ترك برس
مجاهد الصوابي - خاص ترك برس
* الصهاينة هم دواعش اليهود والقدس أيقونة وحدة الأمة.
* تركيا تقرر العودة لاستراتجيتها السياسية صفر مشاكل بعد فشل الربيع العربي.
* تركيا دورها ريادي في الدفاع عن القدس ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.
* الإخوان دورهم انتهى، بعدما ضيعوا رئاسة دولة استغرقتهم قرناً للوصول إليها.
إسطنبول - أكد الإعلامي اللبناني ذو الأصول الفلسطينية نزيه الأحدب، أن الدور التركي في دعم القضية الفلسطينية يتفوق على ما سواه منذ واقعة دافوس وحتى اليوم، وأن تركيا تعيد ضبط سياستها الخارجية وفق استراتجيتها الأصيلة المعروفة بصفر مشاكل بعد الربيع العربي وما كاد ينجم عنه بوصول تركيا إلى صفر جيران.
وقال الأحدب في حوار اختص به "ترك برس" إن عامًا مرّ على برنامجه "فوق السلطة" بنجاح باهر، وأنه أضاف لوناً من البرامج التي كانت الجزيرة بحاجة إليها واجتذب ملايين المشاهدين حيث أنه برنامج سياسي ناقد بامتياز وليس مجرد برنامج ساخر لإضحاك الجماهير.
كما أكد أن جماعة الإخوان استغرقوا قرابة 100 سنة للوصول إلى الرئاسة، ولكنها ضاعت منهم ولا يمكن انتظار 100 سنة اخرى لإعادة المحاولة. كما تناول في هذا الحوار العديد من القضايا الأخرى.
"برنامجي ناقدٌ وليس ساخرًا"
- هل يصنف برنامجك ضمن برامج الإعلام الساخر الذي يمارس الكوميديا السوداء؟
برنامجي ليس برنامجا ساخراً ولكنه برنامج سياسي ناقد لما أراه في المناخ السياسي العربي والدولي ككل؛ حتى أنني انتقد بعض ممارسات الجزيرة أو أخطاء بعض الزملاء على الهواء سواء في الجزيرة أو في غيرها مثلما حدث عندما ترك أحد الزملاء هاتفه مفتوحا وهو يقدم برنامجه على الهواء وتلقى اتصالاً غير متوقع!!
- هل ينزعج الزملاء من انتقاداتكم لما تراه من خطأ مهني على الهواء بالجزيرة؟
من الطبيعي أن الانتقادات كلما كانت من خارج المؤسسة الإعلامية تكون أفضل كثيرا وأكثر تأثيرا من أن تأتي من الداخل.
"تركيا الداعم الأكبر للقدس"
- بوصفك لبنانيًا من أصول فلسطينية، كيف ترى الدعم التركي للقضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس الشريف؟
لا يخفى على كل ذي عين باصرة أن تركيا تعد أكثر دول العالم الإسلامي مناصرة للقضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف، وقد لمس القاصي والداني ذلك، ولا أريد أن أظهر كمن يمدح تركيا نفاقا أو تملقاً ولكن أقول ما سبق لأن تركيا دورها واضح في مناصرة القضية الفلسطينية؛ رغم أن هناك بعض المآخذ على تركيا فيما يتعلق بعلاقتها مع إسرائيل لا سيما إذا ما أردنا التعامل مع القضية الفلسطينية بمثالية فيجب ألا تكون هناك أية علاقات مع إسرائيل.
ولكننا نعلم أن تركيا ورثت هذه العلاقات مع إسرائيل من الحكومات السابقة كما قد تضاعف حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى 4 أضعاف ما كان عليه في الآونة الأخيرة وإن كان ذلك عائد لطفرة النمو الاقتصادي والصناعي في تركيا، ولكن رغم ذلك تجد أن تركيا سخرت كافة جوانب علاقاتها مع إسرائيل لمناصرة الحق الفلسطيني بدءًا من موقفها في دافوس منذ الوقفة الرئاسية التي قام بها أردوغان ضد بيريز آنذاك، والذي كان موقفًا مبدئيًا وليس استعراضيًا مرورًا بسفينة مرمرة لفك الحصار عن غزة فضلا عن القرارات الأخيرة خلال القمة الإسلامية التي ترأستها تركيا أردوغان.
"دور الإخوان انتهى"
- كما تعلم أن ثورات الربيع العربي كان الحصان الأسود بها جماعة الإخوان المسلمين كيف ترى ما آلت إليه اليوم، وبماذا تنصحهم؟
مبدئياً أنا لست مسيساً ولا أنتمي إلى أي حزب أو جماعة ولكنني اقتربت من حركة حماس في بداياتها كصحفي أتابع أخبارهم لا سيما في مرج الزهور في العام 1993، وتعرفت بهم عن قرب لا سيما المرحوم عبد العزيز الرنتيسي، ثم تطورت علاقتي بهم كصحفي إلى أن عملت بعض الوقت معهم في قناة القدس وهؤلاء من شباب مدرسة الإخوان ولكنهم تفوقوا على أساتذتهم في مصر وغيرها.
وأنا أدعو الإخوان المسلمين إلى أن يحلوا نفسهم إذ لم يعد هناك دور يمكن أن يلعبوه في المستقبل، فالإخوان في مصر قد انتظروا قرابة 100 سنة منذ 1923 حتى اليوم لكي يصلوا لرئاسة دولة وبالفعل وصلوا لكنهم أضاعوها، فهل ينتظرون 100 سنة أخرى لعمل شيء؟!!
