ترك برس
في الوقت الذي يتواصل فيه الحديث حول تصاعد موجة العداء للإسلام في الغرب بعد جريمة نيوزلندا الإرهابية، أكد محمد أوغوزهان، الباحث في مركز دراسات أوراسيا (AVİM) أن الاستراتيجية القائمة على الإسلاموفوبيا صورت أحداث 1915 بين الأتراك والأرمن على أنها صراع ديني إسلامي مسيحي، وأن المسلمين سعوا إلى إبادة الجماعات المسيحية المختلفة.
وأضاف أوغوزهان أن كثيرا من الجماعات المسيحية أيدت هذه الرواية دون فحص البيانات التاريخية المتعلقة بأحداث 1915، حيث لا توجد أي وثيقة تثبت أن الحكومة العثمانية كانت تنوي القضاء على الجماعات المسيحية.
وعلاوة على ذلك تم تجاهل النظر إلى أن الاضطرابات الداخلية التي عانت منها الأقليات المسيحية في الإمبراطورية العثمانية كانت بسبب صراعات السلطة السياسية، مثل محاولات الحصول على الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية، والتواطؤ مع قوات الغزاة التي تهاجم الأراضي العثمانية.
وأشار إلى أنه عوضا عن نقص الأدلة التي تثبت حدوث مذابح للأرمن المسيحيين، استندت قصص "الإبادة المسيحية" عمومًا إلى مذكرات عائلية لا يمكن التحقق منها، وإلى مقالات في صحف غربية كتبت في زمن الدعاية المكثفة للحرب العالمية الأولى.
ولفت الباحث إلى أن التنافس التاريخي بين الإمبراطورية العثمانية والدول الأوربية الأخرى أدى إلى ترسخ المعارضة وأحيانا العداء في عقلية المجتمعات الأوروبية والأمريكية ضد الأتراك المسلمين، خاصة بعد موجات الهجرة الأوروبية إلى الولايات المتحدة.
وأردف أن هذا المفهوم السلبي يزداد حدة مع بروز الأحزاب الشعبوية المعادية للأجانب، ولا سيما المسلمين في الدول الغربية. وبعد الانتصارات التي حققتها هذه الأحزاب في الانتخابات، بدأ كثير من الأطراف الفاعلة في الدول الغربية تقليد الخطابات التي تدعو إلى كره الأجانب بهدف جذب الأصوات. وفي مثل هذه البيئة، أصبح الإدلاء بتصريحات معادية للإسلام مقبولًا بشكل متزايد في الدول الغربية.
وخلص الباحث إلى أنه "أصبح يسيرًا إقناع الناس بتصديق سردية الإبادة الجماعية للأرمن المسيحيين عندما يكون لديهم تصور سلبي متأصل عن المسلمين الأتراك، وعندما يتعرضون بانتظام لخطابات الإسلاموفوبيا. ولن يكون مفاجئًا أن نرى في السنوات القادمة أعمالًا تحاول إثبات أن أحداث 1915 كانت عملية إبادة جماعية عبر تكرار موضوع الصراع الديني."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!