ترك برس
تناول تقرير لصحيفة العربي الجديد الإجراءات التي تتخذها السلطات التركية من أجل ضمان دمج الأطفال السوريين في المدارس جنبًا إلى جنب مع الأطفال الأتراك.
وتنقل الصحيفة عن المدرسة السورية منار عبود، إشارتها إلى تزايد الخدمات التي تقدّمها الحكومة التركية للتلاميذ السوريين على أراضيها، بهدف استمرار الدمج ومنع تسرب التلاميذ من المدارس.
وتقول عبود إن وزارة التعليم عبر الهلال الأحمر التركي، تمنح راتباً شهرياً للطفل الذكر قيمته 350 ليرة تركية (نحو 60 دولاراً)، و400 ليرة (نحو 69 دولاراً) للفتاة خلال العام الدراسي، فضلاً عن تقديم الكتب والقرطاسية مجاناً.
وحول مجانية النقل إلى المدارس، تشير عبود التي تعلّم في مدرسة "يافوز سليم أورطا" إلى أنها مجانية في إسطنبول وولايات أخرى منذ عامين. إلا أن خطة الحكومة التركية هي تعميمها العام المقبل على بقية الولايات التركية.
وتكشف مصادر إعلامية تركية أن وزارة التعليم تخطط لتوفير خدمة النقل المجاني إلى المدارس التركية لثمانية آلاف تلميذ وتلميذة معظمهم من السوريين في ست ولايات تركية بهدف تسهيل وصول الآلاف إلى مدارسهم.
قريباً، يفترض أن توفر مديرية التعليم مدى الحياة التابعة لوزارة التعليم التركية، بالاشتراك مع منظمة الهجرة الدولية، خدمة النقل المجاني لنحو 8 آلاف تلميذ آخرين في كل من ولاية أضنة، وصقاريا، ويلوفا، وباطمان، وسيرت، وأنطاليا، مع بداية العام الدراسي الجديد.
وينتظر أن يستفيد 6 آلاف تلميذ وتلميذة من السوريين من خدمة المواصلات المجانية على مدار العامين المقبلين، وسيشمل البرنامج مراكز التعليم الخاصة بالسوريين إضافة إلى ألفي تركي.
وتبيّن المدرسة السورية عبود أن وزارة التعليم التركية أطلقت أخيراً برنامج مدارس صيفية لـ 40 ألف تلميذ سوري وتركي منقطعين عن التعليم، وسيركز البرنامج المدعوم من الاتحاد الأوروبي، هذا الصيف، على تأهيل التلاميذ السوريين للمرحلة الابتدائية، وسيساعدهم على التآلف مع أقرانهم الأتراك.
تضيف عبود أن البرنامج يستوعب هذا الصيف 20 ألف تلميذ سوري و20 ألف تلميذ تركي في 26 ولاية تركية فقط. ويستهدف الأطفال السوريين والأتراك الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و6 سنوات والذين لم يذهبوا مطلقاً إلى المدرسة.
وتشير إلى أن المدارس الصيفية فرصة مهمة لأطفالنا الذين لم يسبق لهم الالتحاق بالمدرسة، خصوصاً أنه يعتمد الأساليب التعليمية الحديثة، أي التعليم باللعب، الذي سيركز على تحسين المهارات اللغوية للأطفال، إضافة إلى دعمهم نفسياً من خلال مدرسين سوريين وأتراك.
بدوره، يقول المتخصص في شؤون التعليم واللاجئين السوريين، أحمد نبهان، إن مجانية النقل التي ستعمم على الولايات التركية العام المقبل، هي جزء مما تقدمه تركيا للتلاميذ السوريين، لكنها خطوة مهمة لأنها ستخفف العبء المالي عن الأسر السورية، وتؤمن الحماية من حوادث الطرقات وتحمي التلاميذ من حوادث الاستغلال والخطف.
ويكشف نبهان أن نحو 40 في المائة من السوريين في تركيا في عمر التعليم لم يلتحقوا بالمدارس بعد. لذلك، أدخلت تركيا هذا العام مشروع التعليم المكثف، وهو بحسب المتخصص نبهان نظام تعليمي خاص بالأطفال المدرجين تحت بند الحماية المؤقتة وغير المدرجين في التعليم النظامي، وله منهاج خاص ومكثف: المرحلة الأولى (A) تشمل تعليم اللغة التركية في مستويين (A1 – A2)، إضافة إلى التعليم الإبتدائي (الصف الأول والثاني)، والمدة أربعة أشهر.
المرحلة الثانية ثلاثة أقسام: (B-C-D). القسم الأول (B): يشمل التعليم الإبتدائي (الصف الثالث والرابع) ومدته أربعة أشهر، والقسم الثاني (C) يشمل التعليم الإعدادي (الصف الخامس والسادس) ومدته أربعة أشهر، والقسم الثالث (D) ويشمل التعليم الإعدادي (الصف السابع والثامن) ومدته أربعة أشهر.
هنا يكون التلميذ مؤهلاً للدخول ضمن التعليم النظامي لأن نسبة التلاميذ المتسربين وغير النظاميين في تركيا تصل إلى 40 في المائة من النسبة الكلية، الأمر الذي استدعى إقامة هذا المشروع.
وبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم التركية، فإن نحو 18 مليون تلميذ يتلقون التعليم في مدارس في 81 ولاية تركية في العام الدراسي 2018-2019، ويبلغ عدد السوريين منهم 78 ألفاً و357، في مقابل 8 آلاف و797 في مراكز التعليم السورية المؤقتة.
وتسعى تركيا إلى دمج التلاميذ السوريين في مدارسها، وقد بدأ تطبيق هذه الخطة عبر دائرة "تعليم مدى الحياة" المسؤولة عن مراحل التعليم ما قبل الجامعي في وزارة التربية والتعليم التركية، وذلك منذ بداية العام الدراسي 2016 ــ 2017.
وكانت البداية مع دمج تلاميذ الصفين الأول والخامس السوريّين داخل المدارس التركية بالتزامن مع نشر نحو 5500 مدرّس تركي داخل المدارس السورية المؤقتة لتقديم دروس اللغة التركية بصورة مكثفة ولكافة المراحل الصفية، بحصص بلغت 50 في المائة من نسبة الحصص الأسبوعية المخصصة للسوريين استعداداً لدمجهم مستقبلاً.
وفي العام التالي، دمجت الصفوف الثلاثة: الثاني والسادس والتاسع، لتتبعها في السنة الحالية صفوف الثالث والرابع والسابع والعاشر. وسيتم دمج الصف الثامن والحادي عشر في التعليم الوطني التركي العام المقبل، ليبقى تلاميذ البكالوريا فقط خارج الدمج.
وعمدت التربية التركية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 إلى توزيع نحو ثلث المدرسين السوريين على المدارس الشرعية التركية (الأئمة والخطباء) لتدريس التلاميذ مبادئ اللغة العربية، وثلث آخر وزع على عموم المدارس التركية للعمل موجهين تربويين للتلاميذ السوريين المدمجين داخلها، ليلتحق الثلث الأخير في المدارس التركية.
تجدر الإشارة إلى أنّ عدد المدرسين السوريين العاملين داخل المراكز المؤقتة بلغ في عموم الولايات التركية ما يقرب من 13400 من جميع التخصصات، وتقدّم لهم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) منحاً شهرية مقدارها 1603 ليرة تركية (نحو 300 دولار أميركي) بوصفهم متطوّعين لا موظفين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!