هاشمت بابا أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
تعددت مسميات مؤتمر حزب العدالة والتنمية الاستثنائي، مؤتمر "الوفاء، الوداع، تغيير حامل الراية..الخ"، لكن الجانب المشترك فيها كلها، هو الجمال السياسي في تناول الأحداث والتطورات، ومما لا شك فيه أنّ مؤتمر حزب العدالة والتنمية الذي أقيم يوم أمس، هو إعلان انطلاقة مرحلة جديدة مختلفة لتركيا، ومن الواضح أنّ حزب العدالة والتنمية ينجح في كل مرة بتجديد نفسه، وتخطي العقبات على طريقه نحو "تركيا الجديدة".
***
تحدث المحللون، والسياسيون، والأكاديميون، والصحفيون مطولا عن مؤتمر حزب العدالة والتنمية الاستثنائي، وكلهم أجمعوا أنه يهدف إلى دخول مرحلة جديدة من أجل الانتقال الى النظام الرئاسي أو نظام رئيس الجمهورية الحزبي، وتحدثوا أيضا عن أنّ الهدف يكمن في تشكيل دستور جديد للبلاد، برغم الصعوبات التي تنتظرهم تحت قبة البرلمان، كما لم يغفلوا "روح" المؤتمر، واللحظات الوحدوية الرائعة.
هذا كله صحيح، وتحليلاتهم كلها صائبة، لكن المرحلة الجديدة لا تقتصر على ذلك فقط، ولن تقتصر.
***
لا يكفي النظر إلى تركيا وحدها لمعرفة كيف ستكون تركيا الجديدة، خصوصا بعد الآن، لأنه علينا أنْ لا نقارن ما يجري في الوقت الراهن، بما كان يقوم به العدالة والتنمية في الماضي، أو على الأقل لا تنتظروا مني ذلك. تركيا اليوم أصبحت بقيادتها في مصاف الدول صاحبة النفوذ، وهذا من أبرز الفروقات بين مكان تركيا في العالم اليوم، وما كانت عليه في الماضي القريب.
وقد عشنا ملفات ساخنة وكانت لنا رؤية واضحة ومبادرات تتعلق بالقضية السورية، وعلاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي، وتقييم تطور الاقتصاد العالمي، وغيرها من المواضيع الهامة، ولذلك سمعنا البعض في أوروبا يقول "نحن نتفاوض مع رئيس الوزراء وليس مع أردوغان"، وهذا ما نستطيع أن نفسر به المرحلة المقبلة.
المقصود أنّ المرحلة المقبلة، سيكون فيها رئيس الجمهورية أردوغان هو الوجهة المباشرة للعلاقات الخارجية، ولن تستطيع الدول الأخرى الهروب من رؤية أردوغان وأفكاره الريادية المتعلقة بالعالم والنظام القائم فيه.
***
وسأدوّن في دفتر ملاحظاتي:
نحن نتحول من مرحلة "إثبات الوجود" إلى "اكتساب الوجود" وإظهاره، فكنا نحاول إثبات قوتنا الاقتصادية خلال المرحلة الماضية، ونحن نعيش الآن مرحلة اكتساب القوة الاقتصادية واستخدامها، وهذا سيظهر للعالم أجمع خلال الفترة المقبلة.
عن الكاتب
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس
