رسول طوصون - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
تعيش دول العالم الكثير من المشاكل التي تسعى الأمم المتحدة جاهدة لحلها، لكن نسبة نجاحها لن تتعدى نسبة نجاح جامعة الدول العربية في حل مشاكل الدول العربية المتأزمة والمستمرة في التأزم والتعقيد، كل هذا وأكثر يُعزى الى مركزية التحكم بمثل هذه الجمعيات، فجمعية الأمم المتحدة يتم التحكم بها عن طريق أمريكا، ولا يسير فيها الا ما تريده امريكا، وكذلك الحال في جامعة الدول العربية التي تتحكم بها مصر ولا يحصل فيها الا ما تريده او تسمح به مصر.
بعد احداث الانقلاب الأخير تم اختيار رئيس لمصر بمسرحية هولوودية فاشلة تمخض عنها ان ينصب السيسي رئيسا للبلاد، ولان موقف تركيا جاء مناهض للانقلاب ورافض لرئاسة السيسي فان مصر وبرئاسة السيسي لم تترك مقاما ولا موقفا يستطيعون فيه الطعن او اظهار الرفض لتركيا الا قاموا به، في المقابل نجد ان اردوغان وحزب العدالة والتنمية يقفون موقفا مشابها، اذ يرفضون ويبدون امتعاضهم من الانقلاب وزبانيته في كل موقف ومقام يسمح لهم بذلك.
في المقابل نرى حزب الشعوب الديمقراطية مع الحزب الجمهوري وهم يقفون الموقف المضاد تماما لموقف رئيس الجمهورية اردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية سابقا، فهم يخرجون في كل مرة يصرح بها اردوغان او حزب العدالة والتنمية بما يعارض دكتاتوريين العرب ليؤيدوا دكتاتوريين العرب كببغاوات يكررون ما تقوله وسائل الاعلام العربي المنتج في غرف المخابرات، ليظهر للعالم العربي والعالم اجمع وكأن هنالك صفان موازيان من الحكم وضده في الدول العربية وتركيا على حد سواء.
وفي سياق الاحداث الأخيرة التي تعيشها تركيا وحملتها العسكرية على الارهاب خرج علينا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ببيان شجب واستنكار يشجب به تركيا التي تعتدى على حرمة حدود العراق في قصفها الأخير لحزب العمال الكردستاني في جبل قنديل، ويأتي هذا البيان دون معرفة أحد سواء على مستوى الشخصيات او الدول، ويأتي أيضا من شخص يمثل حكومة استباحت كل محرم في ارضها، فكيف يتوقع من تركيا ان تأخذ مثل هذا البيان بمحمل الجد؟ فمن بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة.
يعتبر الانقلابي نبيل العربي عمليات تركيا على الإرهاب تدخل واستباحة لحدود العراق، ويتناسى استباحة نظامه الانقلابي لحدود ليبيا في دعمهم لخفتر، واستباحته لليمن في تدخلهم لسياسات دولة أخرى، ولا يرى ضربات التحالف الدولي اليومية لداعش استباحة للعراق او سوري؟ في حقيقية الامر فان نبيل العربي في بيانه هذا لم يكن يمثل نفسه بل كان يمثل الإرادة الامريكية التي تتحكم به كدمية العرائس من وراء الكواليس.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس