ترك برس
رأى خبراء ومحللون أن محافظة "كركوك" العراقية ذات الغالبية التركمانية، تمثل مركز اهتمام المجتمع التركي ومتابعتِه لملف انفصال إقليم شمال العراق، وقد صدرت مؤخرًا العديد من التصريحات السياسية المطالبة بحماية التركمان.
شبكة الجزيرة القطرية، أشارت في تقرير لها إلى أن استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق عزز الشعور القومي التركي، مثيرا المخاوف من قيام كيان كردي في جنوب البلاد.
وتشهد المدن التركية خصوصا إسطنبول والعاصمة أنقرة مظاهرات شعبية تطالب الحكومة بحماية التركمان في كركوك، والحيلولة دون وضع مصيرهم بيد القيادة الكردية التي ستدير الإقليم إذا تم الانفصال.
ويرى الكاتب التركي أحمد فارول أن انفصال إقليم كردستان العراق "يعني للأتراك تحفيز مساعي انفصال الأكراد في بلدِهم، الأمر الذي يرفضه الأتراك بالمجمل وإن اختلفوا في التفاصيل".
ووفقا لفارول، فإن قضية كركوك التي يقيم فيها تركمان العراق والتي شملها الاستفتاء "تمثل مركز اهتمام المجتمع التركي لارتباطها بالإنسان إضافة إلى الأرض" مضيفا أن قضية كركوك زادت من اهتمام الشارع التركي ومتابعتِه لملف الانفصال.
من جهة أخرى، وصف الباحث ماجد عزام، ما تشهده أروقة الأحزاب التركية تجاه ملف انفصال إقليم شمال العراق بـ"الجدل والسجال الديمقراطي المستند إلى الاستفادة من الأخطاء والمواقف والفرص".
وقال عزام إن حزب الشعب الجمهوري "تصرف كحزب يقود المعارضة فوجه النقد للحكومة من مدخل علاقاتها السابقة مع أربيل، دون أن يستبعد احتمالية سعي الحزب للضغط على حكومة العدالة والتنمية لدفعها إلى ارتكاب أخطاء يستغلها في معارضته لها".
وفيما يتعلق بموقف حزب الحركة القومية، لفت إلى أن تقاربه مع حزب العدالة والتنمية استمر في ملف انفصال أربيل مؤكدا أن تبادل الانتقادات بين الحزبين لا يمنع تقاربهما المتواصل في القضايا الكبرى".
واستشهد الباحث بمحاولات تشكيل قوائم مشتركة من حزبي اليمين ويمين الوسط لخوض الانتخابات المرتقبة في العام 2019.
ورأى عزام أن قضية انفصال إقليم كردستان العراق كرست غياب حزب الشعوب الديمقراطي عن التأثير في مجريات الحياة العامة في تركيا منذ دعمه لانسحاب حزب العمال الكردستاني من عملية السلام في العام 2015.
ورأى أن الحزب نفسه لم يتحمس لمساعي الانفصال في شمال العراق لاعتبارات تتعلق بالمناكفات مع قيادة مسعود البارزاني، معبرا عن قناعته بأن حزب العدالة والتنمية الذي يضم نوابا أكرادا أكثر من حزب الشعوب نفسه يضع كل تلك المعطيات نصب عينيه في تعاطيه مع ملف انفصال الإقليم العراقي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!