أدعوهم ليتعلموا الدرس من أبنائهم في حركة حماس، ويتعلموا منهم كيف يعملون، وأن يبقوا على الجماعة كمكتبة تراثية تحمل رصيدا كبيرا من المؤلفات والكتب التوجيهية، وأن يتحولوا إلى أحزاب أخرى تحاكي في عملها شباب حركة حماس وكفى عليهم ذلك فلربما ينتظرون ما يقول عليه البعض الاستبدال في المستقبل بعدما ضاع من أيديهم الربيع العربي مهما كان السبب.
"أرفض استضافة إسرائيليين بقنواتنا العربية"
- في معرض حديثنا عن مواجهة التطبيع الإعلامي مع الصهاينة كيف ترى استضافة إسرائيليين على شاشة الجزيرة؟
بالنسبة لي انتقدت في إحدى الحلقات استضافة الجزيرة لإسرائيليين، وقلت إن ذلك أمر يرفضه كثير من المشاهدين. وانتهى دوري عند هذا الحد، فأنا نزيه الأحدب ضد التطبيع بكل أشكاله، فأنا لا أقابل إسرائيليين ولم ألتقِ أحدًا منهم من مسافة الصفر وأدعو كافة القنوات العربية وليس الجزيرة فقط إلى إحياء مقاطعة إسرائيل في كافة المجالات وعلى رأسها الإعلام.
- ما رأيكم بعمل قائمة سوداء للإعلاميين المطبعين الذين باعوا ضمائرهم للصهاينة؟
أنا لست مع مثل هذه الممارسات ولا أحب العمل بهذه الطريقة فيجب علينا العمل على غلق كافة الثغرات التي ينفذ منها الصهاينة إلى إعلامنا أيا كانت، هذا أفضل من قوائم سوداء وقوائم بيضاء لا تفيد.
- فكرة استضافة إسرائيليين في برامج حوارية بالفضائيات العربية كيف تراها؟
أنا مع أن تكون هناك اوعية سياسية جديدة يطرح فيها هذا الأمر ويتم مناقشته باستفاضة من قبل متخصصين ومسؤولين وأصحاب قرار. هل استضافة إسرائيليين على القنوات التلفزيونية العربية تدعم قضيتنا الفلسطينية أم تضُر بها وتجعل ظهور الصهاينة أمراً مقبولا يألفه الناس وبالتالي يخرج الإسرائيليين من دائرة العدو.
"الشعب المصري لا يصدق إعلامييه المطبعين"
- ما تقييمكم لحالة الإعلام المصري الذي ينحاز للصهاينة ويشيطن الفلسطينيين ويروج للخيانة في قضية الأمة الأساسية، قضية القدس؟
أولا لن يصدق الشعب المصري كذب هؤلاء الإعلاميين عليهم وتزييفهم الحقائق، ولن ينفعهم ذلك ولكن سيزيد من شعبية المقاومة، إذ أن كلام هؤلاء ليس له شعبية تؤيده ويكفي هؤلاء أن نواجه تطبيعهم وعمالتهم لخدمة الأهداف الصهيونية من خلال فضح ممارساتهم من خلال الإعلام البديل، فمصر بلد مليوني وإسرائيل تسعى طيلة عقود من محاولات فرض التطبيع ولم ينجحوا في اختراق جدار الشعب المصري الذي ظل رافضا للتطبيع.
"القدس توحدنا"
- هل تعتقد أن تطورات الوضع حول القدس كافية لتوحيد أمتنا العربية والإسلامية؟
بالتأكيد هذه التطورات كافية لتوحيد الأمة وإفاقة الغافل بعد أن قرر ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتهم إلى القدس واعتبارها عاصمة للاسرائيليين، فإذا لم توحدنا القدس، ما الذي يوحدنا؟! فأنا نزيه الأحدب فلسطيني من صفد وسأعود إليها إن شاء الله على طريق القدس، طبعا القدس توحدنا.
- ماذا يعني وصفكم في الندوة لإسرائيل بأنها داعش اليهودية؟ وهل تقصد أن نموذج داعش بمثابة إرهاب لا دين له؟
أعني أن الإرهاب لا دين له فالصهاينة باسم الدين اليهودي يمارسون الإرهاب والقتل والعدوان بينما اليهودية بريئة من تلك الممارسات الداعشية تلك كما أن الإسلام بريء من ممارسات الدواعش.
فنحن كمسلمين ليست لدينا مشكلة مع الدين اليهودي فهو دين سماوي، ولكن مشكلتنا مع الصهاينة الذين يحتلون بلادنا ويمارسون كافة أشكال الإرهاب ضدنا من قتل ونهب وتدمير وتعتدي على مقدساتنا باسم اليهودية، فهم بحق داعش في لباس يهودي.
- إذا كان برنامجكم سياسي ناقد، فما هو مستقبل الإعلام الساخر أو الناقد بشكل عام في عالمنا العربي؟
النقد هي وظيفة رئيسية للإعلام، لأنه يراقب عمل السلطات وهذا النقد قد يتخذ قوالب مختلفة بعضها ساخر وبعضها جاد، فهو أشبه بالكوميديا السوداء وهي أن تقدم المعلومة الحقيقية لكن على شكل كاريكاتير، إضافة إلى بعض التعليقات التي قد تكون ساخرة وليس الهدف منها الإضحاك بقدر أنها انتقاد لوضع ما أو قرار ما أو سياسة ما وهكذا.
فالإعلام الناقد يقدم جرعة الأخبار بصورة مختلفة ويستهدف تحديدا شرائح من المجتمع لم تألف تلقي الأخبار بطابعها الجاد ولكن الإعلام الساخر يوصل للمشاهد نفس المعلومة التي يتلقاها من متابعة البرامج السياسية الجادة، وجمهوره غالباً من جيل الشباب، وكل ما أفعله أنني أوفر للمشاهد كافة المعلومات والحقائق وهو يخلطهم ببعضهم ويختار قناعاته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!