ترك برس
أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الهجرة والسياسة في جامعة " هاجّتيبي" التركية، والذي حمل اسم "التّكيّف والقبول الاجتماعي" أنّ 72.2 % من الشّعب التركي، يرحّبون بالشّعب السوري ويرون أنّهم تعرّضوا للظّلم في بلادهم وأنّهم ضيوف وإخوة في الدّين للأتراك.
وأكّد التقرير الصّادر من المركز بأن نتائج الاستطلاع تدلّ على رضى المجتمع التركي من وجود السوريين في بلادهم.
وقد أعلن رئيس مركز الهجرة والسياسة "مراد أردوغان" نتائج الاستطلاع خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر الجامعة بأنقرة.
وبحسب ما أفاد به أردوغان، فإنّ الاستطلاع الذي استمرّ من 3 الى 12 تشرين الأول / أكتوبر من العام الحالي، تمّ اجراؤه في 20 محافظة وشارك فيه ألف و501 شخصا تزيد أعمارهم على 18 سنة.
وخلال عملية الاستطلاع قام المركز بتقسيم المحافظات إلى مناطق داخلية ومناطق خارجيّة. حيث اعتبر المركز كلا من محافظات هاتاي وغازي عنتاب وشانلي أورفا وأضنة وماردين من المحافظات الدّاخليّة. أمّا المحافظات الـ 15 الباقية فقد اعتبرت مناطق خارجيّة.
وقد وصلت نسبة المشاركين في الاستطلاع من الذكور الى 50.3%، بينما كانت نسبة النساء 49.7%. وقد تمّ التركيز خلال عملية الاستطلاع على لغة المشاركين وانتماءاتهم العرقية بالإضافة إلى توجّهاتهم السياسية. كما تمّ التمييز بين المناطق الداخليّة والمناطق الخارجيّة خلال عمليّة تحديد تنائج الاستطلاع.
واستنادا إلى معطيات وزارة الدّاخلية، فقد ذكر التقرير بأن عدد السوريين في تركيا بلغ مليون و565 ألف شخص. وانّ 86 % منهم منتشرون في كافة أنحاء البلاد. أي أن مليون و400 الف سوري يعيشون خارج المخيّمات التي خصّصت للاجئين.
وقد تطرّق التقرير إلى بعض المشاكل الناجمة عن وجود السوريين. حيث تصدّرت مشكلة التّسجيل قائمة هذه المشاكل. فقد ذكر في التقرير أن 57 % من السوريين فقط خضعوا للسّجلّات الرسميّة. بينما يعيش حوالي 600 ألف شخص من دون تسجيل. ناهيك عن الوافدين الجدد كل يوم.
كما وردت في التقرير أيضا مشكلة الاستهلاك الغذائي. حيث أشار إلى أن الدّولة التركية أنفقت ما يزيد على 4.5 مليار دولارا منذ بداية نزوح السوريين إلى الان.
وقد أشاد رئيس المركز بالشعب التركي وحسن ضيافته ووعيه. وذلك استنادا إلى نتيجة السؤال الذي طرح في الاستطلاع. حيث وجّه الاستطلاع إلى المشاركين سؤالا مفاده "هل تؤيّدون إعادة السوريين إلى بلدهم رغم استمرار الحرب هناك؟" فكانت نسبة الرفض لهذا السؤال 57.8 %.
وعلّل معظم المشاركين سبب استقبالهم وترحيبهم بالسوريين في بلدهم، بأن ما يفعلونه واجب إنساني وأنّهم يقومون بهذا الواجب على الرغم من بعض المشاكل التي نجمت عن وجود السوريين في بلدهم. وأنّهم سيستمرّون في استقبال السوريين بغضّ النظر عن انتماءاتهم العرقية والدّينية.
إلى جانب هذا، فقد أظهرت النّتائج أن 30 % من المشاركين في الاستطلاع قاموا بتقديم المساعدات المادّية والمعنويّة للسوريين. بينما أوضح 68.3 % منهم أنّهم لم يستطيعوا مدّ يد العون لهم.
كما أشارت النتائج إلى أن 70.7% من الشّعب التركي، يعتقدون بأنّ وجود السوريين في تركيا ألحق ضرراً بالاقتصاد التركي. وقد بلغت نسبة الذين يعتقدون بأن المواطنين الاتراك فقدوا أعمالهم بسبب السوريين 56.1 %. فيما ارتفع هذا الرّقم في المحافظات الدّاخليّة إلى 68.9 %.
واستنادا إلى تنائج الاستطلاع نفسه، فقد ظهر أنّ الشعب التركي لا يرى أن هناك ثقافةً مشتركة تجمعهم بالسّوريين. حيث كانت نسبة المؤيدين لهذ البند 17.2% فقط. كما أن أكثر الأتراك لم يبدوا انزعاجا من مجاورة السوريين. حيث تقبّل 50.2 % منهم هذه الفكرة.
وفيما يخصّ مسألة عودة السوريين إلى بلادهم بعد انتهاء الحرب. فقد أظهرت نتائج الاستطلاع أنّ 45.1 % من الأتراك يعتقدون عودة كافة السوريين إلى بلادهم. بينما يعتقد 54.9 % منهم أن جزءاً كبيراً من السوريين سيبقون في تركيا.
وبناءً على هذه النّتائج، أفصح رئيس المركز عن توقّعاته ببقاء ما يقارب المليون سوريا في تركيا حتى بعد انتهاء الحرب في بلادهم.
وبعد التّمحيص العام الذي أجراه القائمون على العمل، أسفرت نتائج الاستطلاع عن أنّ 72.2 % من الأتراك لا يعارضون تواجد السوريين على أراضيهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!