ترك برس
وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، بأنها "جريمة مؤلمة جداً، ولم يسبق حصول مثل هذه الجريمة في تاريخ المملكة، فمثل هذه الأمور ليست جزءاً من ثقافتنا، وتناقض قيمنا ومبادئنا".
وأضاف في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، "قد قمنا في المملكة بالإجراءات اللازمة، سواء من خلال المسار القضائي لمحاسبة كل المشاركين في هذه الجريمة، أو من خلال اتخاذ الإجراءات التنظيمية لمنع حصول مثل هذه الجريمة المؤسفة مستقبلاً".
وبيّن أن "هذه الإجراءات تنبع أولاً وأخيراً من حرصنا في المملكة على حياة كل مواطن سعودي أياً كانت مواقفه، وهي إجراءات لم ولن تتأثر بأي عوامل أخرى".
وتابع: "نحن دولة يسودها القانون ومن غير المقبول التعرض لحياة مواطن بهذا الشكل المؤلم تحت أي ظرف من الظروف، وبكل أسف المتهمون بارتكاب الجريمة هم موظفون حكوميون، ونسعى لتحقيق العدالة والمحاسبة بشكل كامل.
وعلى أي طرف يسعى لاستغلال القضية سياسياً، أن يتوقف عن ذلك ويقدم ما لديه من أدلة للمحكمة في المملكة بما يساهم في تحقيق العدالة".
وعن التصريحات التركية حول القضية، قال بن سلمان إن "جمال خاشقجي هو مواطن سعودي، ولا شك أن ما تعرض له أمر مؤلم ومؤسف، ولقد اتخذنا في المملكة الإجراءات كافة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، وتمت إحالة المتهمين إلى القضاء.
والقضاء في المملكة سلطة مستقلة ليس لأحد التدخل فيها، ونحن نواجه أي حدث بحزم ومن دون تردد، وباتخاذ الخطوات الكفيلة بتحقيق العدالة وإصلاح مكامن الخلل ومنع تكرار الأخطاء من دون أن نلتفت لأي مزاعم واتهامات من هنا أو هناك".
وأردف: "المملكة بوصفها حاضنة الحرمين الشريفين تسعى لأن تكون علاقاتها قوية مع كل الدول الإسلامية، بما فيها تركيا، وهذا أمر مهم لمصلحة المنطقة بشكل عام والعمل الإسلامي المشترك بشكل خاص.
ونحن في المملكة نعمل على خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وتحقيق أمن واستقرار وطننا ورخاء شعبنا، وليس الدخول في مناكفات تضر مصالح وطننا والعالم الإسلامي.
ونحن ماضون في تحقيق هذه الأهداف من دون التفات لما يصدر من البعض لأسبابهم الداخلية التي لا تخفى على أحد".
وقتل خاشقجي، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في قضية هزت الرأي العام الدولي.
وبعد 18 يوما من الإنكار والتفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتله داخل القنصلية، إثر "شجار" مع أشخاص سعوديين، وأوقفت 18 مواطنا ضمن التحقيقات، دون كشف المسؤولين عن الجريمة أو مكان الجثة.
وقبل يومين، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده تفصل حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عن علاقاتها الثنائية مع الرياض.
جاء ذلك خلال استضافته الجمعة، في اجتماع محرري وكالة الأناضول بالعاصمة التركية أنقرة، حيث أكّد أنه "لا توجد لدينا مشكلة في علاقاتنا الثنائية مع السعودية".
وأردف أن "مبادرة الرئيس أردوغان بمهاتفة الملك سلمان في عيد الفطر مؤشر على عدم وجود أي مشاكل (من جانبنا) في علاقاتنا الثنائية مع السعودية". وتابع "أبعدنا حادثة مقتل خاشقجي عن علاقتنا مع السعودية".
وتابع: "نضع حادثة مقتل خاشقجي بمعزل عن علاقاتنا الثنائية مع السعودية إلا أنهم (السعوديون) لايفعلون ذلك بالقدر ذاته".
وحول المتعاون المحلي الذي قالت السلطات السعودية أنه تسلم جثة خاشقجي، قال الوزير التركي : "لم تُفصح السلطات السعودية عن اسم المتعاون المحلي في قضية مقتل خاشقجي".
وتابع: "بعد تطورات قضية خاشقجي، بدأ نهج المملكة العربية السعودية تجاهنا في التغير. من أجل الكشف عن ملابسات الجريمة أبلغنا طلبنا المتمثل بمحاسبة مرتكبي جريمة القتل أمام القضاء".
وأشار إلى أن "جريمة قتل خاشقجي مشكلة دولية"، مبينا أن المقررة الأممية الخاصة لشؤون القتل خارج القضاء، أغنيس كالامارد، تعد تقريرا عن القضية، مشيرا إلى إمكانية نشر نتائجه بعد الانتهاء منه.
وتابع: "إذا كانوا يريدون منا أن نتغاضى عن جريمة القتل أو نصمت حيالها، فهذا ليس نهجا صحيحا، لأنها جريمة قتل وهناك مسؤوليات مترتبة عنها".
ولفت تشاووش أوغلو إلى عدم وجود مشاكل ثنائية بين أنقرة والرياض، مضيفا: "كانت هناك مشاكل قليلة في الماضي بسبب مصر".
وأوضح أن العلاقات بين أنقرة والرياض بلغت نقطة أفضل بكثير، بعد تولي الملك سلمان منصبه.
وعن تولي السعودية رئاسة منظمة التعاون الإسلامي مؤخرا، قال تشاووش أوغلو: "سنكون معها في جميع جهودها التي ستبذلها من أجل الأمة، وفلسطين، والعالم الإسلامي".
وأكد أن بلاده أدانت الهجمات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت الأراضي السعودية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!