ترك برس
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفدًا من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الأمين العام علي محيي الدين القره داغي، في المجمع الرئاسي بالعاصة أنقرة.
وحضر اللقاء بجانب القره داغي والوفد المرافق، ورئيس الشؤون الدينية في تركيا علي أرباش، ورئيس معهد التفكر الإسلامي محمد غورماز.
في منشور حول اللقاء، قال القره داغي إن "علماء اﻷمة مؤتمنون، ينصحون الجميع بالحكمة إرضاء لله تعالى وحده،. وعند لقائنا فخامة الرئيس @rterdogan_ar حفظه الله، ألقيت كلمة باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين".
وأوضح أن كلمته ركزت على ما يلي: "*ما هو المطلوب في هذه المرحلة حول قضايا أمتنا ومقدساتها. *المشاريع المطلوبة.
*كيفية التصدي للتحديات الخطيرة التي تواجهها، وذلك في تسع نقاط: إحداها :حول اﻷزمة التي تخص المهاجرين السوريين وغيرهم من التضييق والترحيل، وبخاصة بعد الانتخابات اﻷخيرة، فقلت إن هذه التصرفات المؤلمة قد يراد بها الإساءة إلى كل التضحيات الاقتصادية والسياسية التي قدمها الشعب التركي، ورئيسه أردوغان إلى المهاجرين طوال 12 عاماً، ولذلك طالبنا فخامة الرئيس معالجتها بالحكمة، وقد أكد العلماء الحاضرون معنا على هذه النقطة ، وقد سمعنا ما يسرنا حول هذه المسألة، ونتوقع الخير الأكثر من هذا البلد المعطاء.
ومن جانبي انا أوصي إخواننا المهاجرين بالالتزام باستكمال الجوانب القانونية، فهذا حق سيادي لجميع الدول، كما أنه لا تجوز الاستهانة بالتضحيات التركية ﻷجل المهاجرين حتى لو وقع خطأ، فإن ذلك لا يمسح كل الحسنات، (وهل جزاء اﻹحسان إلا اﻹحسان)".
**د. محمد الصغير
من جهته نشر رئيس الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلامﷺ، وعضو مجلس الأمناء بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. محمد الصغير، مقالًا في موقع الجزيرة مباشر، استعرض فيه أبرز ما ورد في اللقاء مع الرئيس أردوغان.
وجاء في المقال:
قبل بضع سنوات من الآن زار الدكتور محمد جورماز دولة قطر، وكان رئيسا للشؤون الدينية في تركيا وقتئذ، وحرص على لقاء كل العلماء ورموز الدعوة بأطيافهم المختلفة من المقيمين في الدوحة، واستمع إلى الجميع، وأدار حوارا فكريا ودعويا ثريا، بما أظهر أن الرجل صاحب همة تتجاوز القطرية إلى آلام الأمة وآمالها، وتوج ذلك قبل يومين بلقاء أكثر من عشرين عالما من علماء المسلمين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في المجمع الرئاسي بأنقرة، واستطاع مع قيادة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ترتيب اللقاء والإعداد له، بحيث يصبح لقاء تاريخيا بين علماء الأمة وأحد أكبر قادتها، لذا ضم الوفد علماء من خارج الاتحاد مثل فضيلة الشيخ سامي الساعدي، الذي حضر ممثلا لسماحة مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني.
بدأ لقاؤنا بالرئيس أردوغان بعد الثانية ظهر الثلاثاء الماضي، واستمر حوالي ساعتين، حيث شرع الرئيس بإلقاء كلمته المعدة بعناية، وبدأها بالترحيب بقدوم السادة العلماء ورثة الأنبياء، وأن قوة الإسلام لن تكون إلا بهم وبجهودهم، وأنه كان على ثقة من دعائهم ومؤازرتهم في الانتخابات السابقة، وأنه ممتن لمواقفهم الواضحة، وكرر في كلمته جملة “واعلموا أننا لن نخذلكم”، وطالب باستمرار الجهود في بيان سماحة الإسلام، ونبذ كل صور العنصرية، والسعي إلى الألفة والوحدة، وعندها لن يستطيع أحد ليَّ معاصمنا، وقال بشأن التعدي على المقدسات الإسلامية: إن صبرنا أوشك على النفاد، وإن حرق المصحف الشريف لا يمكن أن يكون من حرية التعبير، بل هو تطرف ووحشية، وإن هذه الاعتداءات لن تتوقف إلا برد الفعل المناسب، وختم كلمته بطلب الدعاء له.
