ترك برس
فتح تراجع فصائل المعارضة السورية أمام قوات نظام الأسد، المدعومة من روسيا وإيران، والذي بات يهدد ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، الباب أمام تساؤلات جدية تتعلق بالموقف التركي إزاء ما يحدث.
وتشير تقارير إلى خشية الشارع السوري المعارض من أن انشغال الأتراك بترتيب الوضع في منطقة شرقي نهر الفرات، ربما دفع أنقرة إلى عدم إيلاء الموقف الصعب في شمال غربي سورية الاهتمام الكافي.
وذهب البعض إلى حد الجزم بانقطاع الدعم التركي المباشر لفصائل المعارضة في سياق تفاهم مع الروس يتيح لهم السيطرة بالقوة على المنطقة منزوعة السلاح التي حددها اتفاق سوتشي والمقدّرة بنحو 20 كيلومتراً في محيط محافظة إدلب.
ولكن المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، التي تضم أغلب فصائل محافظة إدلب، النقيب ناجي مصطفى، أكد في تصريحات، الإثنين، "أن الدعم التركي لم يتوقف". وفق ما أوردت صحيفة العربي الجديد.
مصطفى برر تقدّم النظام بالكثافة النارية، بقوله: "عصابات الأسد وقوات الاحتلال الروسي تستخدم كامل ترسانتها العسكرية من الأسلحة الحربية والطيران الحربي المقاتل والقاذف، إلى جانب الصواريخ العنقودية والفراغية والمتفجرة وشديدة الانفجار ومئات القذائف الصاروخية على هذه المحاور".
من جهته، قال القيادي في الجيش السوري الحر، العميد فاتح حسون: "لا يوجد أي مؤشر على تخلّي تركيا عن الفصائل الثورية في منطقة إدلب". بحسب العربي الجديد.
واعتبر أن "ما يتم نشره على بعض المعرفات المستترة للجيش الإلكتروني لنظام الأسد المجرم ما هي إلا حرب دعائية في محاولة منه لزعزعة ثقة الفصائل بتركيا التي تساندها لوحدها في هذه الحرب الشرسة التي تشنّها روسيا وإيران ومليشياتهما على المدنيين في منطقة إدلب".
وتابع: "ما زال الدعم التركي السياسي واضحاً من خلال تصريحات القيادة السياسية في تركيا ولم يكن آخرها تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الذي قال إن نظام الأسد المدعوم من روسيا يواصل هجماته غير الأخلاقية على المدنيين في إدلب، من دون التفريق بين شاب ومُسن، إذ قتل قرابة 400 مدني وأصيب أكثر من ألف آخرين، من إخواننا السوريين منذ شهر".
وأشار حسون إلى أن "الدعم التركي العسكري ما زال واضحاً في الميدان وقد صرح بذلك قادة الجيش الحر، كما أن نقاط المراقبة التركية لم تغيّر من تمركزها بل يتم تعزيرها كلما زادت هجمات النظام".
وأضاف: "المتضرر الثاني بعد السوريين من معارك حماة هي تركيا، فموجات النزوح القسري باتجاه الحدود التركية تزيد من الضغوط على تركيا، وفي حال زيادة وتيرة هذه المعارك فستزداد هذه الضغوط على تركيا".
كما لفت حسون في سياق حديثه، إلى أن "روسيا تحاول تطبيق اتفاق قمة سوتشي حول إدلب بالقوة العسكرية، وتحاول بذلك تشكيل منطقة عازلة وفتح الطريقين م4 وم5 الدوليين".
وتابع: "لكن من الواضح أن ذلك لا يمكن تحقيقه في المرحلة الحالية، لا سيما أن الظروف التي عقدت فيها اتفاقية سوتشي قد تبدّلت، إذ لم توقف روسيا هجماتها على المنطقة، ولم تترك للسياسة التركية الناعمة الدور الفاعل في تحقيق ذلك".
وكان القيادي في الجيش السوري الحر، مصطفى سيجري، قد نفى أن تكون المنطقة الآمنة في شمال شرقي سورية مقابل إدلب "كما يروّج العدو"، مضيفاً: "الاحتلال الروسي خارج التفاهمات الأميركية التركية، وفي إدلب أكثر من 50 ألف مقاتل، والجيش الوطني لم يتأخر في القيام بواجباته تجاه إدلب".
وأقلق تقدّم قوات النظام في ريفي حماة وإدلب الشارع السوري المعارض، الذي يتخوّف من تكرار سيناريو حلب الشرقية وغوطة دمشق الشرقية، عندما استطاعت قوات النظام إخضاع المنطقتين بعد اتّباع سياسة تقطيع الأوصال مع القصف الروسي المكثّف.
ولكن الموقف يبدو مختلفاً في محافظة إدلب ومحيطها بسبب وجود حدود مع تركيا، إضافة إلى وجود منطقتي "غصن الزيتون" و"درع الفرات" الخاضعتين للنفوذ التركي المباشر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!