ترك برس
رأى محللون سياسيون أن دعم واشنطن لمليشيات وحدات حماية الشعب الكردي في شمال سوريا، وتزويدها بالأسلحة الأمريكية أغضب تركيا أكثر من عدم رغبة الولايات المتحدة في تسليم فتح الله غولن، ودفعها إلى إلى التقارب مع روسيا وشراء منظومة دفاع جوي روسي.
وفي مطلع مايو/ أيار الماضي بدأت الولايات المتحدة في توريد أسلحة إلى وحدات حماية الشعب بهدف استعادة مدينة الرقة من داعش. وعارضت أنقرة بشدة تزويد العناصر الكردية في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة بالسلاح؛ إذ تعدّ وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا سوريا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ 1988.
وقال كمال كيريشجي وهو زميل أقدم في معهد بروكينغز، لموقع بيزنيس إنسايدر الأمريكي إن هذه الخطوة الأخيرة أغضبت تركيا أكثر من عدم رغبة الولايات المتحدة في تسليم فتح الله غولن، الداعية التركي المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الساقط في العام الماضي، والذي يعيش في منفاه الاختياري في ولاية بنسلفانيا.
وأشار الموقع إلى أن هذه التطورات تزامنت مع التحول التركي التدريجي تجاه روسيا، حيث اتفقت أنقرة وموسكو أخيرا على بناء خط أنابيب السيل التركي لتوريد الغاز الروسي إلى تركيا، كما وقعت تركيا الأسبوع الماضي اتفاقا مع روسيا لشراء منظومة الدفاع الصاروخي المتطور إس 400 بقيمة 2.5 مليار دولار.
وأضاف كيرشيجي أنه لا يستطيع إثبات أن هناك صلة مباشرة بين تقارب تركيا من روسيا وتزويد الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب بالأسلحة، ولكن ذلك أمر واضح لا يحتاج إلى دليل.
من جانبه استبعد هارون شتاين، المحلل في المجلس الأطلسي ومقره واشنطن، أن تغادر تركيا حلف شمال الأطلسي، لكن الأتراك بقرار شراء منظومة دفاعية روسية يحاولون ان يظهروا للجميع إن لديهم خيارات أخرى.
وحمل شتاين الولايات المتحدة المسؤولية الجزائية عن زيادة التوتر بين تركيا ووحدات حماية الشعب.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، الميجر أدريان رانكين جلاوي، للموقع" إننا تشعر بالقلق إزاء زيادة التوتر بين تركيا ووحدات حماية الشعب ولكننا نبذل كل ما في وسعنا لنزع فتيل الوضع. مشيرا إلى أن الأسلحة التي أرسلت للوحدات الكردية سيتم تجميعها بعد انتهاء القتال مع داعش.
لكن كيرشيجي وشتاين شككا في قدرة الولايات المتحدة على جمع الأسلحة من وحدات حماية الشعب. وقال شتاين "إنهم سيحاولون، ولكن ذلك لن يحدث".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!