ترك برس
صرح اثنان من المسؤولين من قطاع الألبسة التركي لوكالة رويترز بأن العديد من شركات صناعة الألبسة في الصين التي تعيش أزمة فيروس كورونا، تجري محادثاتٍ مع شركاتٍ تركيةٍ بشأن نقل مركز الإنتاج إلى تركيا، حيث توقّع أحدُهم تلقي طلباتٍ جديدةً تصل قيمتُها إلى ملياري دولار.
وقد تسبّب تفشّي فيروس كورونا الذي تمّ التعرّفُ عليه مؤخرًا بقتل 637 شخصًا في الصين موطن الفيروس الرئيسيّ، والتي يُتوقّع أن الفيروس قد انطلق منها، ممّا دفع العديد من المصانع إلى إيقاف عملياتهم حتى الأسبوع المقبل أو ربما لوقتٍ لاحق، حيث تحاول السلطاتُ احتواء انتشاره.
وقال متجرُ بيع الأزياء البولندي "إل بي بي" (LPP) إنه يُجري محادثاتٍ مع مصانع في تركيا وبنغلاديش وفيتنام، كخطةٍ احتياطيةٍ في حال استمرّ تأخيرُ الإنتاج الصينيّ.
وقام المصنّعون الأتراك في السنوات الأخيرة بتحويل إنتاجهم للملابس إلى مستوى أرقى مع نموّ هيمنة الصين عالميًّا، لكن انتشار الإصابة بالفيروس أعاد بعض الشركات الأوروبية إلى تركيا بحسب المسؤولين.
ومن جهته قال هادي كاراسو، مدير "جمعية مصنّعي الألبسة الأتراك" (TGSD): "لا يمكن لمدراء المشتريات والمصمّمين الذهاب إلى الصين بسبب القلق الذي أثاره فيروس كورونا والقيود المفروضة على السفر. من أجل ذلك بدأت العديدُ من العلامات التجارية المعروفة محادثات لإنتاج مواسم الأزياء الجديدة في تركيا".
وأضاف كاراسو أن ارتفاع تكاليف التصنيع في الصين وتراجع قيمة الليرة التركية بنسبة 36 بالمئة خلال العامين الماضيين على خلفية أزمة العملة في عام 2018، قد جعل تركيا بالفعل خيارًا مقبولًا.
وقال كاراسو: "بينما استقرّت تكاليف التصنيع بين تركيا والصين، كانت بعضُ الشركات الأوروبية تناقش (بالفعل) تحويل الطلبات إلى هنا".
وأضاف: "تقدر قيمة صادرات الصين من الألبسة الجاهزة بـ170 مليار دولار. ووفقًا لحساباتنا، سيتحوّل نحو 1 بالمئة من الطلبات (الآن) إلى تركيا بشكلٍ مبدئيٍّ، تُقدّر قيمتُها بملياري دولار".
وقد بلغت صادرت تركيا منتجاتٍ من الملابس الجاهزة 17.7 مليار دولار العام الماضي. وإن أيَّ ارتفاعٍ في الطلب الخارجي من شأنه أن يساعد الاقتصاد الذي يعتمد اعتمادًا كبيرًا على الاستيراد في الحفاظ على إبقاء عجز الحساب الجاري على ما هو عليه، وتحقيق طموح الحكومة بنموٍّ اقتصاديٍّ بنسبة 5 بالمئة هذا العام.
وقال مصطفى غولتيبة مدير "جمعية مصدّري الملابس في إسطنبول" (IHKIB) إن القطاع يملك القدرة على تلبية الطلبات الإضافية في ظل زيادة التواصل مع العملاء الجدد والحاليّين بالمصانع التركية.
وأضاف غولتيبة: "هناك تجار ملابس بالتجزئة يسألون عن الأسعار والمنتجات في تركيا بعد تفشّي فيروس كورونا، وأعتقد أن تأثيراته ستسمرُّ لـ5 أو 6 أشهر أخرى. كما أتوقّع تحوّلًا كبيرًا من الصين التي سنراها بعد شهر أيار/ مايو".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!