ترك برس
كشفت وكالة روسية أن دولة أوروبية تتابع باهتمام النزاع بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن مقاتلات "إف-35".
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مصادر بولندية مطلعة أن بولندا ستسعى للإسراع بالحصول على مقاتلات "إف 35" الأمريكية في حال فشل صفقة "إف 35" بين واشنطن وأنقرة.
وقالت المصادر يوم الاثنين، إن "القيادة البولندية تتابع باهتمام النزاع بين تركيا والولايات المتحدة بسبب شراء أنقرة أنظمة "إس 400" (الروسية للدفاع الجوي)، لأن ذلك من شأنه أن يفشل بيع مقاتلات "إف 35" الحديثة من الجيل الخامس لتركيا".
وأضافت المصادر أن "بولندا إن جاز التعبير تقف في الطابور للحصول على تلك الطائرات، وفي حال كانت الولايات المتحدة ترغب في بيع هذه الطائرات لبولندا، فإنه ليست لدى وارسو أي فرصة للحصول عليها قبل تركيا في ظروف عادية. والآن ستتم إزالة تركيا من هذا الصف".
وأشارت المصادر إلى أنه في حال فشل الصفقة بين الولايات المتحدة وتركيا ستكون واشنطن بحاجة لإعادة توزيع ما تم إعداده قبل الصفقة، مضيفا أن وارسو تأمل بالحصول على تلك الطائرات في هذه الحالة.
يذكر أن بولندا تخطط لشراء 32 مقاتلة من الجيل الخامس من نوع "إف 35" حتى عام 2026. بحسب وكالة (RT).
وتأتي تصريحات المصادر على خلفية إعلان الولايات المتحدة عن تعليق مشاركة تركيا في برنامج "إف 35" وإنهاء تدريب الطيارين الأتراك اعتبارا من 31 يوليو المقبل إن لم تتخل عن شراء أنظمة "إس 400" الروسية، فيما أكدت أنقرة أكثر من مرة عزمها المضي قدما في الصفقة مع روسيا.
ويرى ريتشارد وايتس، مدير مركز التحليل السياسي - العسكري بمعهد هاتسون (واشنطن) ، أنه إذا أصرت تركيا على شراء إس-400، فستوقف الولايات المتحدة مشاركة أنقرة في برنامج F 35.
وقال وايتس لصحيفة أوراسيا إكسبرت الروسية، إنه بمجرد أن تدفع تركيا ثمن هذه المنظومة، سيتعين على الولايات المتحدة فرض عقوبات معينة عليها، وتقييد وصولها إلى تقنيات الدفاع الأمريكية.
واستطرد: "إلا أن الرئيس دونالد ترامب، في كثير من الأحيان، يتدخل، فيعلق العقوبات أو يضيف عقوبات جديدة، وهذا يمكن أن يحدث مع تركيا، انطلاقا من رغبة الولايات المتحدة في العمل معها في سوريا وأماكن أخرى".
وقالت تركيا يوم الثلاثاء إن قرار مجلس النواب الأمريكي، الذي ينتقدها بسبب شراء أنظمة دفاعية روسية ويحث على فرض عقوبات عليها، يمثل تهديدا غير مقبول.
وتوترت العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي على عدة جبهات بما في ذلك خطط أنقرة لشراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-400، واحتجاز موظفين يعملون بالقنصلية الأمريكية في تركيا، والاستراتيجية المتضاربة بشأن سوريا وإيران.
وتهدد المواجهة بفرض عقوبات أمريكية من شأنها أن تضر الاقتصاد التركي المصاب بالركود بالفعل وتثير تساؤلات حول دور تركيا في منظمة حلف شمال الأطلسي.
وتمت الموافقة على القرار في مجلس النواب يوم الاثنين. وطرح القرار في مايو أيار تحت عنوان ”إبداء القلق بشأن التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا“.
ويحث القرار تركيا على إلغاء شراء أنظمة إس-400 ويدعو إلى فرض عقوبات عليها إذا قبلت تسلمها وهو الأمر الذي قد يحدث قريبا في يوليو تموز. وقال القرار إن الصفقة ستقوض التحالف الدفاعي عبر الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وردا على ذلك، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن سياستها الخارجية ونظامها القضائي يتعرضان للإساءة من خلال مزاعم "جائرة" و"لا أساس لها" في القرار.
وأضافت "من غير المقبول اتخاذ قرارات لا تؤدي إلى زيادة الثقة المتبادلة ومواصلة الإبقاء على لغة التهديدات والعقوبات على جدول الأعمال وتحديد مهلات مصطنعة مختلفة".
وتضغط الولايات المتحدة أيضا على تركيا ودول أخرى لعزل إيران، بما في ذلك تعطيل صادرات النفط. بحسب وكالة رويترز.
وقال مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين إن تدريب الطيارين الأتراك على طائرات مقاتلة من طراز إف-35 توقف بشكل أسرع من المتوقع في قاعدة جوية في ولاية أريزونا، حيث انتهت مشاركة أنقرة بسبب الخلاف الدائر حول أنظمة إس-400.
وتقول الولايات المتحدة إن حصول تركيا على أنظمة الدفاعات الجوية الروسية إس-400 يشكل تهديدا لطائرات الشبح المقاتلة إف-35 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن وتخطط تركيا أيضا لشرائها.
وقال إليوت إنجل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، يوم الاثنين "نادرا ما نرى هذا الأمر في الشؤون الخارجية، لكن هذه قضية أسود وأبيض. لا يوجد حل وسط. إما أن يلغي السيد أردوغان الصفقة الروسية، أو لا يفعل".
وأضاف "لا يوجد مستقبل لأن تمتلك تركيا أسلحة روسية وطائرات إف-35 الأمريكية. لا يوجد خيار ثالث".
وبغض النظر عن التحذيرات الأمريكية، يبدو أن تركيا تمضي قدما في شراء أنظمة إس-400. وقال أردوغان الأسبوع الماضي إنه "غير وارد" بالنسبة لتركيا التراجع عن اتفاقها مع موسكو.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!