ترك برس
رأت صحيفة "العربي الجديد"، أن البعض يعتقد أن القنوات العربية أول أو أكثر من يَعرض الدراما التركية، لكن الحقائق تقول إن المنطقة العربية، هي من أقل الأسواق، شراء وعرضاً للدراما التركية.
واعتبرت الصحيفة أن اهتمام الحكومة التركية بصناعة الدراما والسينما، لا يهدف فقط إلى جني الأرباح، إذ ثمة إجماع على أن الدراما التركية لها دور مهم، بزيادة عدد السياح الذين تطمح تركيا لوصولهم لـ 50 مليوناً خلال مئوية تأسيس الدولة.
وقالت إن للدراما التركية دور أيضاً لتسويق البضائع، من مفروشات وسيارات وألبسة، بل وكل ما يتم التركيز عليه في صناعة الدراما والسينما التركية.
بل ثمة من يذهب إلى أبعد من ذلك، فيرى في الإنتاج المرئي التركي، تسويقاً لتجربة العدالة والتنمية، بالإبقاء على الحريات وعدم عبث "الحكومة الإسلامية " بدستور الدولة العلماني.
ويرى أنصار هذا الرأي، أن تركيا تستخدم الدراما خاصة، كأداة لتسويق تجربتها السياسية، والتي ربما لن تقف عند حد "قاطرة الدول الإسلامية"، بحسب الصحيفة.
دبلجة الدراما التركية يعود الفضل فيها إلى دور المترجم السوري الراحل، عبد القادر عبد اللي، الذي كان أول من نقل الدراما التركية إلى العربية انطلاقاً من مسلسل "نور" وأتبعه بعشرة أعمال أخرى.
وكذا شركات الدوبلاج السورية، والتي كانت أول وأكثر من سوّق الدراما التركية بالمنطقة العربية، لتحتل مساحة واسعة في العرض التلفزيوني، وخاصة بمنطقة الخليج العربي.
بيد أن من المغالطات بهذا الصدد، أن البعض يعتقد أن التلفزات العربية أول، أو أكثر من يعرض الدراما التركية، إذ تقول الحقائق، أن المنطقة العربية، هي من أقل الأسواق، شراء وعرضاً للدراما التركية.
وخاصة بعد أن أرخت السياسة بظلالها على الفن، ومقاطعة تلفزيون "ام بي سي" الذي احتكر لفترة، قبل أن يدخل تلفزيون أبوظبي، على خط الدراما التركية، ليصاب بعدوى سابقه، وتظهر إملاءات السياسة على أدائه وانتقائه وما يعرض.
وليس صحيحاً ما يقال عن اكتساح الدراما التركية للقنوات العربية، إذ الحقائق تقول، إن التلفزات العربية جاءت كآخر عارض ومشترٍ للدراما التركية، حيث بدأت عام 2006 عبر شركة "ساما" السورية، ومن ثم تمخضت عنها شركة "الفردوس" قبل أن يدخل كثيرون، كشركات على العمل في الدوبلاج.
لذا لا يمكن نسب النجاح بانتشار الدراما التركية خارج المنطقة العربية، للدبلجة أو للعرض العربي، إلا أن اللهجة السورية، وخاصة بعد انتشار ونجاح الدراما السورية عام 2003، أعطت ربما نكهة، وكان لها دورٌ في انتشار الدراما التركية في العالم العربي.
وتُشير شركة "الأبحاث والتحليلات"، إلى أن الدراما التركية تواصل الحفاظ على جماهيرها، من مئات آلاف المشاهدين حول العالم، وقد سجلت أعلى التقييمات في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط. وهي اليوم تحقق أرقاماً قياسيةً جديدة في أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية وجنوب أفريقيا وآسيا.
وتركز فيما تركز، على ارتفاع عائدات الدراما وحلم وصولها إلى ملياري دولار عام 2023. وتلمّح بأحسن الظروف، للتحدي والهدف، بأن تصل الدراما التركية لمناطق تتحدث باللغة الإنكليزية، بعد أن تمكنت من مناطق اللغة العربية والإيرانية وحتى الهندية والصينية، وغزت بنجاح، دول أميركا اللاتينية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!