ترك برس
تتميز العلاقات التركية الإسرائيلية بأن التقلبات سيد الموقف فيها، وفقا للظروف السياسية سواء على الصعيد الثنائي أو على مستوى التطورات الإقليمية، وهذا ما لوحظ مؤخراً بعد أن كانت تتجه أنقرة وتل أبيب للتطبيع السياسي، فإن العلاقات عادت إلى القطيعة الدبلوماسية على خلفية الحرب الجارية في قطاع غزة.
العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين لم تكن بمنأى عن التطورات السياسية، حيث انتهت القطيعة الدبلوماسية الأخيرة إلى إعلان أنقرة تعليق تعاملات الصادرات والواردات مع تل أبيب، إلى أن توقف القوات الإسرائيلية هجماتها على غزة وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إليها.
وتعرف الفترة ما بين عام 1990 حتى بداية الألفية الجديدة بـ"الحقبة الذهبية" في العلاقات التركية الإسرائيلية، إذ تخللها توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين عام 1996.
واستمرت العلاقات التجارية بين البلدين بالتحسن، لاسيما بعد تحسن العلاقات الدبلوماسية بينهما، وزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لتركيا في مارس/آذار 2022، مما أسهم في زيادة التعاون في مجالات التجارة والصناعة والتكنولوجيا والطاقة، على الرغم من بعض التوترات التي كانت تنشب بين البلدين من حين إلى آخر، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".
واحتلت إسرائيل المركز الـ13 في قائمة الدول الأكثر استيرادا للمنتجات التركية خلال عام 2023، مشكلة 2.1% من مجموع الصادرات التركية، بحسب البيانات الإحصائية التي أصدرتها هيئة الإحصاء التركية.
إلا إن التجارة بين أنقرة وتل أبيب انخفضت بنسبة تزيد على 50% منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول وحتى الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضيين، بحسب تصريحات وزير التجارة التركي، عمر بولات للجزيرة نت في وقت سابق.
ووفقا للمعطيات الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية، شهدت الصادرات إلى إسرائيل انخفاضا من 489 مليون دولار في أكتوبر/تشرين الأول 2022 إلى 348 مليونا في أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما تراجعت الواردات من إسرائيل خلال الفترة ذاتها من 241 مليونا إلى 99 مليونا.
وانخفض التبادل التجاري بينهما -في الفترة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و31 ديسمبر/كانون الأول 2023- إلى حوالي 1.3 مليار دولار، بتراجع بلغت نسبته 45% مقارنة مع العام 2022.
وبلغ حجم التجارة بين البلدين خلال العام الماضي نحو 6.8 مليارات دولار، في حين تراجعت الصادرات التركية إلى إسرائيل 28% إلى 1.9 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من الحرب.
قرارات تركيا ضد إسرائيل منذ طوفان الأقصى:
واتخذت تركيا جملة من الإجراءات الاقتصادية ضد إسرائيل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترافقت مع التوتر في العلاقات بين البلدين، وحملات المقاطعة الشعبية المنادية لقطع التبادل التجاري مع إسرائيل، تتمثل في:
- أعلنت تركيا في 25 أكتوبر/تشرين الأول تعليق خطط للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، كما ألغى وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار زيارة كانت مقررة إلى إسرائيل.
- استبعدت تركيا إسرائيل من قائمة الدول المستهدفة بالتصدير، وفق صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
- عرقلت تركيا الصادرات إلى إسرائيل بالتأخير أو عدم الموافقة عليها أواخر الشهر الماضي.
- أعلنت الخطوط الجوية التركية عقب اندلاع حرب إسرائيل على غزة وقف رحلاتها إلى إسرائيل حتى أكتوبر/تشرين الأول 2024.
- ألغت الخطوط الجوية التركية الشهر الماضي الحجز الإلكتروني المسبق لرحلاتها إلى إسرائيل حتى مارس/آذار 2025، مما يعني أن الشركة ربما مددت القرار 5 أشهر إضافية.
- أعلنت تركيا في 9 أبريل/نيسان الماضي تقييد تصدير 54 منتجا إلى إسرائيل.
- أعلنت وزارة التجارة التركية -أمس الخميس- تعليق جميع معاملاتها التجارية مع إسرائيل، في ضوء ما وصفته الوزارة بـ"تفاقم المأساة الإنسانية" في الأراضي الفلسطينية، مشددة على أن تركيا لن تتراجع عن قرارها إلا بعد ضمان تدفق غير متقطع وكاف للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
- من جانبه، قال وزير التجارة التركي عمر بولات، إن تعليق التجارة مع إسرائيل سيستمر حتى تأمين وقف إطلاق نار دائم في غزة وتدفق المساعدات الإنسانية بدون عوائق للفلسطينيين هناك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!