ترك برس
على الرغم من اهتمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتخفيف النبرة نحو الولايات المتحدة الأمريكية واعتماد لغة تصالحية، وتواصل باراك أوباما المباشر معه، يتضح أنّ واشنطن لم تُبد حماسًا للحفاظ على النظام الديمقراطي في تركيا، ولم تكن لتأسف على إطاحة أردوغان.
ورأى المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في تقرير له، أن مثّلت المواقف الدولية، وبخاصة الموقف الأميركي، صدمة بالنسبة إلى الحكومة التركية؛ إذ كان متوقعًا أن يصدر عن الإدارة الأميركية موقفٌ فوري يندد بالانقلاب ويدعم الحكومة الشرعية المنتخبة.
لكن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري الذي سُئل عن موقفه من المحاولة الانقلابية الجارية في تركيا، خلال مؤتمر صحفي كان يعقده مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في ختام زيارة له إلى موسكو مخصصة للبحث في التنسيق الروسي - الأميركي في سورية، اكتفى بالتعبير عن أمله "بأن يكون هناك استقرار وسلام واستمرار في تركيا".
وأشار التقرير أن ما زاد الأمر سوءًا أنّ السفارة الأميركية في أنقرة أصدرت بيانًا ليلة الانقلاب رأت فيه أنّ ما يجري في تركيا هو "انتفاضة"، وفي اليوم التالي، أصدر البيت الأبيض بيانًا استنكر فيه المحاولة الانقلابية التي اتضح فشلها ومحض فيه الدعم للحكومة التركية "المدنية والمنتخبة ديمقراطيًا".
وتضمّن البيان أيضًا، وفقا للتقرير، حثًا لجميع الأطراف في الأزمة التركية على التصرف في إطار القانون وضبط النفس وتجنّب العنف وسفك الدماء وأيّ أفعال قد تؤدي إلى انعدام الاستقرار، ما أثار الكثير من التساؤلات بين المسؤولين الأتراك بشأن حقيقة الموقف الأميركي ممّا جرى.
ووصل الأمر إلى حدّ قيام وزير العمل التركي باتهام الولايات المتحدة بأنّها "دبّرت" محاولة الانقلاب، بينما كتب أحد رؤساء تحرير الصحف القريبة من الحكومة مقالةً على الصفحة الأولى بعنوان "الولايات المتحدة تحاول اغتيال أردوغان". وقد نفت الإدارة الأميركية هذه الاتهامات.
وعبّرت عن ذلك برفضها منح اللجوء السياسي لقائد قاعدة إنجرليك التركية الذي ألقي القبض عليه لاحقًا لدوره في التخطيط للانقلاب العسكري، بيد أنّ تركيا طالبت واشنطن أيضًا بتسليمها الداعية فتح الله غولن الذي يعيش في بنسلفانيا، بوصفه المدبّر الفعلي للمحاولة الانقلابية. لكنّ واشنطن طالبت أنقرة بتقديم أدلة على تورّطه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!