ترك برس
في خطوة ليست الأولى من نوعها من قبلها، قامت قناة العربية السعودية التي تبث من الإمارات، بتزوير تصريحات لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عن قطر، رغم أن تصريحات الأخير نشرت من قبله بشكل واضح وباللغة العربية.
وفي تغريدة نشرها بالعربية والتركية والإنكليزية، عبر حسابه على "تويتر"، الاثنين، قال الوزير التركي خلال زيارته إلى قطر، بعد لقائه أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: " خلال اللقاء مع أمير قطر (...) بلغنا لسموه تحيات معالي رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان. نود أن نشكر قطر على دعمها لعملية نبع السلام".
إلا أن الموقع الإلكتروني لقناة العربية عمد إلى تزوير ما ذكره الوزير جاويش أوغلو، وتشويه كلمة "الدعم" التي استخدمها في تغريدته، وتحويلها إلى تمويل، دون بيان وجه الشبه أو الرابط بين الأمرين.
وقالت العربية في خبرها المفبرك: "قال الوزير التركي، في تغريدة له عبر حسابه على "تويتر"، إنه التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة في الدوحة، مضيفاً "بلّغته تحيات رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان وشكر قطر على تمويلها عملية نبع السلام"، في عملية تزوير وفبركة واضحين.
وأضافت العربية في خبرها أن تركيا "لم تذكر حجم الأموال التي ضختها قطر لدعم العملية العسكرية التركية التي سعى أردوغان إلى إقناع الحكومات الأميركية والأوروبية بالمشاركة في تمويلها ولم ينجح".
جدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لم يطلب في تصريحاته المعلنة ولا مرة واحدة من أي حكومة تمويل العملية العسكرية، بل دعا، خاصة دول الاتحاد الأوروبي، للمساهمة في دعم وتمويل عملية إعادة إعمار المنطقة الآمنة التي تعتزم إنشاءها على المناطق المحررة من المنظمات الإرهابية شمال سوريا.
هذا وكانت الرياض قد اتخذت موقفاً معارضاً لعملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، وهو موقف رد عليه الرئيس التركي صراحة، عندما دعا السعودية إلى النظر في المرآة قبل انتقاد العملية، وذكر بمعاناة الشعب اليمني تحت وطأة الصواريخ والقذائف السعودية التي قتلت عشرات الآلاف منهم، والحصار الذي جوع الأطفال.
الخبر المفبرك لقناة العربية ليست الأولى من قبلها، بل كثّفت القناة السعودية أخبارها الكاذبة منذ انطلاق عملية "نبع السلام" في الشمال السوري، وذلك من خلال اختلاق أحداث ونشر مقاطع فيديو يسهل على المشاهد معرفة حقيقتها.
التقارير التي تنشرها القناة، أثارت في مواقع التواصل الاجتماعي موجة سخرية واسعة باعتبارها معروفة أصلًا بتلفيق الأخبار على نطاق واسع، لدى الرأي العام العربي، وابتعادها عن المهنية في التغطيات.
وعقب انطلاق عملية "نبع السلام"، نشرت قناة "العربية" مقطعًا تظهر فيه واحدة من مراسلاتها في سوريا، وهي تحاول جاهدة البحث عن أضرار بين المدنيين، لكن عندما فشلت الكاميرا في ذلك اضطروا لوضع طفلين نائمين على الطريق، وتصويرهما وكأنهما قتلا في العملية.
وعندما يتمعن المشاهد النظر في الفيديو يرى أن الطفلين والشخص الذي ظهر معهما، يفران من خلف المراسلة بشكل سريع، وسط محاولة فاشلة من المراسلة على البكاء.
https://twitter.com/kirpivekobra/status/1183131808927551490?ref_src=twsr...
وفي مقطع آخر، حاولت القناة التلاعب بمشاهد لامراة تزعم مقتل ابنتها جراء العملية التركية، لكن فجأة قامت الطفلة بالتحرك في حضن الامرأة وفتحت عينيها، لتفضح القناة والمشاركين في تلفيق الحدث.
واضطرت العربية لحذف المقطع بعد نشره عدة مرات، وافتضاح أمرها مرة أخرى وانتشار محاولتها هذه في حسابات الصحفيين الأوروبيين والأمريكيين.
وفي أعقاب نشر العربية لتقريرها هذا، نشر حساب تابع لأحد الناشطين الأتراك في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مقطع فيديو يسخر فيه من القناة السعودية.
صاحب حساب "جمهور فرانكفورت"، أعد مقطع فيديو بعنوان "الأتراك يقتلون الأطفال"، حيث يقلّد فيه مراسلة القناة السعودية بطريقة ساخرة نالت تفاعلًا واسعًا من مستخدمي "تويتر".
ومما جاء في المقطع الذي شارك فيه طفلان أيضًا "يا أمريكا! يا عالم! انظروا! الأتراك يقتلون الأطفال. أوقفوا ظلم الأتراك. عليكم أن تقولوا لهم قفوا. ساعدونا"، ليقاطع أحد الطفلين الحديث ساخرًا "بابا أنا جعت!" فيرد عليه الأب وكأنه يوبخه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!