ترك برس
تناول تقرير في صحيفة "لوموند" الفرنسية أبعاد التقارب الاستراتيجي بين كازاخستان وتركيا في الأعوام الأخيرة.
وقالت الصحيفة إنه في أعقاب إحياء الذكرى الثلاثين للاستقلال، وقّعت كازاخستان في 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي اتفاقية أمنية مع روسيا.
وفي نهاية كانون الأول/ ديسمبر، صادق البرلمان الكازاخستاني على وثيقة التعاون مع روسيا في مجال الأمن السيبراني والاستخبارات ومكافحة الإرهاب.
وذكرت الصحيفة أن بنود هذا الاتفاق تعكس ما تسعى موسكو إلى تحقيقه في ساحتها الخلفية في آسيا الوسطى، على غرار القضاء على فرص إقامة قواعد أمريكية أو التعاون مع الناتو في إطار الملف الأوكراني، حيث تطالب موسكو بانسحاب الناتو من الجمهوريات السوفيتية السابقة. وفق ما نقل موقع "عربي21".
ولكن تظهر توجهات السياسة الخارجية الكازاخستانية في الفترة الأخيرة أن الاتفاق المبرم مع روسيا لن يخدم الطموحات الروسية في المنطقة. في سنة 2021، زوّدت تركيا - إحدى الدول الأعضاء في الناتو - كازاخستان بطائرات دون طيار ودبابات.
وحقيقة أن كازاخستان عضو مؤسس في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف عسكري تهيمن عليه موسكو، لا يمنعها من التعاون مع دول أخرى، على وجه الخصوص تركيا.
**التقارب مع تركيا
قال الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف في اجتماع منظمة الدول التركية المنعقد في آذار/ مارس الماضي: "نهدف إلى جعل العالم التركي من بين أهم المناطق الاقتصادية والثقافية والإنسانية في القرن الحادي والعشرين".
لا يستبعد المحلل السياسي الكازاخستاني دوسيم ساتباييف، مدير مجموعة تقييم المخاطر، إمكانية تحول هذا التحالف الاقتصادي إلى تحالف سياسي وعسكري.
وبالنظر إلى أهمية الاقتصاد والأمن في الوقت الراهن، تخطط منظمة الدول التركية لإنشاء هيكل مهمته الاستجابة السريعة للكوارث ويعمل بالوسائل العسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن كازاخستان - التي تعادل مساحتها خمس أضعاف مساحة فرنسا - مثل بقية جيرانها تشعر بتنامي النفوذ الروسي والصيني في المنطقة عقب انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.
لهذا السبب، يعد العثور على جهة دعم ثالثة أمرًا بالغ الأهمية لموازنة النفوذ الروسي والصيني. والخطوات التوسعية الأخيرة التي اتخذها العملاقان في المنطقة تغذي مخاوف القادة الكازاخستانيين.
وأفادت الصحيفة بأن الدبلوماسية الكازاخستانية انخرطت في عملية موازنة لتخفيف الاعتماد على الصين وروسيا، اللتين تمثلان شركاءها التجاريين الرئيسيين. مراعاةً لعلاقته بهما، يتجنب توكاييف استخدام مصطلح "الضم" فيما يتعلق بملف شبه جزيرة القرم الأوكرانية، بينما تنكر الحكومة الكازاخستانية تعرض الإيغور لاضطهاد واسع النطاق من قبل الصين.
لكن النزعة القومية التركية التي تتبناها السلطات الكازاخستانية على مدى الشهرين الماضيين جعلتها عرضة لحملة انتقادات شرسة على القنوات التلفزيونية الحكومية الروسية.
وحسب الخبير في شؤون آسيا الوسطى في مركز أبحاث كارنيغي في موسكو، تيمور عمروف، فإنه في ظل تفاقم المواجهة بين القوى العالمية يصبح من الصعب على كازاخستان الحفاظ على توازنها الجيوسياسي دون الاضطرار إلى الوقوف في صف طرف معين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!