ترك برس
أحيت الأتراك قبل أيام، ذكرى وفاة السياسي البارز محسن يازيجي أوغلو، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الصور والمقولات ليازيجي أوغلو الذي اشتهر بقصائده الشعرية وفصاحته إلى جانب كونه أحد أشهر القادة السياسيين في تاريخ تركيا الحديث.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفي تغريدة له عبر حسابه على تويتر، تقدم بالتعزية إلى الشعب التركي بمناسبة الذكرى الـ 12 لوفاة يازيجي أوغلو.
وقال أردوغان: "أترحم على روح أخي محسن يازيجي أوغلو في ذكرى وفاته، الرجل الذي ترك بصمة في الحياة السياسية التركية، والذي اتخذ من حب وطنه وأمته قضيته الكبرى".
** نشأته
ولد محسن يازيجي أوغلو في 31 ديسمبر/ كانون الأول 1954 في قرية إلمالي بولاية سيواس وسط تركيا، ثم انتقل لاحقاً إلى العاصمة أنقرة ليلتحق بكلية الطب البيطري في جامعة أنقرة عام 1972.
وخطى يازيجي أوغلو خطوته الأولى نحو السياسة في عمر مبكر جدا، بالانضمام إلى حركة الشباب القومي في بلدة شاركيشلا عندما كان يبلغ من العمر 14 عاما، وبعد قدومه للدراسة في أنقرة عام 1972، عمل في المقر العام لحركة الشباب القومي، ليبدأ بشغل منصب نائب الرئيس ومن ثم منصب الرئيس في حركة الشباب القومي.
في عام 1978 أسس جمعية الشباب القومي، حيث كان يحث ويشجع الشباب باستمرار على الاهتمام بالقراءة والعلم لخدمة وطنهم وشعبهم، وظهر ذلك جليا من خلال رسالته التي بعثها إلى رئيس الجمهورية التركية فخري كوروتورك والتي قال فيها: "يجب أن تحمل الأيدي قلما وليس بندقية". وجرى تعيينه بعد ذلك مستشارا عاما في حزب الحركة القومية (MHP) عام 1980، حيث كان يمثل الجناح الإسلامي المعتدل داخل حزب الحركة القومية.
** حياته السياسية
بالرغم من صغر سنه إلا أن يازيجي أوغلو نجح بحجز موقع له على منصة المسرح السياسي التركي، حاله كحال قادة وزعماء الأحزاب السياسية. ولمع أسمه مع استيقاظ تركيا صباح 12 سبتمبر/ أيلول 1980 على وقع الانقلاب العسكري بقيادة كنعان إفرين، عندما تسلم العسكر قيادة البلاد، ليعلنوا بعدها حالة الطوارئ وإغلاق جميع الأحزاب وحظر العمل السياسي بالمجمل، والقبض على كافة زعماء الأحزاب ومن ضمنهم محسن يازيجي أوغلو.
وأمضى يازجي أوغلو سبعة أعوام ونصف في السجن، خمسة أعوام ونصف منها في الحجز الانفرادي، وكتب وقتها قصيدته الشهيرة "أشعر بالبرد "، وعند محاكمته لم تتم إدانة ولم يتلق أي عقوبة في نهاية المحاكمة. وعقب الإفراج عنه، استمر من حيث توقف في العمل السياسي، حيث شغل منصب نائب الأمين العام لحزب العمال القومي (MÇP).
وفي الانتخابات العامة التي أجريت عام 1991 تم انتخابه نائبا عن حزب العمال القومي ممثلا عن ولاية سيواس. وبسبب اختلاف وجهات النظر السياسية، انفصل برفقة مجموعة من أصدقائه عن حزب العمال القومي عام 1992، ليأسسوا في 29 يناير/ كانون الثاني 1993حزب الاتحاد الكبير (BBP)، كحزب سياسي قومي محافظ برئاسة محسن يازجي أوغلو. وعاد يازجي اوغلو إلى البرلمان التركي من خلال تحالفه مع حزب الوطن الأم (ANAP) في انتخابات عام 1995، وفي عام 2007 دخل البرلمان التركي بعد انتخابه نائبا مستقلا عن ولاية سيواس.
اشتهر يازيجي أوغلو بمساندته حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، في القضايا الوطنية.
** حادثة تحطّم غامضة لمروحية يازيجي أوغلو
قبيل أيام قليلة من موعد الانتخابات المحلية لعام 2009، وفي 25 مارس/ آذار استأجر يازيجي أوغلو طائرة مروحية لأول مرة، وذلك للذهاب إلى أحد المؤتمرات الانتخابية في مدينة يوزغات وسط الأناضول. سقطت المروحية التي كان يستقلها في منطقة غوكسو الوعرة بالقرب من مدينة قهرمان مرعش، وبعد 3 أيام من البحث عن حطام الطائرة، عثر على جثته وجثث خمسة مرافقين له بين الثلوج في منطقة جبل كاش.
حيث إنه وبعد وقوع المروحية، بقي الصحفي المرافق إسماعيل قونيش على قيد الحياة، والذي كان قد اتصل أكثر من مرة على فرق الإسعاف والشرطة لطلب النجدة ولإرشادهم إلى موقع الحطام، إلا أن ذلك لم يعجل من عملية إنقاذهم، بل على العكس وصلت فرق الإنقاذ إلى موقع الحطام بعد 3 أيام ليجدوهم جثث هامدة، في الوقت الذي كان بالإمكان تحديد أماكنهم من خلال هواتفهم. الأمر الذي قد يشير إلى وجود إهمال متعمد.
ويؤكد كمال يافوز محامي عائلة يازيجي أوغلو، على أن تأخير عملية الإنقاذ والإهمال المتعمد، والبحث في أماكن بعيدة عن مكان وقوع الحادث، وما لحقه من إخفاء وتدمير للأدلة، كانت محاولة لطمس الأدلة عن تورط منظمة "غولن" الإرهابية.
ويقول "نحن على يقين بأنه حينما يتم إجراء تحقيقات متعددة الأطراف، وحين تفكيك الهيكل العسكري داخل منظمة غولن، سيتم إدراك أن ما حدث كان من تخطيط منظمة غولن الإرهابية"، بحسب ما نقله تقرير لـ "TRT عربي."
وأكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو من خلال تصريحاته الأخيرة، بأن الأمور بيد المحكمة الآن وقطعا ستصل إلى نتيجة للكشف عن الغموض الذي يتعلق بحادث سقوط المروحية، وعن إمكانية وجود إهمال متعمد، قال صويلو "لدينا القدرة التقنية والتكنولوجيا للوصول إلى أي شيء الآن".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!