا لبيع أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى".
يمكن القول إن المغزى هو أن يصدر هذا القرار المتعلق بأنظمة الدفاع الجوي في لقاء بوتين وأردوغان، وهو اللقاء الذي حظي في الواقع باهتمام أكبر من مؤتمر الطاقة العالمي ذاته. هل تدرك الولايات المتحدة ذلك؟!
ربما يتذكر الجميع الحملات التي تعرضت لها أنقرة خلال الفترة التي قدمت فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين وروسيا وبعض الدول الأوروبية عروضا لتركيا لشراء أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى.
فهل سيكون الأمر مختلفا هذه المرة؟
هل تشترون الصواريخ والطائرات أو سنضربكم بصورة غير متعمدة
دعونا نعود إلى البداية لنرى كيف تبدو العلاقات بين موسكو وواشنطون. العلاقات بين البلدين ليست جيدة في الوقت الراهن. لكن هل هذا التوتر محصور بينهما أم ممتد إلى الخارج؟ وصلت لعبة الشطرنج بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط إلى مسنوى جديد بعد أن أعلنت موسكو أنها ستستخدم أنظمة الدفاع الجوي إذا استخدمت الولايات المتحدة الصورايخ في سوريا.
في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أدلى الجنرال إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم وزراة الدفاع الروسية بتصريح من موسكو لم ينل أي اهتمام من وسائل الإعلام.
قال الجنرال كوناشينكوف "إن الصواريخ والهجمات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة في سوريا سيتعد هجوما علنيا على القوات الروسية المتمركزة في سوريا، وهذا لن يترك خيارا أمام نظام الدفاع الجوي الروسي سوى الرد".
وهناك ما هو أكثر من ذلك مما جاء في كلمة الجنرال: "يبدو أن الجميع يقصفون بطريق الخطأ مكانا ما في سوريا والشرق الأوسط، فيموت ما لا يحصى من المدنيين، ثم يقدم الاعتذار وتسقط القضية. (وهذا يشمل الأسلحة التي أسقطت عن غير قصد ليستخدمها حزب العمال الكردستاني، وجناحه السوري وحدات حماية الشعب الكردي، ولداعش).
وواصل الجنرال كوناشينكوف حديثه قائلا: "لقد اتخذنا الاحتياطات اللازمة لضمان أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يكرروا غاراتهم الجوية في سوريا ومحيطها. لن يكون لدى جنودنا الوقت الكافي لتحديد مسار الصواريخ وتبعية الطائرات التي أطلقتها، وستسقط على أي حال".
احتواء طائرة الشبح. نرى الطائرة الخفية
ومن المثير للاهتمام أن وسائل الإعلام المحلية نقلت تصريح الجنرال الروسي عن الطائرة الشبح على أنها أجسام مجهولة، وكأنها إشارة إلى الأجسام الطائرة المجهولة. لكن الروس كانوا يشيرون في الواقع إلى طائرة الشبح التي يتباهى بها الجيش الأمريكي طيلة الوقت. الغطرسة الأمريكية فيما يخص مسألة إسقاط الشبح كانت مهينة، وتصرفوا في بعض الأحيان مثل الهواة. واختتم تصريح الجنرال الروسي بالقول: "ستتبدد الصورة الخادعة بأن هذه الطائرة غير مرئية".
والمغزى أن الروس فاجؤوا الجميع بالإعلان عن أن منظومة الصواريخ إس 400 وإس 300 التي نصبت في سوريا قادرة على كشف طائرة الشبح وضربها. وجاء في موقع روسيا اليوم في العاشر من أكتوبر الحالي "وزارة الدفاع الروسية تحذر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من قصف الجيش السوري".
من المفترض أن تكون الشائعات التي تحدثت عن أن الولايات المتحدة- التي كان يفترض أن تأخذ خطوة أخلاقية في سبتمبر عام 2013 ضد النظام السوري- تخطط لمهاجمة دمشق بالصواريخ، كان لها أثر في التهديد الذي أطلقته روسيا (إدارة أوباما تفكرمن جديد في شن غارات جوية على الأسد 4-10 -2016 صحيفة واشنطن بوست).
وللتذكير فقط، فإنه يبدو أن الولايات المتحدة لا تكترث بالفعل، لكن روسيا ألغت أخيرا اتفاقا نوويا بين البلدين (علقت روسيا اتفاقا مع الولايات المتحدة بشأن التعاون في البحوث العملية النووية. صحيفة صباح 6-10- 2016).
يوم السبت نصبت صواريخ إسكندر إم الروسية في منطقة كاليينينغراد الروسية الموجهة إلى وراسو حيث عقد حلف شمال الأطلسي اجتماعه الأخير لإظهار قوته. ويقول البعض إن هذه الصواريخ شوهدت في العاصمة الأرمينية يريفان.
فهل يمكن أن نقبل بوضع استثنائي؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس