ترك برس
رأى مدير وحدة تحليل السياسات بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور مروان قبلان، إن المعارضة السورية في وضع لا تملك فيه أن تقول لا لتركيا، لأن المعارضة السياسية والعسكرية في تركيا وطرق إمدادها ومساعداتها كذلك من تركيا، ولذلك فهي عمليا وإلى حد كبير مرتبطة بالاتفاق الذي ضمنته تركيا.
جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة نظمها موقع "الجزيرة نت" حول الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار بسوريا والإعلان عن مؤتمر مرتقب عقده هذا الشهر في العاصمة الكازاخية أستانا لبدء مفاوضات سياسية بين الأطراف السورية.
وفي معرض ردّه على سؤال عما إذا كانت المعارضة السياسية ستحضر المؤتمر، قال قبلان إن "المعارضة ستحضر وكذلك النظام، لكن قبل ذلك أريد التأكيد على نقطة أساسية، وهي أن معركة تحجيم النفوذ الإيراني ليس في سوريا فحسب بل في كل المنطقة بدأت للتو.
وأضاف: "أرى أن إيران ستجد نفسها في زاوية جد صعبة مع مجيء ترمب، لأنه كلما زاد الضغط الأميركي على إيران في الفترة القادمة سيتوفر للأتراك والروس مزيد من أدوات الضغط على طهران حتى تقبل بحل في سوريا.
وهناك في إيران اليوم ندم شديد لعدم توصلهم لاتفاق حول سوريا مع إدارة أوباما لأنه لن يكون الاتفاق الذي يرغبون فيه مع إدارة ترمب بل قد لا يكون هناك اتفاق أصلا حول النفوذ الإيراني في سوريا تحديدا".
وأوضح قبلان أن الجميع لديهم الإقرار بالنفوذ الإيراني في العراق وليس في كل العراق ولكن الأمر مختلف في سوريا، فمعركة النفوذ الإيراني فيها ستكون قاسية جدا وصعبة على الإيرانيين في ظروف أعتقد أنها تغيرت كثيرا، وسيترحمون على أيام إدارة أوباما لأنه كان معجبا جدا بالثقافة الإيرانية وتغزل بإيران، واليوم الرئيس الأميركي الجديد ليس لديه كل هذه المشاعر تجاه إيران ثقافة وتاريخا وحتى سياستها.
وتابع: "بخصوص مؤتمر أستانا يجب أن نكون صريحين، فالمعارضة السورية في وضع لا تملك فيه أن تقول لا لتركيا، لأن المعارضة السياسية والعسكرية في تركيا وطرق إمداداها ومساعداتها كذلك من تركيا، ولذلك فهي عمليا وإلى حد كبير مرتبطة بالاتفاق الذي ضمنته تركيا.
ومن جهة أخرى، بقاء النظام واستمراره كان وما زال يعتمد على الدعم الروسي والغطاء الروسي الجوي وما قدمته موسكو من مساعدات، ونحن اليوم أمام معادلة، إذا اتفقت الأطراف الراعية للصراع وليس الحل على حل هذا الصراع في سوريا فستكون خطوة كبيرة باتجاه الحل".
ورجّح قبلان أن تكون هناك عقبات أساسية، خاصة الطرف الإيراني، وإذا تم الضغط عليه باتجاه قبول حل سياسي فسيقبل هذا التوجه، أما الأطراف التي ستحضر المؤتمر فقد شاهدنا اعتراضا إيرانيا شديدا على دعوة روسيا لدول عربية في الحضور، لأنها لا تريد حضور العرب ولهذا السبب عليهم أن يسعوا لأن يحضروا لأنه من لم يحضر لن يكون له تأثير ولن يكون له قول، وحضورهم دعم للمعارضة وغيابهم خذلان لها.
وطالما هناك دعوة روسية لانخراط العرب في العملية السياسية فأدعو العرب للمساهمة والانخراط في هذه العملية، وألا يفعلوا كما فعلوا في العراق وتخلوا عنه لإيران.
وستحضر المعارضة في المؤتمر، وهناك اجتماع خبراء روس وأتراك في التاسع والعاشر من الشهر الجاري للاتفاق على بعض الأمور التفصيلية المتعلقة بالمفاوضات والأطراف المشاركة والجهات التي ستتم دعوتها، وفي الأيام القادمة ستبدأ الصورة تتضح أكثر.
وستحضر فصائل المعارضة الموجودة على الأرض والتي وقعت على الاتفاق، أما حضور هيئة التفاوض فهناك بعض الغموض، وأعتقد أن الروس يريدون حضور من فاوض في أنقرة على الاتفاق أي الفصائل الـ13.
وأشار إلى أن "هناك محاولة روسية لاستبعاد الواجهة السياسية للمعارضة، وهذا سيكون صعبا لأسباب عديدة، منها أن هناك قرارات مجلس الأمن في هذا الخصوص، ولا ننسى أن الائتلاف السياسي يحظى بشرعية دول عديدة، وأعتقد أنه من الصعب تجاوز الواجهة السياسية، وحتى لو تم ذلك فالتنسيق سيكون كبيرا بين الفصائل على الأرض وهيئة التفاوض".
من جهته، قال الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عماد قدورة، إنه بخصوص حضور هيئة التفاوض في المؤتمر فالمخرج سيكون من تركيا من أن المؤتمر سيكون مجرد تمهيد وإجراءات بناء ثقة لتهيئة الأجواء للتفاوض فقط، وبالتالي ستحضر الفصائل الموقعة على الاتفاق.
وفي مرحلة لاحقة تحضر الواجهة السياسية للمعارضة، خاصة أن قرار مجلس الأمن الذي أقر الاتفاق أكد على المفاوضات بمرجعية جنيف بمعنى إعادة المفاوضات إلى مسارها الأول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!