ترك برس
أشار موقع شبكة "بي بي سي" بالعربية إلى أن السلطات المصرية أصدرت تعليمات للإعلام في البلاد بتخفيف نبرة الهجوم على تركيا في ضوء التقارب الحاصل بين البلدين في الفترة الأخيرة.
وذكر الموقع في تقرير له إلى أن الحديث عن تركيا بات أمراً نادراً في وسائل الإعلام المصرية في الوقت الحالي، بعدما كانت البرامج التليفزيونية وصفحات الجرائد لا تفقد ضراوتها في الهجوم على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سواء سياساته الخارجية أو إدارته لشؤون بلاده حتى وإن كان الأمر متعلقاً بارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا.
واعتبر التقرير أن الهدنة الحالية تظهر "كرد فعل منطقي بعد الحديث عن تطبيع مرتقب في العلاقات المصرية التركية، التي ظلت متوترة طيلة السنوات الثماني الأخيرة".
ونقل عن صحفيين يعملون في وسائل إعلام مصرية قولهم إن "هناك تعليمات وصلت بتخفيف نبرة الهجوم على تركيا منذ فترة".
وفي وقت سابق، كشفت قناة الشرق المصرية المعارضة أن أنقرة أبلغت القنوات المصرية في تركيا بتجنب الشأن السياسي وعدم الإشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحكومته، وذلك في ظل تفاهمات أمنية.
وأوضحت القناة في حسابها على موقع تويتر نقلا عن مصادرها أن هناك قرارا بالتخلي عن أسلوب التحريض والإساءة للدولة المصرية، واقتصار تغطيات القنوات المصرية في تركيا على الشؤون الاجتماعية والثقافية.
وأضافت القناة -التي تبث من تركيا إلى جانب قنوات مصرية أخرى- أن أنقرة أبلغت تلك القنوات بتنفيذ تعليماتها الجديدة خلال مدة أقصاها 3 أشهر. حسبما نقل موقع الجزيرة نت.
ونقلت القناة عن مستشار لحزب العدالة والتنمية التركي قوله إن تركيا تقوم بإعادة النظر في الخطاب الإعلامي الموجه لمصر وضبط الألفاظ وفق القوانين.
**مشاورات سياسية بعد انقطاع طويل
وأعلنت الخارجية المصرية، اليوم الأربعاء، بدء جلسة المُشاورات السياسية مع تركيا برئاسة نائبي وزير الخارجية بالبلدين في القاهرة.
وأفادت الخارجية، في بيان، بأن "جلسة المُشاورات السياسية بين مصر وتركيا بدأت برئاسة السفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية ونظيره التركي السفير سادات أونال وذلك بمقر الوزارة بالقاهرة".
والثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية التركية، أن وفدا للبلاد برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال يزور العاصمة المصرية القاهرة، يومي الأربعاء والخميس، لبحث تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقالت الخارجية التركية في بيان، إن مشاورات سياسية بين البلدين ستجري في القاهرة يومي 5-6 مايو/أيار الحالي، برئاسة أونال ونظيره نائب وزير الخارجية المصري حمدي سند لوزا.
ومنتصف نيسان/أبريل الماضي، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني، إن تركيا ومصر قررتا مواصلة الحوار الذي بدأ عن طريق استخبارات البلدين، عبر وزارتي الخارجية.
يشار إلى أن العلاقات بين تركيا ومصر مستمرة بين البلدين على مستوى القائم بالأعمال بشكل متبادل منذ 2013. وفق وكالة الأناضول.
وخلال هذه الفترة جرت لقاءات خاطفة بين وزيري خارجية البلدين في مناسبات مختلفة، فيما تواصل كل من سفارة تركيا بالقاهرة وقنصليتها في الإسكندرية، وسفارة مصر لدى أنقرة وقنصليتها في إسطنبول أنشطتها.
وفي حال نجاح تلك الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ سنوات عدة، سيلتقي في وقت لاحق وزيرا خارجية البلدين تمهيداُ لإعلان إنهاء الخلاف بينهما وإعادة السفراء. وفق "بي بي سي".
ورداً على الخطوات التركية التي تمهد لمصالحة محتملة، هنأ رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على جهود بلاده خلال رئاستها لمجموعة الثمان الإسلامية.
ويشير مراقبون إلى أن الشرق الأوسط يشهد إعادة صياغة للعلاقات والتحالفات بين أطرافه، وتركيا بدورها كلاعب رئيسي فيه تحرص على أن تكون جزءاً من هذه العملية.
وبحسب "بي بي سي"، يرى بعض الكتاب أن تجاهل اليونان وقبرص الرومية وإسرائيل لمصر في اتفاقية الربط الكهربائي أدى إلى إحداث "شرخ" في تحالف تلك الدول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!