ترك برس
كشف مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، جون بولتون، في كتابه المثير للجدل "الغرفة التي حدث فيها ذلك.. مذكرات البيت الأبيض"، عن كواليس حول اتصالات بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، حول الشمال السوري.
وخصصت صحيفة "ذا ناشيونال إنترست"، تقريراً عن الكتاب الذي صدر اليوم، مرفقاً بجدل دولي كبير، تحت عنوان: "حصريا: جون بولتون يسرد كيف أسس صقور إيران كارثة ترامب للسوريين الأكراد".
وتطرق الكتاب إلى كواليس انسحاب الجيش الأمريكي المفاجئ في يناير/كانون الثاني 2018 من شمال شرق سوريا وإفساحه المجال أمام تركيا.
وجاء في تقرير الصحيفة وكتب بولتون في كتابه، عن رؤية العديد من المسؤولين الأمريكيين لميليشيا ما يُسمّى بـ "قوّات سوريا الديموقراطية" (قسد) الذين دعمتهم واشنطن في الحرب على تنظيم "داعش"، وفق روايتها.
أشار التقرير إلى أن اللافت بحسب ما ذكره بولتون، هو أن نظرة معظم الصقور الأمريكان لم تكن إيجابية إلى قوات "قسد"، أقله عند المقارنة بنظرتهم إلى تركيا.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أقرب إلى "قسد" من وزارة الخارجية، على الأرجح بسبب علاقتها المباشرة مع المقاتلين الذين ترعاهم، ولذلك شكل قرار ترامب المفاجئ السبب المباشر الذي دفع وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس إلى تقديم استقالته من منصبه في الشهر نفسه.
وكان هدف بولتون الأساسي وسائر الصقور إزاء إيران، من خلال الإبقاء على القوات الأمريكية في سوريا، مواجهة طهران وموسكو ورأوا أن التحالف بين واشنطن و"قسد" ليس سوى إلهاء عن هذا الهدف، بحسب ما تنقله صحيفة "روسيا اليوم".
ويضيف التقرير أن الصقور الأمريكان تركوا النزاع بين تركيا وتنظيم "بي كا كا" وأذرعها في سوريا "ب ي د/ي ب ك" يتصاعد حتى خرج عن السيطرة.
بدوره، لم يكن بولتون يحب "قسد" لأنّها امتداد لتنظيم "بي كا كا" اليساري الانفصالي، لكنه في الوقت نفسه، تخوف من أن يؤدي التخلي عنها إلى دفعها باتجاه إيران وإلى تآكل ثقة حلفاء واشنطن بالأمريكيين.
ووصف بولتون سياسة الدبلوماسي الأمريكي جايمس جيفري المحابية للأتراك بأنها "بلاء مزمن لوزارة الخارجية حيث يصبح المنظور الخارجي أهم من منظور الولايات المتحدة".
ويضيف التقرير نقلا عن الكتاب، أن بولتون دخل في صراع مع ماتيس لأنّه كان يركّز على داعش عوضا عن إيران، لكنّهما اتّفقا على ضرورة إبقاء الولايات المتّحدة جنودها في المنطقة.
وساهم الضغط الإعلامي الكبير على قرار ترامب بتغيير الصورة، فأجرى الرئيس الأمريكيّ اتصالا كان الثاني مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان قائلا له إنه يؤيد وجود الجيش التركي في المنطقة "طالما أنه يهاجم داعش لا الأكراد"، بحسب زعمه، وذلك في إشارة إلى تنظيم " ب ي د/ي ب ك" الذراع السوري لـ "بي كا كا."
وسط هذا التذبذب، تدخل رئيس هيئة الأركان حينها الجنرال جوزف دانفورد لتدوير الزوايا، قائلا إنه لا يزال بحاجة لبضعة أسابيع كي ينهي الحرب على "داعش".
وجد دانفورد أن القادة الأتراك "كانوا يبحثون عن أسباب يمكن أن يستخدموها لتفادي قيادة عمليات عسكرية جنوبي حدودهم، والقول بشكل متزامن إنّهم كانوا يحمون تركيا من هجمات إرهابيّة".
وكان دانفورد يرى أن قائد "قسد"، المدعو "مظلوم عبدي" تمتع بخيارات "محدودة جدا".
ويكتب بولتون أن ترامب تجاهل تحذيرات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول مصير الحرب على داعش، وأعلن أن تركيا ستتكفّل ببقايا التنظيم فرد ماكرون بالقول إنّ "تركيا كانت مركّزة على مهاجمة (الأكراد)، وستقيم تسوية مع داعش".
وذكر بولتون أنّ أردوغان سعى إلى تطمين ترامب حول النظرة الإيجابية المتبادلة بين الأكراد وتركيا قائلا إنّ مشكلة أنقرة هي مع "بي كا كا" و"حزب الاتحاد الديموقراطي" و"ب ي د/ي ب ك" التي لا تمثل الشعب الكردي.
وسبق للرئيس التركي أن رفض استقبال بولتون في 8 يناير/كانون الثاني 2019 بسبب تصريحات أدلى بها خلال زيارته الأراضي الفلسطينية المحتلة حين قال إن "على أنقرة الموافقة على حماية حلفاء واشنطن الأكراد في سوريا".
هذا وتصنف أنقرة "ب ي د/ي ب ك" تنظيماً إرهابياً وبمثابة امتداد سوري لـ "بي كا كا" المصنف إرهابياً من قبل العديد من العواصم الغربية والأوروبية، ما جعل من هذا الملف، أهم نقاط الخلاف بين تركيا وواشنطن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!