ترك برس
قال وضّاح خنفر، مدير منتدى الشرق، إن تضخيم خطاب العنصرية في تركيا متعمّد وهناك قوى خارجية مستفيدة، مقترحاً بعض الحلول لمكافحة هذه الظاهرة المتنامية مؤخراً.
جاء ذلك في كلمة له خلال ندوة بإسطنبول نظمها موقع "عربي بوست" الإخباري لمناقشة أسباب تنامي العنصرية في تركيا ضد الأجانب وأهمية محاربتها، والسبل اللازمة لكبح انتشارها.
وتطرّق خنفر في مداخلته إلى أن تركيا كانت معزولة قبل تسلّم حزب العدالة والتنمية الحكم؛ بل كانت تطمح إلى الدخول في الاتحاد الأوروبي دون إعطاء اعتبار إلى التقارب العربي، الشيء الذي نتج عنه عدم تمددها بالمقارنة مع إيران التي بدأت تتعمق في كل من العراق ولبنان والعديد من الدول الأخرى، وهذا الأمر أزعج العديد من القوى الدولية، التي تفتعل المشاكل في تركيا مثل تضخيم الخطاب العنصري فيها.
وأشار إلى أنه رغم أن تركيا من الدول المتقدمة داخلياً، فإنها واجهت مشاكل مع كل من روسيا والمشاكل التاريخية مع أوروبا، والتي تعود إلى الصراعات التي دامت طيلة 800 سنة منذ الدولة العثمانية، والتي كانت معظم الدول العربية تحت سيادتها.
بعد وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة، بدأت تركيا بمحاولة المصالحة مع الدول العربية، وبدأت تفتح سياساتها أكثر عمقاً في كل من العراق وسوريا، كما ظهرت تركيا القوة الكبرى في دول الشرق الأوسط، فيما بدت إيران أقل فاعلية فيما كانت عليه من قبل.
يرى الأستاذ وضاح خنفر أن سبب تنامي العنصرية في تركيا، رغم أنها توجد في معظم دول العالم، إنما هو تضخيم من مصالح غربية، بشكل يفيد كل من يريد لتركيا أن تعود إلى ما كانت عليه من قبل، وهو ما ستستفيد منه بعض الدول، مثل إسرائيل وإيران وبعض الدول الأوروبية.
تضخيم الموضوع يصبح أجندة رئيسية، لهذا يتوقع الأستاذ وضاح أن هناك قوة كبرى تريد أن تصبح تركيا مثل ما كانت عليه من قبل ومحاربة تطورها. كما أن الحب العربي والدعم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يكونان قد تسببا في أزمة بالدول الغربية، ما قد يتسبب في تضخيم هذا الموضوع من أجل تشويه سمعة تركيا، رغم بعض التقصير من قِبل الحكومة التركية في مواجهة تصاعد الخطاب العنصري ضد العرب.
من بين الحلول المقترحة التي اقترحا خنفر، التقرب من العرب، وفكرة الاندماج، رغم أنها لن تكون سهلة؛ إذ تتطلب بعض الوقت، لكن يتعين على الدولة القيام بتنظيم الجاليات العربية وأن يكون هناك متحدث رسمي عن كل جنسية.
وأكد أن كل حملة عنصرية تبدأ ضد الأجانب تتطور -مع الأسف- لتشمل المواطنين، لهذا يجب أن تقوم الدولة بمحاولة التوصل إلى حل من أجل حماية الأمن القومي الداخلي، أما بالنسبة للحملات ضد المحجبات في تركيا، فقال السيد وضاح إن هناك فئة معينة في تركيا لا تزال تحاول البحث عن هويتها، وهذا الأمر قد يأخذ بعض الوقت.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!