ترك برس
شجعت العلاقات ببين تركيا والصومال، وخاصة في مجال التجارة، رجال الأعمال الصوماليين على السفر إلى تركيا لاستيراد كل شيء (تقريباً) من الملابس إلى الأدوية.
عند زيارة أحد أكبر أسواق الصومال في مدينة "بكارا" والمسمى "حمرواين" وسوق "باكاد" بالعاصمة مقديشو، فسيكون من السهل إدراك أن صناعة الملابس التركية تتمتع بمساحة كاملة هناك.
عبد الواحد أحمد إبراهيم، أحد التجار في مقديشو، قال لوكالة الأناضول إن الصداقة بين مقديشو وأنقرة أتاحت الفرصة للشركات الصومالية الكبيرة والصغيرة للتفاعل مع نظيراتها التركية لاستيراد البضائع من تركيا، خاصة المنسوجات والإلكترونيات ومواد البناء وأثاث المنزل.
وأضاف أنه في السابق، كان يتم استيراد الملابس من الصين ودول أخرى، والتي تعد "رخيصة جدا وأقل جودة"، مشيراً إلى أن جميع منتجات المنسوجات التي تستورد حالياً من تركيا "موثوقة وبأسعار معقولة، ويمكن للصوماليين رؤية الفرق".
وقال باتولو أحمد، زبون في أحد المحلات في مقديشو، لوكالة الأناضول، إن المنسوجات والإلكترونيات التركية منتشرة أيضا في العاصمة.
وأضاف أحمد، الذي زار تركيا عدة مرات، إن كل قطع أثاث في منزله "مستوردة من تركيا، ابتداء من التلفزيون إلى غسالة الصحون والثلاجة، كلها مصنوعة في تركيا".
** الربط اللوجستي
في حديثه للأناضول، قال محمد دوبو، مدير مكتب ترويج الاستثمار الصومالي بوزارة التخطيط الصومالية، إن هناك عوامل ساهمت في تزايد الشركات الصومالية والمستوردين من تركيا.
وقال إنه منذ 2011، شاركت تركيا في التطورات الرئيسية في الصومال، بما في ذلك بناء القدرات ومساعدة المؤسسات العامة على النهوض والعمل لخدمة السكان.
وأضاف: "أستطيع أن أقول إن هناك ثلاثة عوامل رئيسة ساعدت في ذلك، على رأسها الاتصال اللوجستي عن طريق الشحن الجوي بين الصومال وتركيا".
وأشار أن "هناك رحلات يومية للخطوط الجوية التركية من اسطنبول إلى مقديشو، ولهذا السبب، أصبح مجتمع الأعمال التركي والصومالي أكثر ترابطاً".
وأشار إلى أن اللغة التركية والاقتصاد، وخاصة التأثير الثقافي والتكامل بين البلدين، تعد أيضا من الأسباب الرئيسة لنجاح تركيا في الصومال.
** إعادة تعريف الهوية
يعتقد عبد الفتاح حسين مبارك، المحاضر في كلية الاقتصاد وعلوم الإدارة بجامعة مقديشو، أن مشاركة تركيا في الصومال أعادت تعريف هوية سياستها الخارجية، والتي فتحت المجال أمام الشركات ومنظمات المجتمع المدني للعمل في الصومال.
وقال مبارك، للأناضول، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصومال عام 2011، عندما كان حينها رئيسا للوزراء، ساعدت في "تمهيد الطريق لتعاون أوثق في التجارة والاستثمارات"، لترتفع بعد ذلك الصادرات التركية إلى الصومال بشكل كبير.
وأضاف أن مساعدة تركيا للصومال ساهمت في استعادة الثقة في الحكومة الصومالية، كما أن المشاريع التي قدمتها أنقرة ساعدت على النمو الاقتصادي والاستثمارات في الصومال، التي كانت في أشد الحاجة إليها.
وقال إن تركيا أصبحت "الشريك الرئيسي" للصومال في قطاع الأمن، إلى جانب بعثة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
** وجهة رئيسة
تعد تركيا وجهة رئيسية للعديد من الطلاب الصوماليين الذين يأتون جواً إلى تركيا لتلقي التعليم العالي والمنح الدراسية في الجامعات والمؤسسات التركية.
وأفاد مبارك أن الجامعات التركية خصصت للطلاب الصوماليين حصصاً أعلى في مؤسساتها، مما يجعلهم من أكبر التجمعات الطلابية بين ما يقرب من 200 ألف طالب أجنبي في تركيا.
وقال: "يوجد في الصومال أطباء وممرضات تخرجوا من الجامعات التركية، ولعبوا أدواراً مهمة في قطاع الصحة الصومالي".
كما تم افتتاح مستشفى رجب طيب أردوغان للأبحاث في مقديشو عام 2015.
وأضاف: "على مر السنين، قامت وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) بترميم العديد من المستشفيات والمرافق الصحية التي دمرتها الحرب الأهلية في جميع أنحاء البلاد".
وفقًا لوزارة الخارجية التركية، استمر حجم التجارة التركية مع الصومال في الارتفاع من 187 مليون دولار في عام 2018، إلى أكثر من 250 مليون دولار في عام 2019، ليصل إلى حوالي 280 مليون دولار في عام 2020.
كما بلغت قيمة الاستثمارات التركية في الصومال 100 مليون دولار، حيث يدار "مطار مقديشو الدولي" و"ميناء مقديشو البحري" من قبل شركات تركية، حسب الوزارة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!