ترك برس
انتقد وزير الخارجية الإيراني تصريحات المسؤولين الأتراك ضد بلاده مؤخرًا، ووصف تركيا بأنها جارة ضعيفة وتنكر الجميل، وأن حكومة طهران تُشفق على نظيرتها في أنقرة.
وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية، انتقد ظريف خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "إيران"، ما وصفها بـ"المواقف اللامسؤولة للحكومة التركية في الآونة الأخيرة".
وقال ظريف: "أنظروا إلى تركيا، فهي إلى أي مستوى وصلت؟ هذا في حين أننا نشفق على حكومة هذا البلد، ويبدو أن ذاكرة أصدقائنا ضعيفة، حيث يتّهمون الجمهورية الإسلامية بالطائفية وكأنهم تناسوا موقفنا في ليلة حدوث الانقلاب العسكري الأخير وكيف أننا بقينا نتابع الأوضاع حتى الصباح رغم أنها ليست حكومة شيعية. إن ذاكرتهم ضعيفة وينكرون الجميل الذي قدمه لهم من يؤازرهم ويتعامل معهم بمودة".
وأضاف: "الكل يعلم بأن سياستنا الخارجية فاعلة ومصيرية في المنطقة، في حين أن الأطراف التي فشلت سياساتها في هذه المنطقة يثيرون ضوضاء على أمل توجيه السياسة التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ فيا ترى من هؤلاء الفاشلون؟".
وتابع: "لا شك في أنهم من قدم الدعم لداعش والنصرة، فالجميع يعلم بأن الأوضاع الراهنة في منطقتنا بغاية الخطورة وسياساتهم هي السبب في ذلك؛ والذي حدث اليوم أنهم وجدوا الفرصة مؤاتية وزعموا ما زعموا".
وحول تصريحات المسؤولين السعوديين والأتراك المناهضة لإيران في مؤتمر ميونخ للأمن، قال ظريف: "هذه البلدان المؤثرة على الساحة قد باءت مساعيها بالفشل، فهي بلدان لها تأثيرها لكن سياساتها وصلت إلى نفق مظلم".
وأردف: "في أحد اللقاءات التي أجريت معي سابقاً قلت إن التحالف الدولي ضد داعش هو تحالف التوابين، ولكنني اليوم أؤكد لكم بأنه تحالف الفاشلين؛ فجميع الأطراف التي فشلت في منطقتنا قد بادرت إلى تشكيل تحالف ولا يتوقفون عن التصريحات المتتالية، وأعتقد أنه ليس من الحري بنا إعارة أهمية لها، فلو كانت أوضاعهم رصينة لانتهجوا سلوكاً آخر".
ومضى يقول: "هذه البلدان مقارنة مع الجمهورية الإسلامية تعتبر ضعيفة، ولكن الأمر الذي جعل بعض المحللين يتصورون أننا سنواجه مصاعب مستقبلاً هو تقارن هذه المواقف اللامسؤولة لهذه البلدان مع مواقف دونالد ترامب بشكل يزيد من احتمال تناغم أفكار الطرفين".
واعتبر أن "بعض الحكومات المؤثرة في منطقتنا تشعر بالفشل، لذلك يحاول ساستها التملص من الاتهامات التي وجهت لهم جراء هذا الفشل، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك ويكيلون التهم للمنافس الذي هزمهم؛ وهذه التصرفات سيئة ولكنها طبيعية... ونحن لم نكن نتوقع من بلدان الجوار هكذا تصرفات ومن المؤكد أنها ستتضرر مثلما عجزت حتى الآن عن تحقيق أية نتيجة تعود عليها بالمنفعة".
وفي السياق ذاته، نشرته وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية كاريكاتيرًا عن تصريحات ظريف، وتظهر إيران وهي تنقذ تركيا من الانقلاب الذي شهدته منتصف يوليو/تموز الماضي.
وتشهد العلاقات التركية الإيرانية في الآونة الأخيرة توترًا كبيرًا بدأ على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، ضد ممارسات إيران في المنطقة وخاصة العراق وسوريا.
وقال أردوغان في كلمة له بمعهد السلام الدولي في البحرين: "إن منطقتنا الجغرافية تمثل قدرًا مشتركًا. كما فيها ماضينا ومستقبلنا المشترك. وليس هناك أي ضمانة لأن لا يصيبنا مستقبلًا ما يصيب إخوتنا في سوريا والعراق وليبيا اليوم، لذلك يجب علينا التحرك عاجلًا وليس أجلًا".
كما وجه أردوغان العبارات التحذيرية التالية في سياق كلمته مؤكداً فيها على رفضه لتوجهات البعض لتقسيم سوريا والعراق. وضرورة التصدي للقومية الفارسية في العراق وسوريا. وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الظلم الحاصل هناك.
أمّا جاويش أوغلو، فقال في كلمة له على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ الألمانية، إن الدور الإيراني في المنطقة يزعزع الاستقرار، خاصة وأن طهران تسعى لنشر التشيّع في سوريا والعراق.
ودعا جاويش أوغلو طهران لإنهاء الممارسات التي من شأنها زعزعة استقرار وأمن المنطقة، وهو ما وصفه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بـ"التصريحات غير البنّاءة".
وعلى خلفية ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن لصبر إيران حدود إزاء "المهاترات التركية"، مبينًا أن تركيا تعتبر واحدة من الدول المجاورة المهمة، وأن إيران قدمت الكثير من المساعدة لها بعد الإنقلاب العسكري الأخير، وفقًا لوكالة "تسنيم" الرسمية للأنباء.
واعتبر قاسمي أن "الأوضاع غير المستقرة في تركيا تسببت بنشوء سلوك غير طبيعي لدى مسؤوليها، وان هذا السلوك ناتج غالباً عن الغضب من الوقوع في مأزق ما، بسبب المشاكل الداخلية والخارجية التي تعاني منها هذه الدولة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!