ترك برس
في مساع إنسانية خالصة، تواصل تركيا تقديم العون إلى المحتاجين في أوغندا بأشكال مختلفة عبر مؤسساتها الإنسانية المنتشرة بمعظم دول إفريقيا، لتخفيف معاناة السكان في مجالات الأمن الغذائي، والبطالة، والصحة، والتعليم.
ورحبت العديد من الدول الأفريقية بأنقرة كشريك دولي رئيسي، وهو ما أرجعه محللون إلى حقيقة أن تركيا دولة خالية من التاريخ الاستعماري والاستغلالي، ودليل على صعودها لتحل محل دول استعمرت العديد من الدول لفترة من الزمن، خاصة في إفريقيا.
النموذج الذي اتبعته تركيا في الجمع بين الدبلوماسية والالتزام القوي الذي يركز على المساعدة المباشرة والشراكات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة كان له دور أساسي في كسب الدعم المحلي، كما أظهر تأثيرًا ملموساً على أرض الواقع.
وفي عام 2005، مُنحت تركيا صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي واكتسبت منذ ذلك الحين مكانةً جديدًة كقوة اقتصادية وإنسانية ناشئة في إفريقيا.
ووفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي (TurkStat)، فإن حجم تجارة تركيا مع إفريقيا ارتفع من حوالي 5.4 مليارات دولار في 2003 إلى نحو 26 مليار دولار في 2019، مع صادرات بقيمة 16 مليار دولار.
وعززت تركيا وجودها الدبلوماسي في القارة الإفريقية إلى أكثر من 40 سفارة، وتنظم الخطوط الجوية التركية رحلات إلى أكثر من 50 وجهة إفريقية.
والوجود التركي المتزايد في إفريقيا لم يكن وليد المشاريع والسياسات التي تنفذها الحكومة التركية من خلال وكالة التعاون والتنسيق (تيكا) فقط، ولكن أيضًا من خلال المساهمات الشخصية التي قدمها الأتراك عبر المنظمات الإنسانية المختلفة.
مؤسسات تركيا عديدة تعمل بلا كلل في أوغندا، وتبذل كل طاقاتها للتأكد من أن جهودها تساعد الناس على التغلب على تحديات البطالة والتفاوت الاقتصادي، مع التركيز على مجالات التعليم والصحة والزراعة والصرف الصحي وتطوير البنية التحتية.
ونفذت الحكومة التركية من خلال "تيكا" مشاريع عديدة في أوغندا، بما في ذلك بناء فصول دراسية جديدة في مدرستين، وإنشاء مراكز تصميم أزياء وخياطة في مواقع مختلفة وإنشاء محطتين إذاعيتين.
يحيى أكو، ممثل تيكا في أوغندا، قال للأناضول إنه يعتزم الاستجابة لطلب إنشاء محطة إذاعية غربي أوغندا للتواصل مع المجتمعات العالمية.
وتعد الإذاعة حاليًا المصدر الرئيسي للمعلومات في أوغندا، حيث يعتمد أكثر من 75٪ من السكان على الراديو للحصول على الأخبار والمعلومات، ويعود ذلك لمزايا انخفاض التكلفة واستخدام بطاريات جافة بأسعار معقولة، كما أن أغلبية الناس لا تتوفر لديهم الكهرباء لمشاهدة التلفاز.
وعلى الرغم من أن المناطق الأخرى في أوغندا لديها محطة إذاعية واحدة على الأقل تتناول القضايا المتعلقة بالمسلمين، إلا أن المنطقة الغربية لا تمتلك ذلك.
وقال مفتو عبد المجيد كامارا، الذي يعيش في غرب أوغندا، لوكالة الأناضول إنه على الرغم من إساءة فهم الأعمال الخيرية أحيانًا بطريقة تهين المتلقي بطريقة ما، إلا أننا يجب أن ندرك أنها جوهرية، وهي أعمال نبيلة تلعب دورًا مهمًا في تحسين الظروف البشرية.
وأضاف: "تأتي الأعمال الخيرية بأشكال وأحجام مختلفة، ولكن مهما كان شكلها، فإن أعمال الخير والطيبة دون التفكير في المكافأة، تساعد على تعزيز سعينا المشترك للتضامن العالمي والعيش معًا في وئام وتخفيف الأزمات الإنسانية والمعاناة البشرية".
وقال سايم جليك، مدير مؤسسة فريدريش إيبرت الخيرية: "الآن أكثر من أي وقت مضى، لابد من مشاركة كل فرد قادر على تقديم المزيد والعطاء بشكل أفضل، للتخفيف من المعاناة المتزايدة التي أحدثتها أزمة جائحة كورونا".
وأضاف "لقد كان الماء محور تركيزنا الرئيسي مؤخرًا، حيث أكد مسؤولو الصحة على أن غسل اليدين بانتظام وبشكل صحيح هو أحد أكثر الطرق فعالية للوقاية من فيروس كورونا".
وتابع جليك:" قمنا ببناء العديد من الآبار في مناطق مختلفة لجميع الناس من أديان مختلفة للحصول على المياه النظيفة المجانية. فإذا لم يكن هناك مياه نظيفة، لن يكون أمام الناس خيار سوى الاعتماد على المياه غير الآمنة أو أنهم لن يغسلوا أيديهم، مما يعرضهم ذلك للإصابة بفيروس كورونا".
وفقًا لمعهد الموارد العالمية، يواجه واحد من كل ثلاثة أشخاص في جميع أنحاء إفريقيا شح المياه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!