ترك برس
في خطوة أثارت العديد من التساؤلات، هاجم الصادق المهدي، زعيم حزب "الأمة القومي" أكبر أحزاب المعارضة في السودان، الاتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره السوداني عمر البشير، بخصوص جزيرة "سواكن".
واتهم الصادق المهدي، قبل أيام، حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بـ"دعم جماعة الإخوان العابرة للحدود" كما وصفها، واعتبر هذا الدعم خطأ استراتيجيا يظن الإخوان من خلاله أنهم حركة مقبولة دون إجراء المراجعات اللازمة".
وقال زعيم حزب الأمة بالسودان إن "الحديث عن تخصيص سواكن للاستثمار التركي لا يمكن أن يتم بعفوية. ويجري التعامل مع الموضوع كأنها صفقة شخصية (بين أردوغان والبشير)".
وفي وقت سابق، قال وزير خارجية السودان، إبراهيم غندور، إن أردوغان طلب من نظيره السوداني عمر البشير، عند زيارته لجزيرة سواكن، أن تمنح المنطقة لتركيا على سبيل الاستثمار.
وأوضح غندور أن الرئيس التركي "يعني تلك الجزيرة، وليس كل منطقة سواكن، وذكر أن الرئيس البشير وافق لتكون هذه منطقة سياحية تعاد سيرتها الأولى لينطلق منها الحجاج، وتكون سياحة وعبادة، وبالتالي هو الذي ذكر، وهي شراكة استثمارية بين بلدين، وهذا أمر طبيعي".
أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، الدكتور محمد صالح المسفر، قال في مقال بصحيفة "الشرق" القطرية، إن الصادق المهدي قامة سودانية لها دورها السلبي والايجابي في حياة السودان، كأي سياسي يعمل بالشأن السياسي العام.
وأشار المسفر إلى أن الصادق المهدي من كبار القوم في بلاده وكلمة الكبير كبيرة ومواقفه محسوبة، ولا شك أنه سليل أسرة لها تاريخها في السودان.
واعتبر أن الحركة المهدية لا ينكر أحد دورها النضالي ضد الاستعمار البريطاني، لكن في ذات الوقت لا ينكر أحد دورها في التآمر على الدولة العثمانية والعمل على هزيمتها تعاونا مع القوى التي أرادت إنهاء دور الإمبراطورية العثمانية وإلحاق الهزيمة بها.
وأضاف الأكاديمي القطري: لا جدال بان لنا مآخذ على سياسة الدولة العثمانية تجاه العرب، وفي هذا السياق يجب أن يدرك الخلق بأن الأمة العربية ليست أمة حاقدة تستدعي السلبيات التاريخية لتسقطها على واقعنا المعاصر، صحيح لنا الحق أن نأخذ العبر من التاريخ من أجل البناء لا من أجل الهدم.
وتابع: انطلاقا من ذلك، لا يجوز لنا التوقف طويلا عند الصادق المهدي واتصالاته بإسرائيل عام 1954 عبر السفارة الإسرائيلية في لندن، والذي طلب من الإسرائيليين في ذلك اللقاء تمويل "حزب الأمة" السوداني لمواجهة دور مصر في السودان والدعوة لفتح علاقات اقتصادية معه.
كما لا يجوز التوقف عند موقف الإمام عبد الرحمن المهدي، جد الصادق المهدي من الإنجليز وتعاونه معهم في فترة من فترات تاريخه.
إذا كان ذلك دأبنا، فإنه لا يجوز للصادق المهدي "إمام الأنصار" زعيم حزب الأمة السوداني أن يستدعي تاريخ العثمانيين في السودان وخاصة في جزيرة سواكن ويذكرنا بأنها كانت قاعدة عسكرية في العصر العثماني، ولم يتحدث عنها بأنها كانت ميناء تجمّع الحجاج والمعتمرين من كل أرجاء السودان وإفريقيا للانتقال عبر البحر الأحمر إلى مكة موطن الحج والعمرة والزيارة، وإلى المدينة المنورة ثالث الحرمين الشريفين ومثوى الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
لم يرحب الصادق المهدي باستعادة المجد الإسلامي لهذه الجزيرة لكونها نقطة انطلاق نحو الأراضي الحجازية الطاهرة كما أشار السيد أردوغان في حديثه للجماهير التي التقته مرحبة بمجيئة إلى تلك النقطة الهامة في تاريخ إسلام السودان.
إن الصادق المهدي بقامته السودانية انتقد اتفاق السودان وتركيا بتخصيص جزيرة سواكن السودانية للاستثمارات التركية، وقال إن مناخ الاستثمار في السودان من قبل تركيا غير مناسب، وراح يعلل أسباب ذلك ،لكنها عندي أسباب واهية كيدية.
ولعله أراد من انتقاده لوصول الرئيس التركي إلى هذه المنطقة واهتمامه واهتمام القيادة السودانية بإعادة إعمارها لصالح الشعب السوداني عامة أن يرضي بعض القيادات العربية الحاقدة على تركيا والسودان والتي أصابتها الغيرة من نجاح تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي ينتسب إليه أردوغان في تحقيق تنمية شاملة على كل الصعد رغم كل الضغوط المحيطة بتركيا.
آخر القول: لقد حققت زيارة الرئيس التركي أردوغان للسودان نقلة نوعية بالغة الأهمية على كل الصعد اقتصادية كانت أو عسكرية أو اجتماعية إنسانية ، وليت القادة العرب ورجال الأعمال تسابقوا نحو السودان لإخراجه من كبوته والنهوض به عن طريق الاستثمارات في كل مناحي الحياة هناك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!