ترك برس
يعمل الجيش التركي بالتعاون مع الجيش السوري الحر على تحرير منطقة تلو الأخرى من تنظيم داعش في شمال سوريا منذ إطلاق عملية درع الفرات في 24 آب/ أغسطس 2016. وقد أعلنت القوات المسلحة التركية يوم الجمعة في بيان مكتوب الانتصار في مدينة الباب على إرهابيي تنظيم داعش، بعد عمليات استمرت حوالي أربعة أشهر.
وبعد تحرير مدن جرابلس ودابق والباب، تحوّل أنقرة أنظارها إلى منبج التي يسيطر عليها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، والرقة العاصمة المزعومة لداعش في سوريا. وكما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدرم سابقًا، فإن الجيش السوري الحر سيتقدم إلى منبج والرقة لتطهيرها من الإرهابيين.
وفي وقت سابق من شهر شباط/ فبراير الجاري قال أردوغان: “إن هدف العملية في الباب يكاد يتحقق قبل أن نتقدم إلى الرقة ومنبج.. وهدفنا النهائي هو تطهير المنطقة من داعش”. وفي هذه الأثناء، أعلن الجيش التركي أمس قتل جنديين تركيين أثناء مشاركتهما في عملية تطهير منطقة جنوب شرقي مدينة الباب من الألغام والعبوات الناسفة.
وذكرت القوات المسلحة التركية في بيانها أن الجنديين قُتِلا أثناء إزالتهما الألغام عند تقاطع شوارع قرب بلدة تادف الواقعة جنوب شرقي الباب. وأضافت أن ثلاث جنود آخرين أصيبوا بجروح، ونُقِلوا فورًا إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج. وفي تعليق له على الحادثة، قال رئيس الوزراء التركي إن القوات التركية تنفذ بحرص عمليات لإزالة الألغام والعبوات الناسفة من المدينة، آسفًا على حدوث مثل هذه الحوادث.
وفي خطاب سابق يوم أمس، قال يلدرم إن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تقاتل داعش فعليًا في سوريا، كما تقاتل منظمات إرهابية أخرى كذلك. وفي حديث له باحتفالية المشاريع البيئية في أنقرة، قال يلدرم إن العالم كان يتظاهر بقتال تنظيم داعش، في حين أن تركيا كانت تقوم بالقتال الحقيقي، مضيفًا: “اذكروا لي دولة في العالم تقاتل ثلاث منظمات إرهابية في الوقت نفسه”.
وزار رئيس هيئة الأركان التركي خلوصي أكار مقرات الجيش في ولاية كيليس قرب الحدود التركية السورية حيث تتم إدارة عملية درع الفرات. وتلقى أكار معلومات من الضباط حول الأوضاع الأخيرة في مدينة الباب وعملية تطهير الأراضي من الألغام والمتفجرات. ووفقًا لبيان للقوات المسلحة التركية، فإن منطقة مساحتها 2.225 كيلومتر مربع تم تحريرها وهي الآن تحت سيطرة الجيش السوري الحر.
وأطلقت تركيا عملية درع الفرات في 24 آب/ أغسطس، معلنة أنها تُمارس حقها في الدفاع عن نفسها الذي تضمنه المادة الحادية والخمسين من ميثاق الأمم المتحدة. وقال مجلس الأمن القومي في بيان له إن أهداف العملية هي الحفاظ على أمن الحدود التركية السورية وتطهيرها من تنظيم داعش. وبدأت العملية في الصيف الماضي، وتعتمد بشكل أساسي على مقاتلي الجيش السوري الحر مدعومين بالمدفعية والطائرات التركية.
وتمكن الجيش السوري الحر والقوات التركية حتى الآن من تطهير بعض المناطق الرئيسية لتنظيم داعش، وتشمل دابق وجرابلس والباب، ويُرجح أن تستمر العملية بتطهير مدن منبج وعفرين من قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
مقتل مدنيين ومقاتلين من الجيش الحر بسيارة مفخخة في الباب
قُتِل على الأقل 60 شخصًا، بينهم مقاتلون من الجيش السوري الحر، وجُرِح العشرات بعد انفجار سيارة مفخخة في شمالي مدينة الباب السورية، حسبما أفادت تقارير إعلامية يوم الجمعة. ونُقِل المصابون في التفجير إلى نقطة الإخلاء على الحدود التركية مع ولاية كيليس حيث كانت تنتظرهم سيارات الإسعاف التركية لنقلهم إلى المستشفيات القريبة. ووصل 42 مصابًا إلى مستشفى كيليس الحكومي لتلقي العلاج، في حين أرسل آخرون إلى الولايات المجاورة مثل غازي عنتاب.
وتمكن الجيش السوري الحر مدعومًا بالقوات التركية من تطهير مدينة الباب من تنظيم داعش، آخر مدينة رئيسية يسيطر عليها التنظيم في شمال غرب سوريا، إلى جانب بلدتي قباسين والبيزة المجاورتين، بعد أسابيع من قتال الشوارع. وضربت السيارة المفخخة المكاتب العسكرية والأمنية في سوسيان، الواقعة خلف خطوط المعارضة بحوالي 8 كيلومتر شمال غرب مدينة الباب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي وقت لاحق من اليوم النفسه، قال نشطاء سوريون إن سيارة مفخخة أخرى انفجرت قرب مدينة الباب، وأسفرت عن قتل 8 أشخاص على الأقل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!