ترك برس
رأى الكاتب والمحلل السياسي، حسين عبد العزيز، أن انتشار قوات النظام السوري والقوات الأميركية في محيط مدينة منبج شمالي سوريا، شكّل ضربة قاسية للأتراك الذين بدت خياراتهم شبه معدومة في تجاوز هذه المعضلة.
وفي مقال له بموقع "الجزيرة نت"، أشار عبد العزيز إلى صعوبة "التنبؤ بطبيعة رد أنقرة أمام هذا السد الجغرافي/السياسي"، معتبرًا أنه "لن يكون أمامها سوى ستة خيارات".
وتتمثل تلك الخيارات برأي الكاتب، في:
- القبول بالأمر الواقع والاكتفاء بالمساحة الجغرافية التي سيطرت عليها قوات "درع الفرات"، وهو أمر مستبعد في ظل الأهمية الخاصة لبلدة منبج بالنسبة لأنقرة.
- ضرب الوحدات الكردية وقوات النظام داخل منبج ومحيطها من بعيد عبر المدفعية والطيران، وهذه خطوة تكتيكية لا تعني التمهيد لشن هجوم بري -فمثل هذا الهجوم أصبح مستحيلا في ضوء الفيتو الروسي/الأميركي- وإنما لرفع مستوى التفاوض بشأن الدور التركي في الشمال السوري، والضغط على اللاعبين الكبيرين لتسليم منبج إلى قوات النظام كحد أدنى يمكن أن تقبل به تركيا.
هنا تلعب أنقرة على بعض التباينات بين موسكو وواشنطن، حيث تدعم الأولى فكرة هيمنة قوات النظام على منبج، بما يعنيه هذا الأمر من وصول هذه القوات إلى مناطق بعيدة لم تكن تأمل الوصول إليها.
- توجه قوات "درع الفرات" نحو الشمال الغربي لحلب، وتوسيع سيطرتها هناك في تل رفعت باتجاه كفر حمزة، مرورا بكفر باقد ودير جمال، وبالتالي خلط الأوراق والتعويض عن خسارة منبج.
- الضغط على واشنطن للمشاركة في معركة الرقة من بوابة تل أبيض، وهذا احتمال ضعيف لأنه يصطدم برفض كردي واضح، لما يعنيه ذلك من خسارة الأراضي الممتدة من تل أبيض شمالي محافظة الرقة إلى مدينة الرقة في جنوبي المحافظة.
ويعني ذلك بالتالي تمكين الأتراك من وضع حاجز جغرافي بين مناطق شرق الفرات في الرقة ومناطق غرب الفرات في حلب، وهي مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد.
وتعوّل تركيا على واشنطن التي لم تحسم خياراتها بعدُ، بحسب الناطق باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" جون دوريان الذي أعلن أن "الدور المحتمل لتركيا ما زال موضع نقاش على مستوى قيادة الجيش وعلى المستوى الدبلوماسي..، ونحن منفتحون على دور لتركيا في تحرير الرقة".
- توجه الجيش التركي نحو بلدة تل أبيض شمالي الرقة بشكل منفرد وانتزاع الهيمنة عليها من أيدي "قوات سوريا الديمقراطية"، لكن هذا الاحتمال يظل بعيدا في هذه المرحلة.
- الهروب إلى الأمام وتوجيه ضربة لواشنطن وموسكو على السواء، عبر وقف العمل بقاعدة إنجرليك وإقامة منطقة آمنة في مناطق سيطرة "درع الفرات". وهذا الاحتمال بعيد جدا لأنه قد يعيد تركيا إلى المربع الأول في سوريا، فضلا عن أنه سيقطع جسور تواصلها مع روسيا والولايات المتحدة، وهذا خارج عن قدرة تركيا على تحمله.
وأردف قائلًا: "بغض النظر عن هذه الاحتمالات؛ فإن الثابت هو أن عملية درع الفرات قد بلغت نهايتها، وعلى تركيا التأقلم مع الواقع الجديد والحصول على تنازلات روسية/أميركية -عبر الوسائل الدبلوماسية- في انتظار تبدل المعطيات على الأرض لصالح أنقرة، وهي معطيات سريعة التغير كما علمتنا التجربة السورية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!