ترك برس
أطلقت السلطات التركية اسم الشيخ "عجمي باشا السعدون" على شارع كبير في ولاية شانلي أورفة جنوب شرقي البلاد، تكريمًا لموقفه المناصر للخلافة العثمانية ودفاعه عنها ضد الانكليزي إبان الحرب العالمية الأولى.
وتقول وثائق تاريخية إن العميل البريطاني "توماس إدوارد لورنس"، المشهور بـ"لورنس العرب"، عرض على "عجمي باشا" خيانة الأتراك مقابل تعيينه حاكمًا على العراق بعد انتهاء الحرب، لكن الأخير رفض بشدّة.
ووقف عجمي باشا إلى جانب الخلافة العثمانية ضد الانكليز والفرنسيين، وانتقل من العراق إلى ماردين التركية عام 1920، وساهم بشكل كبير في تحرير أورفة، وتوفي في أنقرة يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1960.
ويُروى عن عجمي باشا أن عمّه الدكتور عبد الإله سأله عندما كان لاجئا في أنقرة عن سر وقوفه مع العثمانيين في الحرب. فأجاب بأن الإنكليز كانوا غزاة كفارا. كيف أقف معهم ضد إخواني المسلمين العثمانيين والذين كانوا يعيشون معنا، نأكل ونصلي معهم؟ ذلك ضد تقاليدنا العربية وشيمنا الإسلامية. وكنا قد أقسمنا على القرآن بالولاء للخلافة.
ويقول الكاتب خالد القشطيني، في مقال سابق بصحيفة الشرق الأوسط السعودية، إن الأتراك قدّروا موقف عجي باشا المخلص فأحسنوا معاملته بينهم. وعندما توفاه الله، شيعوه في موكب عسكري مهيب، وأطلقوا عليه أمير الأمراء والصديق الوفي للشعب التركي. ودفنوه في مقبرة الشهداء. رحمه الله.
ويُضيف الكاتب: "لدى قراءتي لمذكرات عبد العزيز القصاب، وجدت أن رجال السعدون قاتلوا قتالا بطوليا ضد الإنكليز (...) وكان عبد العزيز قد التقاه في منفاه في أنقرة ودعاه للعودة للعراق. فقال له كيف أعود والإنكليز يحكمون البلاد وليس بيدي القوة لمحاربتهم".
وتُشير بعض الكتابات إلى أن ولاء عجمي باشا وقف مع العثمانيين لأنه مسلم والصراع كان بين مسلمين وصليبين، ولم يخن دينه ووطنه من أجل حفنه من الدولارات كما خانت قبائل وشيوخ معروفة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!