ثم تحدث رئيس شؤون الديانة د. علي أرباش وأحال إدارة اللقاء للدكتور جورماز، الذي قدم د. عصام البشير لإلقاء كلمة الوفد، ثم ألقى د. علي القره داغي كلمة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والتي تضمنت تسع مقترحات عامة من أهمها: النظر في قضية المهاجرين في تركيا، وما وقع من أحداث في الأيام الماضية، كما جدد الطلب بإنشاء جامعة إسلامية عالمية في اسطنبول، على غرار الأزهر الشريف بالقاهرة، وختم كلمته بالتذكير بالعلماء والدعاة المعتقلين، وأهمية الوساطة للإفراج عنهم، وعدم حرمان الأمة من علومهم.
ومع بداية كلمات المشايخ حرص الرئيس أردوغان على إشاعة جو الأخوة الحانية، والبشاشة الضافية، بالسؤال عن أحوال العلماء وتفقدهم، وطلب إجادة اللغة التركية ممن حصل على الجنسية منهم، وعلق على أمر المهاجرين بأنه أصدر توجيهاته لوزير الداخلية بحل هذه المشاكل، وأن قلب تركيا مفتوح لمن أوى إليها، وأن الأخوة الإسلامية والإنسانية هي من يحكمنا في هذا الملف، وأنه مستعد للتدخل شخصيا ضد أي تجاوزات، وحدد أحد مستشاريه ممن يجيدون اللغة العربية، وطلب من العلماء التواصل الدائم معه، ونقل ما يريدونه إليه.
أما القضايا الرئيسية التي تكررت في كلمات غالب المتحدثين فهي: القدس ومخاطر التهويد، ودعم مقاومة شعب فلسطين، وقضية المهاجرين وفي القلب مأساة الشعب السوري، وأهمية الجامعة الإسلامية في اسطنبول.
أما كلمتي فتركزت على أهمية أن تتبنى تركيا ملف تجريم الإساءة إلى المقدسات والرموز الدينية، والعمل على مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا والتطرف الغربي، وإنشاء هيئة رسمية للدفاع عن المقدسات، كما أن هناك هيئة للدفاع عن البيئة أو الآثار، وأكدتُ على ما طالب به فضيلة الأمين العام للاتحاد، بشأن الأسرى والمعتقلين بشيء من التفصيل، وختمت كلمتي بإطلاع الرئيس على زيارتنا لأفغانستان قبل بضعة أشهر، حيث رأينا اهتمامهم بانتخابات تركيا، ودعاءهم للرئيس وحزبه، ودعوته للوقوف معهم ومؤازرتهم، لأنه لم ينجح فقط بأصوات الأتراك في الصناديق، وإنما بأضعافها من أصوات المبتهلين التي صعدت للسماء، من صحراء موريتانيا إلى تجاويف الصعيد، وذكرت له أن كثيرا من الأميين لا يحفظون اسمه، ولكن لا يفترون عن الدعاء له لنصرته للمظلومين، الذين يحتاجون إلى مزيد من رعايته، وهو أحوج إلى مزيد من دعاهم…..
وكانت أوجز الكلمات، كلمة د. عبد الحي يوسف الذي أخبره أن هذا اللقاء مبعثه المحبة في الله، وأن السودان ينتظر منه ما يعينه على تجاوز محنته وحقن دماء أهله، وكانت عادة د. جورماز أن يُعرف بكل متحدث، ومع ذلك استعاد الرئيس منه اسم د. عبد الحي بعد نهاية كلمته الموفقة، ثم خُتم اللقاء بدعاء جامع من د. عمر عبد الكافي، ثم صافح الرئيس ضيوفه وكرمهم جميعا، بإهدائهم نسخا من كتاب الله الكريم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!